صراع بين قوات حفتر وأنصار القذافي في بنغازي

صراع بين قوات حفتر وأنصار القذافي في بنغازي
الأربعاء ٢٧ يناير ٢٠٢١ - ٠٤:٠٥ بتوقيت غرينتش

بعد أسابيع من كتمان قوات المتقاعد خليفة حفتر خبر بروز تيّار مسلّح معارض في بنغازي(شرق ليبيا)، ممثل في أنصار النظام السابق الليبي معمر القذافي، أقرّت، أخيراً، مديرية الأمن في بنغازي بوجود صراع "يشتد" في المدينة، وبأن "المؤامرات لا ترحم أحداً"، مؤكدة أن "حالات العبث تتزايد وتتفاقم بشوارع المدينة". 

العالم- ليبيا

وطالب رئيس قسم الشرطة في مديرية أمن بنغازي المقدم جمال العمامي، خلال مداخلة في وقت متأخر ليل أمس الثلاثاء على قناة تابعة لحفتر؛ أهالي المدينة بمساعدة أفراد أجهزة الأمن لـ"رفع من مستوى الاستقرار والأمن في بنغازي".

وأشار في السياق إلى أن حملة كبيرة نفذها أفراد مديرته لإزالة "الفاميه" عن زجاج السيارات، خلال العشرة أيام الماضية، لـ"الحد من ظاهرة الاختطاف والقتل"، التي اتّهم أيادي مجهولة بتنفيذها "لكي يثبتوا للعالم أن لا مؤسسات ولا شرطة ولا جيش في مدينة بنغازي، وأن الإرهاب هو السائد فيها".

وجاء إقرار المسؤول الأمني بعد تزايد موجة الانفلات الأمني، متزامنةً مع حملات مداهمة للمنازل واعتقالات الواسعة، وسط عودة ظاهرة الجثث المرمية على الطرقات، التي تبادلت تنفيذها مليشيات حفتر ومليشيات أخرى من أنصار نظام القذافي.

وازداد الوضع الأمني سوءاً في بنغازي، لا سيما بعد إفشال حفتر ومليشياته محاولة الانقلاب، التي أعد لها عدد من رموز النظام السابق في بنغازي، خلال الشهر الماضي، واعتقل على إثرها مدير مكتب حفتر الخاص، خيري التميمي، بالإضافة إلى اثنين من أبرز القيادات وهما كنان مصطفى الفيتوري، وهيبلو ناصر القذافي.
ووفق مصدر أمني رفيع من بنغازي، فإن محاولة الانقلاب جاءت بعد رفض حفتر مطالب عدد من رموز النظام السابق، والقاضية بفتح مكاتب سياسية في بنغازي ومناطق شرق البلاد، ليتصاعد الموقف بشكل حاد في المدينة مع بدء حفتر ومليشياته ملاحقة خيوط الانقلاب.

ويذكر أنه على إثر انكسار حملة حفتر العسكرية على طرابلس وانسحاب مليشياته، انسحبت معها مليشيات أخرى من أنصار العقيد الراحل معمر القذافي، بينها مليشيات الكانيات، التي كانت تتخذ من ترهونة (جنوب شرق العاصمة)، مقراً لها.

وتتألف مليشيات الكانيات من مزيج من مسلحين تابعين لكتائب القذافي، أبرزها اللواء 32 معزز، وتحالفت مع حفتر أثناء حربه على طرابلس.

إلى ذلك، رفض المتحدث الرسمي باسم المكتب الإعلام بوزارة الداخلية، في الحكومة الموازية (شرقاً)، طارق الخراز، التعليق على اعتراف العمامي بوجود "صراع" في مدينة بنغازي، لكنه قال: إن قرار إزالة "الفاميه" عن زجاج السيارات، يأتي تنفيذاً لقانون المرور.

وعلّل الخراز حملة مليشيات حفتر الجارية بالمدينة، بأنها "استمراراً لتنفيذ عملية فرض القانون"، التي أطلقها اللواء المتقاعد منذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

في حين، أكد مصدر أمني، أن "عملية فرض القانون كانت غطاءً لحملة أمنية استبقت حراك أنصار القذافي، بعد ورود معلومات لحفتر عن عملية الانقلاب".

بينما يؤكّد الناشط السياسي من بنغازي عقيلة الأطرش، أن اعتراف العمامي بوجود صراع ما هو إلا إقرار واضح بالمساعي المستمر من جانب أنصار القذافي لإثبات وجودهم والبقاء في مقراتهم في بنغازي.

تصنيف :