تقلص تاريخي في الاقتصاد البريطاني يذكر بما حصل قبل 300 عام

تقلص تاريخي في الاقتصاد البريطاني يذكر بما حصل قبل 300 عام
السبت ١٣ فبراير ٢٠٢١ - ٠٣:٥٢ بتوقيت غرينتش

صدقت التنبؤات التي توقعت تراجعاً وانكماشاً كبيرين في الاقتصاد البريطاني بسبب وباء كوفيد-19، ها هي الأرقام الرسمية تصدر معلنة تقلصاً تاريخياً بتراجع الناتج المحلي الإجمالي بقيمة 9.9 بالمئة خلال عام 2020.

العالم - أوروبا

هذه الأرقام الرسمية أعلنها المكتب الوطني للإحصائيات، مؤكداً أن هذا التقلص يمثل التقلص الأكبر منذ نحو 300 عام، بالتحديد منذ عام 1709.

لكن ماذا نعرف عن ما حصل في 1709؟ هل كان سبب الانكماش الاقتصادي حينها وباء آخر؟

لا.. كان "الشتاء العظيم"!

في ذاك العام عم برد شديد، ولف الصقيع أنحاء بريطانيا.

المعلومات قليلة عن ذلك الزمان حتماً. تقول "الغارديان" إن التقارير والحكايات تحدثت عن أسراب من الطيور كانت تتجمد في السماء فجأة، من ثم تهوي إلى الأرض، وعن جثث التصقت بالأسرّة بعد تجمدها فاستحال نقلها.

تجمدت حينها الأنهار مما أوقف التجارة، ووصفت إحدى الصحف المشهد حينها كالتالي: "يبدو نهر التايمز الآن صخرة صلبة من الجليد".

استمر الصقيع العظيم ثلاثة أشهر، وعندما بدأ بالذوبان أخيراً تسبب بمشكلة أخرى لا تقل سوءاً: فيضانات واسعة النطاق.

كانت هذه كارثة كبيرة لاقتصاد زراعي إلى حد كبير، دُمرت المحاصيل، وارتفعت أسعار الحبوب ستة أضعاف وواجهت عدة فئات المجاعة، انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 23٪ ، ولم يعد لسابق عهده إلا بعد مضي نحو 10 سنوات أخرى.

في البداية لم يدرك البريطانيون ما كان ينتظرهم، فأقاموا أحد أكبر مهرجانات الشتاء، حيث اجتمع الآلاف من سكان لندن للتزلج والاستمتاع في الهواء الطلق.

لكن البهجة لم تدم، البرد هو من فعل، وأدرك سكان البلاد أن هذا الشتاء يختلف عن سابقيه وأن فترات التجمد أطول بكثير مما خبروه.