ماذا تعرف عن يوم الخميس الدامي؟

ماذا تعرف عن يوم الخميس الدامي؟
الأربعاء ١٧ فبراير ٢٠٢١ - ٠٦:٣٩ بتوقيت غرينتش

حدث مزلزل ومشحون بالغدر، لا يمُحى من ذاكرة البحرينيين الذين انتفضوا ضد ظلم آل خليفة أبداً، وهو يوم الخميس الدامي الذي وقع فجر الـ 17 من فبراير عام 2011.

العالم نبض السوشيال

واحياءا للذكرى السنوية العاشرة للمجزرة المروعة اطلق البحرينيون هاشتاغ #الخميس_الدامي مستذكرين تضحيات الاحرار الذين انتفضوا ضد الظلم والاستبداد الخليفي.

في ذلك اليوم، كل من الطبيبين علي العكري وصادق العكري كانوا في مناوبتهما الليلية في خيمتي الأطباء في دوار اللؤلؤة مع بقية الطاقم الطبي. حدث لم يتوقعه أحد منهم ولم يتخيلوا وحشيته. هجوم مباغت من قوات الأمن عند الثالثة فجراً في هدوء الخيام والناس. يقتحم الأمن الخيمة التي يناوب فيها الطبيب علي العكري. يرجوهم: "رجاءً لا تضربوا، جميعنا طاقم طبي أتينا فقط لحالات الطوارئ". يكون الجواب إلقاء مسيلات الدموع داخل الخيمة واختناق من فيها.

المصابون لجأوا إلى مجمع السلمانية الطبي، اعتبروا الحرم الطبي مكاناً آمناً، فيما الطاقم الطبي في حالة من الذهول. لا أحد يعرف حجم المصابين وعددهم وإصاباتهم. الحالات والإصابات بدأت تتوافد إلى المستشفى في سيارات خاصة. توافدت الجماهير إلى مستشفى السلمانية في حالة من الهياج والغضب الشديدين، كان الحدث الغادر صادماً للجميع، قتيلان سقطا على الفور هما محمود مكي (21 عاماً)، وعلي خضير(58 عاماً)، وإصابة خطيرة راح ضحيتها علي المؤمن (22 عاماً)، وعشرات الجرحى توافدوا على المستشفى.

بعد الساعة الثامنة صباحاً، حدث ثوران شعبي عارم، أعداد غفيرة احتشدت عند المستشفى. المحتجون حاولوا العودة للدوار. قوات الأمن واجهتهم بمسيلات الدموع والرصاص المطاطي والانشطاري عن قرب، إلى الحد الذي تم فيه تفجير رأس عيسى عبد الحسن (61 عاماً) بتصويب مباشر، إصابات مختلفة ومتفاوتة دخلت المستشفى، إحدى الحالات تعرضت لإصابة بالرصاص الانشطاري في الرقبة، تم إنقاذها، بعد عمل الأشعة لها اتضح أن الرصاص الانشطاري منتشر في كامل الرئة، لكنها نجت من الموت.

في مجمع السلمانية الطبي نظم الأطباء والمسعفون والممرضون احتجاجاً ضد وزير الصحة لمنعهم من مباشرة عملهم في إنقاذ الجرحى والتعرض لأحد الأطباء وعدد من المسعفين بالضرب. وهتف المحتجون «يسقط يسقط الوزير»، وبعد ساعات طويلة أفسح المجال لسيارات الإسعاف دخول منطقة دوار اللؤلؤة التي كانت محاصرة بعد إعلان السلطات إغلاق الشوارع الرئيسية التي تربط العاصمة بمحيطها.

الحدث كان قد شهد ردود فعل دولية وقليمية ومحلية حيث ردود الفعل العالمية والمحلية، فعلى الصعيد الإقليمي، أعلن وزراء خارجية دول مجلس التعاون خلال اجتماع استثنائي عقدوه في المنامة عن مساندتهم وتضامنهم الكامل مع الإجراءات التي اتخذتها السلطات البحرينية ضد المتظاهرين.

أما على الصعيد الدولي فقد أعلن الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون موقفاً ناقداً وشديداً لما قامت به السلطات البحرينية. كما صدرت بيانات مماثلة من الأمين العام للأمم المتحدة، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.

واليوم ومنذ ذلك الحدث المؤلم يحيي البحرينيون "الخميس الدامي" مستذكرين تضحيات أبطالهم الثوار والشهداء والمضحين ومنددين في نفس الوقت بقمع وظلم السلطات الخليفية التي تواصل جرائمها حتى يومنا هذا.