فورين بوليسي: سجل الإمارات في معاملة المرأة مروع ويكذّب آلتها الدعائية

فورين بوليسي: سجل الإمارات في معاملة المرأة مروع ويكذّب آلتها الدعائية
الأربعاء ٢٤ فبراير ٢٠٢١ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

وصفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية سجل دولة الإمارات في معاملة المرأة بأنه مروع ويثير الصدمة.

العالم - الامارات

جاء ذلك في تقرير للمجلة تعقيبا على تسريب مقاطع فيديو الشيخة لطيفة ابنة نائب رئيس الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد.

وقالت المجلة إن “الملحمة المروعة لابنة حاكم دبي تكشف عن سمعة بلدها الدولية”.

وأشارت إلى مقاطع الفيديو التي سجلتها الشيخة لطيفة حول احتجازها كرهينة بعد محاولة هربها قبل عامين.

ولحظات القبض عليها الرهيبة وهي تبحر على بعد 30 ميلا من الشواطئ الهندية حيث داهم عدد من قوات الكوماندو القارب الذي كانت عليه.

وبعد مقاومة وتخدير فقدت وعيها واستيقظت لتجد نفسها في دبي مرة أخرى، وهو المكان الذي حاولت الهروب منه في المقام الأول.

وتعيش الآن في فيلا تم تحويلها إلى سجن يحرسه خمسة رجال شرطة في الخارج وشرطيتان في الداخل.

ولن يوجه لها اتهامات ولكنها لن ترى الشمس أبدا.

فالرجل الذي أمر بالقبض عليها هو والدها، حاكم الإمارة ورئيس وزراء الإمارات في إشارة إلى محمد بن راشد.

وتعلق المجلة أن الحقائق الرئيسية حول الشيخة لطيفة مثيرة للصدمة بما فيه الكفاية، ولكنها مثيرة للدهشة لمن يعرف عن دبي وسمعتها كأهم الدول تقدما في دول المنطقة.

وتقول إن إساءة معاملة لطيفة على يد والدها ركزت الانتباه على الصدع بين صورة المدينة- الدولة الغنية بالنفط كملجأ آمن للنساء وواقعها الخطير بما في ذلك ما تتعرض له النساء من البيوت المحظوظة.

وبعد ظهور الأشرطة قال مكتب مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إنه سيطلب من الإمارات تقديم أدلة عن لطيفة وأنها في وضع جيد.

وقال وزيرا الخارجية الأمريكي والبريطاني إنهما سيتابعان عن قرب تحقيق الأمم المتحدة.

وادعت العائلة الحاكمة في دبي أكدت أن الشيخة لطيفة في وضع جيد وتحظى برعاية من عائلتها، وهو زعم لا يحمل الكثير من الوزن بعد التستر على وضعها في 2018 بحسب المجلة.

وآخر مرة شوهدت فيها لطيفة كانت عام 2018 مع زوجة والدها، الأميرة هيا بنت الحسين وصديقتها مفوضة حقوق الإنسان السابقة ماري روبنسون.

وكان الهدف من الصورة هو إثبات أنها على قيد الحياة.

وبعد عدة أشهر غادرت الأميرة هيا دبي مع ولديها إلى بريطانيا حيث طلبت حضانة لهما عبر المحكمة.

وكشف في أثناء المداولات أن الشيخة لطيفة محتجزة ضد إرادتها وفعلت نفس الشيء مع شقيقتها الكبرى الشيخة شمسة.

مما يجعل الأميرة هيا المرأة الثالثة التي تهرب من سيطرة محمد بن راشد.

وتقول لطيفة “قدمت هيا ماري ولم تقل أبدا إنها المفوضة السابقة لحقوق الإنسان لم تقل أبدا، ولو عرفت لقلت كل شيء”.

وتقول المجلة إن شح المعلومات عن لطيفة وخطة الهروب السابقة والتي فشلت في النهاية أثارت أسئلة حول دبي التي تروج لنفسها بأنها واجه التسامح والحياة السهلة.

ولسنوات طويلة روجت الإمارات بأنها جذابة للمرأة في المنطقة.

غير أن الواقع أن الإمارات تحتل المرتبة 120 من 153 على مستوى العالم من ناحية المساواة بين الجنسين، مما يكشف عن العمل المطلوب منها والمنطقة.

وفي الإمارات الكثير من المشاكل تذهب أبعد من حلها عبر فتح المجال للمرأة المشاركة في السياسة العامة.

فالحياة العائلية تعطي الرجل حق اتخاذ القرارات الهامة في حياة النساء، سواء في الزواج أو الطلاق.

وعادة ما يستخدم الرجال هذه السلطة لابتزاز النساء المطالبات بالطلاق للتخلي عن حقوقهن مقابل الطلاق.

وظل العنف المنزلي مقبولا كشكل من أشكال الضبط حتى 2019 وكما أكدته المحكمة العليا في 2010.

وفي تعديل جديد للقانون اشترط ألا يترك العنف الجسدي علامات يمكن اعتبارها انتهاكا.

ويعرف القانون الجديد العنف المنزلي بأنه أي إيذاء جسدي، قولي أو بالتهديد الذي يطلقه أحد أفراد العائلة ضد فرد آخر من عائلة أخرى.

ويعتبر تجاوزا لولايته وصلاحياته وسلطته ومسؤوليته مما يترك مساحة واسعة أمام القضاة لتفسيره.

وتعرف الحالة هذه المحاكم في الإمارات برجعيتها وعادة ما يظهر القضاة لينا مع من يرتكبون العنف المنزلي.

ولاحظ تقرير للحكومة الأمريكية أن عدم اكتراث الحكومة الإماراتية “بفعالية قوانين العنف الأسري ضد المرأة بما في ذلك انتهاكات الزوج يظل مشكلة”.

وبهذا المعدل أشار تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن المنطقة تحتاج إلى 150 عاما لسدة الثغرة بين الجنسين.

هذا لو افترضنا أن قيادة البلد ملتزمة بتحقيق الأهداف المنشودة.

وبالنسبة للنساء في الإمارات فالانتهاكات منتشرة بدون قنوات لرفع أصواتهن أو التعبير عن مظلوميتهن.

وقالت آلاء صديق، الناشطة الحقوقية الإماراتية:

“إن هناك حالات أخطر من قضية الشيخات “لقد صدمنا (لسماع القضية) والجميع يتمنى أن تكون الأميرة حية”.

وأضافت “كل قضية مختلفة والنهاية متشابهة. ولماذا وصلن لهذه النهاية، غياب القانون الحامي والمؤسسات المستقلة في البلد”.

وتكشف قصة الأميرات في دبي أن أكثر الحكام تقدما في المنطقة يمارسون الاضطهاد في بيوتهم ولا تستطيع المرأة الاعتماد على إصلاحات الدولة لحمايتهن.

ولهذا تحتاج هذه النساء الشجاعات لوسائل دولية لمساعدتهم للحصول على حقوقهن أو نشر قصصهن.

ولو تمت معاملة نساء محظوظات مثل الأميرة لطيفة فما هي فرصة النساء الأخريات في المنطقة!