المؤتمر الدولي لنصرة الشيخ صلاح يطالب بضغط دولي على الاحتلال للافراج عنه

المؤتمر الدولي لنصرة الشيخ صلاح يطالب بضغط دولي على الاحتلال للافراج عنه
السبت ٠٦ مارس ٢٠٢١ - ٠٢:٥١ بتوقيت غرينتش

أكد متحدثون في المؤتمر الدولي لنصرة الشيخ رائد صلاح الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي أن الشيخ يشكل رمزًا عالميًّا يمثل العالم الحر بكل أطيافه ومعتقداته بثوابته ومسيرة نضاله واستهدافه المستمر من المؤسسة الإسرائيلية.

وطالب المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي انطلق بإسطنبول عبر "الزوم" السبت تحت عنوان "رائد صلاح الرمز"، بتحرك من المجتمع المدني الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لوقف حملة الملاحقة التي يتعرض لها الشيخ صلاح، والضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عنه.

وقال رئيس منتدى الفكر والدراسات الاستراتيجية بسام دويحي المنظم للمؤتمر: "إن المؤتمر ينعقد في ظرف استثنائي حيث يقبع هذا الرمز النضالي الإنساني في السجون الإسرائيلية ظلمًا وتعسفًا للدفاع عن قيمه وثوابته الإسلامية والعربية والفلسطينية والمقدسات، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك".

وأضاف "نجتمع وقد جددت محكمة الاحتلال عزله الانفرادي لستة أشهر أخرى، ويعد هذا الحكم من الأشد عند سلطات الاحتلال".

وأشار إلى أن المنتدى أخذ على عاتقه بالشراكة مع المنظمات الحقوقية والقانونية الدولية المتابعة لكل ما يتعلق بالشيخ صلاح، وأن يكونوا منبرًا لصوته ضد الظلم والعنصرية.

وشدد على أن المؤتمر بنخبة كبيرة من قادة الفكر والعمل الإنساني والدبلوماسي، تناول قضية إنسانية عاجلة وشخصية تحمل مسيرة زاخرة بالعدالة والكرامة ورفض العنصرية والاحتلال بل والعمل على إزالة هوية الشعب العربي، مؤكدًا أن شخصية الشيخ صلاح قامة فريدة متكاملة في تاريخ الإنسان المعاصر تجمع ما تفرق من صفات عظيمة، ولنسلط الضوء على جوانب هذه الشخصية.

وذكر أن المؤتمر يأتي للتأكيد على الإنجازات التي قام بها الرمز صلاح على مستويات عديدة، أهمها المدنية والاجتماعية والدفاع عن حقوق الإنسان العربي والإسلامي والمقدسات والآثار والنضالات السلمية التي قام عليها وعلى مدار ثلاثة أيام.

وأكد أنه سيتم اختتام المؤتمر بوثيقة عالمية للتعبير فيها عن ترميزه كرمز إنساني عالمي يمثل العالم الحر بكل أطيافه ومعتقداته.

من جانبه، قال مستشار حزب العدالة والتنمية في تركيا ياسين أقطاي، إن الشيخ صلاح القابع بسجن وعزل انفرادي مدان من الجميع، هو رمز للصمود الإنساني، ومكافحًا عن حقوقه الإنسانية والوطنية.

وأشار إلى أن الاحتلال منع الشيخ صلاح من الحركة والتنقل والتواصل مع المجتمع الخارجي طوال فترة نضاله الممتدة على مدار 40 عاما، واليوم تعزله بسبب دفاعه عن نفسه وثوابته الوطنية والفلسطينية ورفضه للعنصرية والظلم، ومطالبته بحق الإنسان في الدين والمعتقدات.

وطالب أقطاي المجتمع المدني والدولي والمنظمات الحقوقية والعالم بالوقوف إلى الرمز صلاح ورفع الظلم والاستهداف الممنهج تجاهه، والضغط على المؤسسة الإسرائيلية للإفراج عنه، ووقف كل الممارسات التي تقف أمام جهده ومسيرته المدنية والنضالية.

وشدد على أن الشيخ صلاح وقف إلى جانب الشعوب ومطالبتها بحقوقها في العدالة، وكان ملتصقًا ومناصرًا لها حتى في ظل ظروفه الصعبة الحالية.

بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني محمد بركة: "إن الشيخ صلاح كان شخصية وحدوية، وحافظ على ذلك في أصعب الظروف، ونحن نفتقد الآن حضوره، لكننا واثقون بأننا سنلتقي ونستكمل هذه المسيرة النضالية".

وعدّ أن حظر الحركة الإسلامية في نوفمبر عام 2015 كان علامة فارقة في تاريخ النضال بالداخل الفلسطيني المحتل، حيث أقدمت المؤسسة الإسرائيلية على حظر فصيل أساسي من مكوناته، وهو لم يكن تعديًّا على الحركة وحدها وإنما على كل أطياف الشعب الفلسطيني، لأن المشروع الذي يقف على رأسه الشيخ صلاح ما يزال مستمرًا، وهو الإخلاص للعقيدة والوطن والقضية.

وأضاف، "لذلك حظر الحركة الإسلامية كان موجهًا ضد شعبنا وخضنا معركة ضارية في مواجهة هذا القرار الإسرائيلي، بما في ذلك خطوات بتقليل عمل لجنة المتابعة".

وشدد على أن الشيخ صلاح تعرض لمحاكمات عديدة كانت الأخيرة منها مليئة بالسفور والتعدي على العقيدة، كونها جاءت على تلاوته لآية قرآنية، لأن الاحتلال حاكم بذلك العقيدة، وليس شخص الشيخ صلاح فقط، مشيرًا إلى أن هناك استهدافا واضحا للشيخ صلاح، فكلما خرج من السجن يخترعون له قضية وتهمة جديدة.

ولذلك عدّ أن محاكماته واعتقاله يهدف لضرب وإلحاق الأذى بشخصيته، وما حدث من استجابة المحكمة لطلب النيابة بتجديد عزله لستة أشهر أخرى.

ولفت إلى أن سجاني صلاح هم أسرى لحقدهم وظلمهم فيما الشيخ حر بانتصاره لمعتقداته وحقوق شعبه ونضالاته، وهو نهج الأبطال الذين يحولون الضيق إلى فضاء للنضال.

من جانبها، قالت ابنة الشيخ؛ مريم رائد صلاح: "إن والدها يجمع بين روح الفكاهة والعزيمة والثبات والقوة، وخلقه لين هين، وابتسامته لا تفارقه حتى في أحلك الظروف".

وأكدت أنه بسبب ثقل المسئوليات عليه، كانت حصة الأسد في تربية الأبناء ملقاة على عاتق والدتها، خاصة وأنه كان يساعدها في أعمال المنزل عامة، لكنها كانت تعلم أن الشيخ صلاح كان على طريق الحق، وأنه طريق مليء بالشوك والصعوبات.

كما قالت: "إن أبي أنشأنا نحن الثمانية على حب الوطن والمسجد الأقصى، والتي كانت ولا تزال قضيته الأولى، ورغم انشغاله بقضايا شعبه وأمته، كان يستغل الوقت ليجلس معنا، وفي بعض الأحيان يعتذر منا لانشغاله بقضية الأقصى والقدس، ونحن بدورنا عرفنا أن هذا الطريق يحتاج إلى الصبر والصمود".