سبعة عشر عاماً على اغتيال الجسد وتمَدُّد الفكرة 

سبعة عشر عاماً على اغتيال الجسد وتمَدُّد الفكرة 
الثلاثاء ٢٣ مارس ٢٠٢١ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

الساعة الرابعة وعشرون دقيقة فجر الثاني والعشرين من مارس عام ٢٠٠٤ تاريخ أراد به الاحتلال ان يزعزع مفاصل حركة حماس التنظيمية ويكسر ظهرها باغتيال مؤسسها الشيخ أحمد ياسين.

العالم - قضیه الیوم

وفوجئ بأن الياسين ليس جسد وانما فكر تغلغل في دماء أبناء الحركة حتى ظلت حية إلى يومنا هذا ، بل تمددت وفرضت نفسها في المعادلات الدولية التي لا يمكن ان تحيك شيئاً للقضية الفلسطينية في السر أو العلن إلا وتضع المقاومة الفلسطينية نصب أعينها ..

الشيخ أحمد ياسين لم يكن بالنسبة للاحتلال رجل مسن ومقعد ووظائفه الحيوية بالكاد تعمل بل بالنسبة لهم كان هو الأب الروحي لكل مناضل فلسطيني ولكل استشهادي فأرادوا بقتله أن ينزعوا تلك الروح من أجساد الفلسطينيين فالياسين كان وضعه الصحي في أصعب أحواله وقد توقع الأطباء وفاته الطبيعية قبل 36 ساعة من اغتياله.

ولكن يد الغدر الاسرائيلية امتدت إليه رغبةً من رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي ارئيل شارون في ذلك الوقت لتحقيق مكاسب سياسية أمام شعبه لاسيما وأن المقاومة والعمليات الاستشهادية كانت في أوجها وكانت العملية التي قضت مضاجع الاحتلال في حينها هي التي نفذها عنصرين من خيرة شباب المقاومة في ميناء اسدود وقتلوا فيها عشرة من افراد جيش الاحتلال الاسرائيلي ، حينها وجد شارون ضالته في اغتيال شيخ مقعد فاقد لثلاثة ارباع سمعه فعجزه عن ردع المقاومة الفلسطينية جعلته يقدم على اغتيال رأسها ظناً منه أن الحركة ستصاب بهزة في أركانها.

ولكن الحركة سرعان ما تعافت وسلمت الراية لعبد العزيز الرنتيسي الذي اغتالوه أيضا في نفس الشهر ،وحينها حاولوا التعتيم على كل الأصوات الاسرائيلية الناقدة لاغتيال الياسين ومن بينهم البروفيسور الإسرائيلي رئيس مشروع دراسة الحركات الإسلامية في المركز المتعدد المجالات رؤوبين باز الذي قال أن "تصفية ياسين لن تعود على إسرائيل بفائدة، فالتجربة أثبتت قدرة حماس على "تفريخ" قيادات بديلة" .

والتجربة الان تقول أن حماس ليست فقط قادرة على ولادة القيادات بل إن معادلة الردع التي أسست لها صعّبت على الاحتلال البقاء في مربع الاغتيالات دون ثمن .. تخيلوا لو أن الياسين والرنتيسي يتم اغتيالهم الان كيف يمكن أن تتحول الأرض المحتلة لكتلة لهب .. فالمقاومة ثبتت الان قاعدة لم تكن بهذه القوة إبّان اغتيال الياسين والرنتيسي وهذا يعني ان اغتيال القيادات لم ينل من عزيمة المقاومة بل إننا في مرحلة ستُفرض فيها حماس كشريك سياسي دون ان تعترف بالكيان الاسرائيلي وهو ما أكد عليه اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيان صدر بمناسبة الذكرى السابعة عشر على اغتيال الشيخ أحمد ياسين.

وقد أكد فيها التمسك بالركائز الثلاث التي خطها الشيخ أحمد ياسين في حياته وسجنه واستشهاده متمثلة برفض التفريط أو التنازل عن أي شبر من أرضن فلسطين والتمسك بحق العودة وتحرير الأسرى وأن المقاومة هي السبيل إلى تحقيق وإنجاز تطلعات الشعب الفلسطيني المرابط ليعيش حرًا فوق أرضه فلسطين المباركة، والعمل على تكريس وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وبالتالي فحماس فكرة غرس بذرتها الياسين في أرض فلسطين وتسقيها دماء الشهداء .. تنمو جذورها في عقول الأجيال إلى يوم التحرير ..

*إسراء البحيصي