بعد تهديدها كالامار.. لماذا ترى السعودية نفسها فوق القانون؟

بعد تهديدها كالامار.. لماذا ترى السعودية نفسها فوق القانون؟
السبت ٢٧ مارس ٢٠٢١ - ٠٩:٢٨ بتوقيت غرينتش

بعد جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي البشعة في قنصلية بلاده في اسطنبول، وما ترتب عنها من تداعيات خطيرة على مكانة وسمعة السعودية في العالم، كان من المتوقع ان تنكمش السعودية على نفسها، من اجل التقيل من مخاطر تداعيات الجريمة، والتعامل بمسؤولية مع منفذي الجريمة، الا ان الذي حدث، كان على العكس من ذلك تماما، فمازالت السعودية تطارد معارضيها في مختلف انحاء العالم، عبر الخطف والتصفية، وكأن شيئا لم يكن.

العالم كشكول

اخر مسلسل التهديدات السعودية، لكل من يرفع صوته معارضا لنهجها في تصفية المعارضين على طريقة المافيا، كان من نصيب المقررة الاممية المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أغنيس كالامار، التي هددت السعودية بتصفيتها، بعد التقرير الذي قدمته حول جريمة قتل خاشقجي، حيث اكدت فيه انه قتل بأوامر مباشرة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

مكتب المفوضة السامية لحقوق الانسان في جنيف اكد تعرض كالامار لتهديدات سعودية، حيث اعلن الناطق باسم المفوضية روبرت كولفيل، ان التفاصيل التي نشرت حول التهديد الموجه إلى كالامار دقيقة، وبعد التهديد، أبلغت كالامار بنفسها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، كما أبلغت أمن الأمم المتحدة ورئيس مجلس حقوق الإنسان، الذي قام بدوره بإبلاغ السلطات المعنية.

وفي وقت سابق قالت كالامار لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إن زملاء في الأمم المتحدة أبلغوها في كانون الثاني/يناير 2020 بأن مسؤولاً سعودياً هدد بـ"التعامل معها"، وان زملاءها أبلغوها بأنهم كانوا شاهدين على التهديدات أثناء اجتماع رفيع المستوى في كانون الثاني/يناير 2020 مع دبلوماسيين سعوديين مقيمين في مدينة جنيف السويسرية، ومسؤولين من المملكة كانوا يزورون المدينة، و"فهموا التهديدات على أنها تهديدات بالقتل".

عندما تهدد السعودية جهارا نهارا مسؤولة اممية بالقتل، رغم انها تحت مجهر المنظمات الدولية، بسبب جريمة قتل خاشقجي ومطاردتها للمعارضين السياسيين، وتعاملها الغريب والعجيب مع قضايا دولية حساسة، مثل الازمة اليمنية، حيث قامت بشن عدوانها على اليمن منذ اكثر من 6 سنوات، تحت ذرائع واهية، واخذها رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري رهينة، والضغط عليه لتقديم استقالته من الرياض، كل ذلك يؤكد ان السعودية ترى نفسها فوق القانون، وان لديها حصانة، تعصمها من اي مساءلة او ملاحقة قانونية، ويبدو ان شعور السعودية بهذه الحالة تكثف بعد مجيء الرئيس الامريكي جو بايدن، الذي هدد السعودية وتوعدها خلال حملته الانتخابية، بتدفيعها ثمن ممارستها وجرائمها ضد المعارضين والمأساة الانسانية الكبرى التي احدثتها في اليمن، الا ان كل هذه الوعود تبخرت مع دخوله البيت الابيض، حيث سكت كما سكت سلفه ترامب، تحت سحر المليارات ، واستعداد ابن سلمان، في المضي قدما للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي والتحالف معها حتى ضد الفلسطينيين انفسهم،.. هنا تكمن "قوة" ابن سلمان ، وهذه القوة هي التي تشعره انه فوق القانون.