رسالة إتفاقية التحدي الإيرانية الصينية.. أمريكا ليست قدراً

رسالة إتفاقية التحدي الإيرانية الصينية.. أمريكا ليست قدراً
الإثنين ٢٩ مارس ٢٠٢١ - ٠٦:١٧ بتوقيت غرينتش

"لقد كنت قلقا بشأن ذلك منذ عام"، بهذه العبارة رد الرئيس الامريكي جو بايدن على صحفي سأله:"هل انت قلق من اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين ايران والصين". نعم من حق امريكا ان تقلق، بل وتعيش في هذا القلق وان تتعود عليه، منذ اليوم وصاعدا، ما دامت هناك دول تعتز باستقلالها وسيادتها وكرامتها، وترفض هيمنتها ، وتقارع عنجهيتها وصلفها، دون ادنى تردد ومهما كانت التضحيات.

العالم كشكول

اتفاق الشراكة الاسترتتيجية بين ايران والصين، قبل ان يكون اتفاقا اقتصاديا، هو اتفاق سياسي، يحمل رسائل في غاية الاهمية الى مختلف دول وشعوب العالم، تؤكد جميعها على أمر واحد وهو :ان امريكا ليست قدرا، كما تحاول هي ان توحي بذلك للعالم، عبر سياستها العدوانية القائمة على مبدأ : إما أنا أو الانهيار، إما أنا او الموت التدريجي.

اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين ايران والصين، هو اتفاق تحد، تحد لامريكا ومبدئها المتغطرس القائم على السلب والنهب والجشع والعدوانية، اتفاق يمنح شعوب العالم التواقة الى التحرر من الكابوس الامريكي، أملاً، مفاده ان بالامكان كسر هذا القدر الوهمي الذي تحاول امريكا، فرضه على العالم كحقيقة.

اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين ايران والصين، لم يعط املا للشعوب في التحرر من الهيمنة الامريكية، ولا كسر وهم "القدر الامريكي" فحسب، بل جعل أمريكا تقلق، وان لا تملك من سلاح لمواجهة الاتفاق الا القلق، لانها لا تملك امام ارادة التحدي للشعوب الحرة الا القلق، فلتعش بالقلق، كما فرضته على شعوب العالم لعقود طويلة ، منذ ظهورها المشؤوم على الساحة الدولية.

إيران التي تكالبت عليها أعتى وأشرس و أوحش قوى العدوان في العالم منذ اكثر من اربعة عقود، وعلى رأس هذه القوى أمريكا وبريطانيا وفرنسا واغلب الدول الغربية، والكيان الاسرائيلي، والرجعية العربية وعلى راسها السعودية، بهدف تركيع شعبها واسقاط نظامها الاسلامي، عبر استخدام اقذر الوسائل واكثرها دموية، بدءا من الحرب الشاملة ، ومرورا باختلاق الفتن الداخلية، وانتهاء بـ"الضغوط القصوى" الترامبية، لم تخرج من كل ذلك ، مرفوعة الرأس، بحكمة قيادتها ووعي شعبها وبسالة قواتها المسلحة، فحسب، بل ادخلت القلق في عقل وقلب، من يدعي انه "قدر العالم"، وهو قلق ، نعتقد جازمين، انه سيعيش معه طويلا.

ما كانت تضمره امريكا سابقا ، عن سر العداء الامريكي، للجمهورية لاسلامية في ايران، بات مكشوفا اليوم، فكل ما قيل عن "دعم ايران للارهاب"!! ، و "زعزعتها لأمن واستقرار المنطقة"!! و ..، هي اكاذيب ومزاعم الهدف منها، منع تحول ايران الى نموذج يحتذى به للدول التواقة الى بناء انظمة سياسية مستقلة ومتحررة من الهيمنة الامريكية والاجنبية، تعمل وفقا لمصلحتها ، وليس لمصلحة امريكا، وهذا النموذج وضعته ايران امام هذه الدول، واثبتت وبشكل عملي انه قابل للتطبيق بشهادة.. القلق الامريكي.