ما الذي حققته الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين العراق وأمريكا؟

الخميس ٠٨ أبريل ٢٠٢١ - ٠٢:٢٩ بتوقيت غرينتش

اعتبر الباحث السياسي حسن حردان، ان الولايات المتحدة الامريكية تأخرت في قرار جدولة سحب قواتها القتالية من العراق، لانها كانت تناور وتحاول الالتفاف على قرار البرلمان العراقي القاضي باخراج القوات الامريكية بعد جريمة المطار.

وقال حردان في حديث مع قناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان امريكا حركت القوى والمجموعات الموالية لها في العراق من اجل اجهاض القرار البرلمان العراقي، الا انها لم تحقق هذا الامر كما تشتهي.

واوضح حردان، ان الولايات المتحدة مضطرة مؤخراً الى اتخاذ قرار بسحب قواتها القتالية من العراق، لكن لايعني هذا القرار ان امريكا انسحبت من العراق نهائياً، فهي موجودة تحت حجة انها مازالت تدرب القوات العراقية بصفة مستشارين.

واضاف حردان، ان قرار الولايات المتحدة الاخير جاء نتيجة خروجها من المأزق الذي وضعته فيه قوى المقاومة العراقية التي بدأت منذ فترة بسلسلة عمليات استهدفت فيها ارتال القوات الامريكية وبالتالي وضعت واشنطن امام تحدي خطير، اما تنفيذ قرار البرلمان او مواجهة حرب استنزاف جديدة والتي بدأت تنتج مفاعليها، مشيراً الى ان امريكا غير قادرة على مواجهة حرب الاستنزاف ولا تريد ان تتورط في حرب.

واعتبر حردان الى ان القرار الامريكي الاخيربسحب القوات القتالية، قد يكون في سياق تفادي استمرار الحرب الاستنزاف والعمليات العسكرية ضدها من جهة، ومن جهة اخرى تريد امريكا ان تضع قواتها المتبقية تحت عنوان تدريب القوات العراقية ومواجهة الارهاب بطريقة شرعية تتفادى فيها عمليات المقاومة العراقية.

من جانبه، رأى عضو المكتب السياسي في كتائب سيد الشهداء عباس الزيدي، ان هناك اشكاليات طرحت في بيان الولايات المتحدة الامريكية عن أبقاء قسم من القوات المحتلة في العراق تحت ذريعة مستشارين، مؤكداً ان مقاومة قوات الاحتلال لم تتبناها فقط فصائل المقاومة العراقية، بل هي قضية شعبية مطلبية ترجمت بمظاهرات مليونية على مستوى الشعب وترجمت ايضاً بمطالبة برلمانية وحكومية ابان حكومة عادل عبدالمهدي.

وقال الزيدي: ان هناك عملية تسويف من الجانب الامريكي ومماطلة، وقفت فصائل المقاومة واعلنت بوضوح ان هذه العملية يجب ان تنتهي، مشيراً الى ان المسألة ليست عديد القوات المحتلة المتبقية في العراق، وانما البحث عن السيادة العراقية التي تنتهكها قوات الاحتلال ولعل جريمة المطار باغتيالها القائدين الكبيرين قاسم سليماني وابومهدي المهندس، خير دليل على ذلك.

واوضح الزيدي، ان هناك قضايا اخرى تنتهكها امريكا وهي قضية انتهاكها الاجواء العراقية والمقدرات وتلتف على القرار العراقي القاضي باخراج قوات الامريكية برمتها.

بدوره، اعتبر السفير العراقي السابق الدكتور جواد الهنداوي، ان تواجد القوات الامريكية في العراق هو لاهداف لا تخص العراق فقط وانما تخص المنطقة وابعد من المنطقة ايضاً.

وقال الهنداوي: ان الادارة الامريكية الجديدة وطاقمها الدبلوماسي الجديد تسعى ان تؤثر على تحقيق اهدافها في العراق والمنطقة من خلال القوى الناعمة وعملائها وعلى التظاهرات وعلى الضغط الاقتصادي وعلى الدولار، اكثر من اعتمادها على القوات الامريكية كمقاتلة او تدريب او استشارية.

واوضح الهنداوي: ان الحوار الاستراتيجي الاخير بين وزير خارجية العراق فؤاد حسين ونظيره الأميركي انتوني بلينكن، تمخض ببيان بسحب القوات الامريكية القتالية من العراق، الا انه ستبقى القواعد الامريكية العسكرية بذريعة تواجد قوات عراقية فيها ايضاً، واصفاً البيان الامريكي بانه يأتي نوعاً ما جواباً لقرار البرلمان العراقي.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5526233