هل تملك اوروبا الارادة المستقلة لاتخاذ قرارها برفع الحظر؟

الجمعة ١٦ أبريل ٢٠٢١ - ١١:٠٦ بتوقيت غرينتش

اكد محسن صالح الباحث بالشؤون الدولية والاقليمية، انه خلال المراقبة الدقيقة لبداية المحادثات النووية وما سبق ذلك من تصريحات ادارة بايدن ومسؤوليها، يمكن ملاحظة ان هناك كلام شيء وفعل شيء آخر، مشيراً الى النفاق الذي اعتادت الادارات الامريكية عليه.

وقال صالح في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان هناك عدم ثقة لما يقوله الامريكان بشأن عودتهم الى الاتفاق النووي الايراني، وبالتالي لايبدو واضحاً انهم بصدد رفع العقوبات كما تطالب ايران بذلك.

واوضح صالح، انه لحد الان مازالت الولايات المتحدة الامريكية تمارس كل انواع الظلم على كل الدول كروسيا والصين وايران التي تخالف سياستها الاقتصادية والسياسية وايضاً وجودها العسكري او الاستقلالي او علاقاتها الدولية، مشيراً الى ان روسيا والصين حينما تطالبان الدول الغربية المشاركة في الاتفاق كالمانيا وبريطانيا وفرنسا وطبعا الولايات المتحدة بالعودة الى الاتفاق النووي دون قيد او شرط ورفع العقوبات الاحادية من جانب الولايات المتحدة، ترى ان الغرب يماطل وليس لديه الشجاعة وخاصة فرنسا الى العودة للاتفاق فيما تبدو امريكا في مكان آخر وتمارس كل انواع الضغوط من اجل عدم العودة الى البرنامج النووي الايراني السلمي.

واضاف صالح، ان تقدم البرنامج الايراني قد اجفل امريكا وجعلها تشعر انه مهما صنعت مع ايران ومارست اقصى العقوبات فانها تفشل، وانها اذا عادت الى الملف النووي فانها ستذهب خاسرة، باعتبارها بانها الدولة الاقوى وعودتها الى الاتفاق النووي، يجعل منها كقنبلة فارغة.

وشدد صالح على ضرورة عودة الولايات المتحدة من اجل استقرار المنطقة كما روج بايدن قبيل انتخابه ومنع ادواتها كالكيان الاسرائيلي والدول المطبعة معه من العبث بأمن المنطقة.

من جانبه، اكد الدبلوماسي الايراني السابق هادي افقهي، ان قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي وضع الخطوط فيما يخص بالاتفاق النووي، وعدم التفاوض من اجل التفاوض وعدم القبول بالاستنزاف واضاعة الوقت.

وقال افقهي: انه حتى عندما طُرح موضوع الخطوة بخطوة في موضوع الاتفاق النووي، اكد سماحة الخامنئي بان ايران لن تقبلها وطرح آلية متقنة لا يمكن لاحد ان يعترض عليها، وهي التثبت من ايران من ان رفع العقوبات قد تمت قانونياً وحقوقياً وبصورة عملانية على الارض وما عدا ذلك فانها تبقى حبراً على ورق.

واوضح افقهي، ان البعض يتساءل اذا ما هو دور مجلس الامن الدولي والامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، واجاب قائلا: ان ايران جربت جميع هذه المنظمات عندما خرق ترامب ومزق الاتفاق النووي وفرض عقوبات اكثر من 500 عقوبة، ليكون المجموع اكثر من 1500 عقوبة، متسائلاً لماذا لم يعترض مجلس الامن على ذلك ولماذا لم تتدخل الامم المتحدة ولماذا لم تقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمحاكم الدولية الى جانب ايران.

واضاف افقهي الى ان ايران تريد تاكد من رفع العقوبات وفتح الحسابات المصرفية للتبادل الدولي "سويفت" وبيع نفطها بحسب حصة اوبك ثلاثة ونصف مليون، ونوه الى نقطة مهمة وهي ان ايران تذهب الى طاولة مفاوضات فيينا لموضوع، ولكن الاطراف الاخرى تأتي لموضوع آخر باطل ما يؤدي الى عدم التكافؤ، مشدداً على ان هذا ما يحذر منه السيد الخامنئي من ان يجر ايران الى الاستنزاف والتسويف والمرواغة.

واستطرد افقهي قائلا: ان ايران تذهب الى طاولة المفاوضات كي تدرس آلية استرجاع حقوقها، مشيراً الى ان هناك لائحة تتضمن بـ1500 عقوبة منها 150 عقوبة لا تتعلق بالموضوع النووي، لكنهم ادرجوها تحت عناوين اخرى على نفس العقوبات التي وردت في النووي.

بدوره، اشار استاذ العلوم السياسية في باريس خطار بو ذياب، الى الاعتداء على منشأة نطنز النووية الايرانية، وقال ان الدول الاوروبية الثلاث المعنية أصدرت بياناً اعلنت فيه عن قلقها من الاعتداء وشجبته وقالت ان هذه الخطوة ستعقد الامور وانها ضد اي فكرة تعيق مفاوضات فيينا.

وقال بو ذياب: ان الجانب الاوروبي منذ عام 2018 كان ما بين المطرقة الامريكية والسندانة الايرانية، حيث كانت واشنطن في ايام ترامب تأخذ على الجانب الاوروبي اصراره على انقاذ الاتفاق النووي، فيما كانت ايران تأخذ عليه عدم اتمام واجباته فيما يتعلق بالتزاماته وعدم ايفائه تعهداته بموجب آلية التبادل، مشيراً الى ان ان العقوبات الامريكية طالته ايضاً ولم يتمكن من تلبية تعهداته.

واوضح بو ذياب، ان الجانب الاوروبي منذ عودة ادارة بايدن، يعوّل العودة الى تنفيذ الاتفاق النووي، ويعلم الصعوبات التي يواجهها، حيث الصعوبة الكبيرة هي من يبدأ أولاً طهران أم واشنطن، مشيراً الى ان الجانب الاوروبي بذل جهوداً مضنية كي يقنع الاطراف المعنية بالجلوس الى طاولة المفاوضات، لكن لم يتم ذلك، فيما تتم الآن مناقشات غير مباشرة.

واضاف بو ذياب، ان الجانب الاوروبي مع مبدأ الخطوات المتزامنة وصولا الى رفع العقوبات التي ترتبط بالبرنامج النووي الايراني، فيما بقية العقوبات تعتبر خطوات سيادية امريكية لايمكن للجانب الاوروبي التأثير عليها، فهو يحاول اقناع واشنطن بالرجوع عن تلك العقوبات حتى يتم تسهيل عودة ايران الى التزاماتها ويتم عودة العمل بالاتفاق النووي للعام 2018.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5538988