الى 'قسد'.. القوت الأمريكية المطرودة من أفغانستان والعراق ستُطرد من سوريا إيضا

الى 'قسد'.. القوت الأمريكية المطرودة من أفغانستان والعراق ستُطرد من سوريا إيضا
الإثنين ١٩ أبريل ٢٠٢١ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

كشفت مصادر اعلامية تابعة لما تعرف بـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عن توسيع مهابط للطائرات الامريكية في منطقة شرق الفرات بسورية، وذلك تمهيدا لاستقبال القوات الأميركية المنسحبة من أفغانستان والعراق. واضافت هذه المصادر، ان الجنود والألوية العسكرية للجيش الأميركي المنسحبون من أفغانستان والعراق ستتم إعادة تموضعهم في قواعد التحالف الدولي ضد "داعش"، في شرق الفرات.

العالم كشكول

يبدو ان قراءة البعض، ومنهم قيادة ما تعرف بـ"قوت سورية الديمقراطية"، للتاريخ، إما قراءة مجتزأة وغير متكاملة، لم تاخذ بنظر الاعتبار تجارب الشعوب مع المحتل الاجنبي، والضريبة التي دفعها خونة هذه الشعوب من الذين ربطوا مصيرهم بالمحتل، وتعاملوا مع إحتلاله كالقدر. وإما قراءة سريعة لم تتعظ ولم تتعلم إي درس من هذه القراءة، ففي كلا الحالتين، لم يحصل هذا البعض ومنهم "قسد"، على اي رؤية حقيقية للواقع، الامر الذي جعلهم يدفعون ، وسيدفعون ايضا، اثمانا باهظة، ازاء تلك الرؤية المشوهة للواقع.

عندما تلفظ افغانستان القوات الامريكية، بعد محاولات مستميتة للبقاء هناك دامت عشرين عاما، وبعد مقتل نحو 2500 جندي امريكي ونحو 25 الف جريح، وتكلفة تجاوزت اكثر من ترليوني دولار. وعندما تعد القوات الامريكية الغازية للعراق العدة، للخروج من هذا البلد تحت ضربات المقاومة العراقية، بعد 18 عاما، ومقتل اكثر من 4 الاف جندي امريكي، ونحو 25 الف جريح، وتكلفة وصلت الى اكثر من ترليوني دولار. فهل يمكن لسورية ان تقبل ببقاء هذه القوات على ارضها؟، وهل السوريون اقل وطنية وتمسكا بأرضهم ووطنهم من الافغان والعراقيين؟، بالطبع لا والف لا.

اللافت ايضا، ان الظروف التي تمر بها سورية اليوم، هي افضل بكثير من الظروف التي مرت وتمر بها افغانستان والعراق، فهذان البلدان قد تم غزوهما واحتلالهما من الولايات المتحدة وحلفائها، وتم اسقاط حكومتي البلدين وحل جيشهما، بينما سورية، مازالت الحكومة قائمة والجيش متماسك والشعب ملتف حول جيشه وحكومته، كما ان الارهاب انحسر في مناطق محددة من سورية، وهذه المناطق بدات تتقلص شيئا فشيئا، هذا بالاضافة الى وجود حلفاء دوليين اقوياء الى جانب سورية مثل روسيا، وحلفاء اقليميين اقوياء مثل ايران، الى جانب جميع محور المقاومة. الامر الذي سيعزز من ارادة الشعب السوري، في تحرير ارضه من الغزاة والخونة، مهما طال الزمن.

على قادة الاكراد في سورية، ان يتريثوا عندما يقرأون تجارب الشعوب مع المحتل والمعتدين، وكذلك مع الذين باعوا انفسهم، من اصحاب النفوس الضعيفة في هذه الشعوب للمحتل، عسى ان يتوصلوا الى حقيقة، يبدو انها مازالت غائبة عنهم، بينما هي واضحة وضوح الشمس، ومفادها ان المحتل لا محالة زائل، وان الغزاة لا يحترمون الخونة والعملاء، وسيبيعونهم بإبخس الاثمان، بينما البقاء، للشعوب والاوطان، وفقط.. هكذا علمنا التاريخ.