شاهد بالفيديو..

الشيخ نعيم قاسم: مشكلة الحكومة بلبنان داخلية بامتياز

الجمعة ٣٠ أبريل ٢٠٢١ - ٠٤:٣٢ بتوقيت غرينتش

أكد نائب الأمين العالم لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن مشكلة تشكيل الحكومة في لبنان هي مشكلة داخلية بامتياز، مشددا على أن أكبر ضغط خارجي يواجه لبنان هو قرار الغرب بإبقاء النازحين السوريين في لبنان كورقة ضغط.

العالم - لبنان

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "لقاء خاص" أكد الشيخ نعيم قاسم أن مشكلة الحكومة في لبنان هي مشكلة داخلية بامتياز وبنسبة مئوية مرتفعة جدا، وإذا اتفق الأطراف المعنيون في الداخل تتشكل الحكومة.

وشدد الشيخ نعيم قاسم على أن من مصلحة حزب الله أن يكون البلد متماسك في مواجهة أي أخطار خارجية يمكن أن تأتي عليه، لافتا إلى أن حزب الله كنا أول من سهل تشكيل الحكومة بالتنازل عن الاستمرار في وزارة الصحة.

وفي جانب آخر من اللقاء أوضح أنه لا توجد مؤشرات على أخطار أمنية ستحصل فيما يتعلق بالفتن أو التقاتل الداخلي، مضيفا: ليست لدينا خشية من خطر أمني داخلي.

وأشار نائب الامين العام لحزب الله أن أكبر ضغط خارجي عنوانه يواجهه لبنان هو قرار أميركا والاتحاد الأوروبي بأن يبقوا النازحين السوريين في لبنان كورقة ضغط.

وإليكم نص اللقاء الكامل:

أهلا بكم مشاهدينا الكرام في حلقة جديدة من برنامج لقاء خاص ويسعدني ويشرفني أن أستضيف معنا في هذه الحلقة نائب الأمين العالم لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم.. أهلا وسهلا بك.

الشيخ نعيم قاسم: أهلا وسهلا.

العالم: سماحة الشيخ رمضان مبارك عليكم وعلی جميع المسلمين. في لبنان لعلها المرحلة الأكثر تعقيدا في تاريخ لبنان. إنسداد في الأفق علی المستوی الحكومي، ضغوط خارجية كبيرة جدا، أزمة مالية واقتصادية عميقة والآن قارب الوقت علی رفع الدعم، أو استحقاق رفع الدعم، بحيث أن هناك نفاد بالاحتياطي من العملة الصعبة في مصرف لبنان.. أمام كل هذه الظروف الصعبة هل يخشی حزب الله اليوم من انفجار اجتماعي، أو فوضی أمنية قادمة ربما في المرحلة القليلة القادمة؟

الشيخ نعيم قاسم: مع عدم وجود حكومة هناك مسائل كثيرة تحتاج إلی حل علی المستوی الاقتصادي والاجتماعي ستبقی عالقة؛ أي أن خطوات الإصلاح التي تساعد في استدراج العروض الخارجية من قروض وهبات من أجل تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لايمكن أن تتحقق إلا مع وجود حكومة تتابع هذا الأمر. للأسف حتی الآن لم يتوفق المعنيون بالتفاهم كما يجب للوصول إلی تشكيل هذه الحكومة.

لكن موضوع الدعم مع عدم قدرة مصرف لبنان أن يصرف عليه بعد فترة قصيرة من الزمن، يتطلب أن يناقش بطريقة موضوعية، نحن أعلنا بشكل واضح أننا مع ترشيد الدعم ومع البطاقة التمويلية ومع رسم خارطة طريق تؤدی إلی اتخاذ القرارات المناسبة وإصدار القوانين المناسبة من أجل تحديد مكامن الدعم وحصره بالأمور الاساسية التي يحتاجها كل مواطن كالقمح والدواء وأمور أخری تحتاج إلی استمرار الدعم في هذه المرحلة.

فإذا الترشيد أمر مطلوب ونحن شاركنا من خلال الحكومة الحالية المستقيلة بجلسات عديدة وأبدينا وجهة نظرنا، وعلی الأرجح أن يخرج اقتراح خلال هذين اليومين من رئاسة الحكومة إلی التنفيذ وإلی المسار الذي تقرر فيه التفاصيل، هذا يخفف من الضغط وإن كان نفس رفع الدعم مع وجود البطاقة التمويلية ومع عدم وجود حركة اقتصادية يبقی ناقصا لكن الأفضل أن نسير بترشيد الدعم والبطاقة التمويلية من أن نؤخرها إلی حين تشكيل الحكومة التي لا نعلم متی سيفرج عنها.

العالم: لا يبدو في الأفق أي حلول لمسألة الحكومة، لاتوجد في الأفق دواعي للتفاؤل في مدی قريب؟

الشيخ نعيم قاسم: أنا لا أرغب بأن أعطي عناوين تفاؤل أو تشاؤم، أقول إننا يجب أن نستمر في السعي ونسأل الله التوفيق.

العالم: حتی لوكان هناك ترشيد للدعم وتحديد لبعض المواد الأساسية ولكن هذا لايمنع أنه قد يترأفق مع قرار رفع الدعم فوضی أو انفجار اجتماعي أو فوضی قد تتحول من فوضی اجتماعية إلی فوضی أمنية.. هل لدی حزب الله تقديرات أو سيناريوهات للتعامل مع هذه المرحلة فيما إذا حصل هذا النوع من الضغط في الشارع؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن نفضل الحديث عن الحلول وليس عن التداعيات المحتملة، طالما الحل أمامنا، الآن المتاح هو ترشيد الدعم، والمتاح أمامنا هو البطاقة التمويلية، فلنقم بهذا علی الأقل، هذا يخفف الوطئة، لكن هذا لا يحل المشكلة، مطلوب أن نسعی إلی حل المشكلة الأساس، أن تشكل الحكومة لنعالج المسائل الأخری المرتبطة بقضايا الناس وإلا الوضع صعب والناس في حالة صعبة.

العالم: بتقديركم اليوم الحل للأزمة اللبنانية.. يختلف ربما المحللون والمراقبون بين أن يكون الحل لبنانيا بحتا أو أن يكون مرتبطا بالخارج، بتقديركم الحل للأزمة اللبنانية إلی أي مدی يرتبط بالاستحقاقات الإقليمية وإلی أي مدی يرتبط ربما بالاتفاق أو المحادثات ما بين الجمهورية الإسلامية في إيران والدول الكبری الخمس وأميركا؟ هل علی اللبنانيين أن ينتظروا أخبار إيجابية إقليمية لتنعكس علی لبنان؟

الشيخ نعيم قاسم: ذكرنا مرات عديدة بأن قضايا المنطقة ومعالجة قضايا المنطقة لا علاقة لها في هذه المرحلة علی الأقل بما يجري في لبنان وبتشكيل الحكومة، مشكلة الحكومة في لبنان هي مشكلة داخلية بامتياز وبنسبة مئوية مرتفعة جدا، وإذا اتفق الأطراف المعنيون في الداخل تتشكل الحكومة.

أما الاتفاقات الخارجية سواء كان الاتفاق النووي أو حل مشكلة اليمن أو أي شئ يحصل في العراق أو في سوريا أو في مكان آخر هذه قضايا لاعلاقة لها بتشكيل الحكومة في لبنان، إنما هي قضايا لها علاقة بحلول تشمل المنطقة أو الدول المعنية، قد تنعكس إيجابا بشكل أو بآخر لكن ليست هي المقياس ولا أحد يعتبر أن مثلا حل مشكلة الاتفاق النووي يمكن أن يحل المشكلة في لبنان.

العالم: نعم ولكن هل بتقديرك سماحة الشيخ أن المشكلة في لبنان هي مشكلة فقط متعلقة بتشكيل حكومة أم أن المشكلة ربما ذات أبعاد أكثر شمولا. اليوم النظام اللبناني ربما في خطر، اليوم هناك مشكلة مالية واقتصادية عميقة كلها لها جذور سياسية هل كله يتعلق بالحكومة أم أن المشكلة ربما أعمق من ذلك؟

الشيخ نعيم قاسم: لسنا الآن في وارد أن نفتح ملف نظام لبنان وتركيبة لبنان ووضع لبنان وظروف لبنان، وبالتالي هذه مسألة معقدة جدا. نحن عندما نتحدث عن أن مقدمة الحل بتشكيل الحكومة، نقصد أن ننهي هذه المرحلة المأساوية التي نعيشها، ببداية حل لقضايا الناس الاقتصادية والاجتماعية. أما أزمة النظام وتركيبة النظام فيحتاج إلی نقاش هادئ وإلی طرق أخری لكيفية المعالجة ليست مطروحة الآن ولا أری أنه يناسب أن نناقشها في ظل هذه الأزمة، فلننتقل أولا إلی خطوة العلاج المباشرة وبعد ذلك كل النقاشات مفتوحة.

العالم: نعم ولكن هناك كثير من الاتهامات من بعض الفرقاء السياسيين لحزب الله تحديدا بأنه لم يسهم ربما بإيجاد الحلول أو بالسعي للتقريب لأن هذه الفوضی ربما تناسبه في مكان ما أو يريد انحلال البلاد بالكامل والوصول إلی مؤتمر تأسيسي ليعاد صياغة لنظام جديد للبنان. ماذا تردون علی هذه الاتهامات؟

الشيخ نعيم قاسم: بعضهم يعطي مواقف سياسية ضد حزب الله بتركيب ثلاث – أربع معطيات لا علاقة لها ببعضها، لكن تشكل جملة غيرمفيدة ويحاول أن يعتبر أن هذا التحليل الذي مبني علی أوهامه ونظرياته وقناعاته يريد من خلاله أن يسيء لحزب الله، لكن إذا أراد أحد أن يری موقف الحزب، عليه أن ينظر إلی الوقائع. طيب.. من حيث الوقائع نحن كنا أول من سهل تشكيل الحكومة بأن تنازلنا عن الاستمرار في وزارة الصحة لمصلحة الرئيس سعد الحريري لأنه كان راغبا بها لنقول إننا لسنا متوقفين عند أي مشكلة رغم أننا نجحنا في وزارة الصحة وأن الاستمرار مناسب لكن لا نريد أن نكون سبب لعقبة. ثم في المراحل التالية كنا دائما نطرح أفكار ونعمل كوسطاء ونقرب وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ورئيس التيار الوطني الحر، وكان لدينا كثير من الرسائل المتبادلة التي لم نعلنها في الإعلام لأننا حريصون علی أن تتشكل الحكومة. من مصلحة حزب الله أن تتشكل الحكومة، لأن من مصلحتنا أن يكون البلد مستقرا آمنا.

من مصلحتنا أن لايكون هناك بوادر فتنة داخلية، من مصلحتنا أن لايجوع الناس، هذه أخلاقنا وإيماننا وقناعتنا. من مصلحتنا أن يكون البلد متماسك في مواجهة أي أخطار خارجية يمكن أن تأتي عليه. أكثر طرف مهتم وله علاقة أن تكون هناك حكومة في لبنان هو حزب الله و هذا أمر أصبح معروفا، نحن لا تلائمنا لا الفوضی ولا الفتنة ولا الأعمال السيئة، أولا لا ديننا يسمح ولا أخلاقنا تسمح، ولا موقعنا السياسي ولا أهدافنا الكبری تتناسب مع الفوضی والفتن التي ممكن تكون موجودة في الداخل، ومعروف من لا يسأل ويهتم بهذه الاتجاهات. من هنا تحميلنا المسؤولية في غير محله، لأننا نقوم بما علينا وبالتالي التوفيق علی الله تعالی وأيضا علی الأطراف الموجودة في الساحة.

العالم: نعم ولكن بعض الحجج التي تساق لاتهامات حزب الله أن حزب الله يهيء البيئة المحيطة به للسيناريو الأصعب وهو سيناريو الانهيار المالي الكامل وبدء فعلا من خلال بطاقة السجاد ويقال إن هناك انتقائية وأنه يهيء البيئة بألا تتأثر بيئة حزب الله فقط بما هو قادم من تداعيات فيما لو حصل ما يشبه الانفجار الاجتماعي بناء على وقف الدعم.

الشيخ نعيم قاسم: سأعترض على صياغة السؤال.. حزب الله لا يهيء البيئة للظروف القادمة.. هذا خطأ.. إنما حزب الله يتعامل مع ظروف صعبة بمحاولة تسكين الوجع حيث يستطيع، وكيف نسكن الوجع؟ بمساعدة الناس، وهذا أمر ليس مرتبطا بهذه المرحلة فقط، فمند تأسيس حزب الله وهو معروف بالمساعدات التي يقدمها، بأموال الخمس التي يصرفها، بجهاد البناء الذي خدم المزارعين، بنشر مستوعبات وخزانات المياه التي تعطي مياه الشرب للناس مجانا، برفع النفايات في بعض المراحل، بالتدريب على إنتاج العسل وبعض المشتقات الزراعية، وجود منظمة إمداد الإمام الخميني لمساعدة الفقراء، ترميم بعض البيوت الفقيرة ومحاولة إعطاءهم مقومات السكن..

هذا كله كان موجودا، الذي حصل الآن هو زيادة الوتيرة في المساعدات، لأن الشرحة المحتاجة لهذا النوع من المساعدات صارت أكبر، والإضافة التي حصلت أننا حركنا مشاعر المتمولين والمغتربين وأصحاب الفضل والأيادي البيضاء والمؤسسات والجمعيات التي تعمل في هذه الساحة من أجل أن تقدم خدماتها.. وبالفعل أموال كثيرة من التبرعات موجودة لخصوص هذه المساعدات وهذا الدعم الذي نعطيه لأن نسد حاجة بالحدود التي نقدر عليها.. ففي النهاية نحن لا نقدر أن نسد كل الاحتياجات، هذا يحتاج إلى دولة ونظام ومنظومة متكاملة في هذا الموضوع.. إذا حزب الله يحاول أن يقوم بواجبه في دعم حاجات من يستطيع بالحدود التي يستطيعها، وليس أكثر من هذا.

العالم: هناك معايير معينة تشمل فقط البيئة المحيطة بحزب الله؟ أم لا.. أي شخص محتاج قد يحصل على هذه المساعدات؟

الشيخ نعيم قاسم: نحن أين نستطيع أن نعمل؟.. لا نستطيع أن نعمل إلا في البيئة التي نتواجد فيها.. كل قرية وكل مدينة لها قياداتها وزعاماتها، لها ناس مؤثرين فيها ولها ناس مسؤولين عنها، أنا بالعكس أستغل الفرصة لأقول لماذا كل هؤلاء الأفرقاء اللبنانيين سواء كانوا أحزاب أم جمعيات أو جهات أو شخصيات متموة عندها إمكانات.. لماذا لا يصرفوا بمناطقهم ويعطوا الناس المحتاجين؟ لماذا ينطروا الدولة حتى تعطي، وإذا تأخرت يعيشوا بتلك الحالة من الفقر المدقع؟

المفروض أن يكون عندنا تكافل اجتماعي، فكل الناس معنيين بالتكافل الاجتماعي.. هناك مؤسسات في أماكن مختلفة لكن ربما حركتها بطيئة أو يشتغل بعضهم على المواسم أو الانتخابات.. نحن حركتنا مختلفة، نحن نعمل بمقدار ما نستطيع في مناطقنا، لا نقدر أكثر من ذلك، هذا فضلا عن أن بعض الأحيان هناك مناطق لا تقبلنا، أي حتى لو نحن نود أن نعمل شيء هناك.. المطلوب هو أن يشتغل كل طرف الذي عليه، ويخدم بيئته، لا أن يصير الذي يخدم محل اتهام، ولماذا تخدمون الناس؟ هذا محل تساؤل؟ لا..

العالم: أنتم ربما محل اتهام مهما فعلتم.. سماحة الشيخ من خلال متابعتكم ومراقبتكم لما وراء الكواليس وما يحدث في العلن ما هو تقديركم للخروج من هذه الأزمة؟ ما هو تقديركم للسيناريوهات المطروحة للحل داخليا؟ هل سيبقى الموضوع على هذا التعقيد الحاصل بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية؟ هل سيقى البلد في هذا الوضع من انسداد الأفق؟

الشيخ نعيم قاسم: أكتفي بأن أقول علينا أن نسعى وعلى الله الاتكال.

العالم: أليس هناك من خطط أو تعاون مع أطراف أخرى..

الشيخ نعيم قاسم: من هم الأطراف الأخرى؟ نحن نسعى.. الذي علينا السعي فيه نسعى فيه، وسنستمر بالسعي، لكن متى تخرج النتائج وتلين القلوب ويتفق المعنيون؟ الله أعلم.

العالم: يعني على اللبنانيين أن يستغلوا شهر رمضان للدعاء بالتسريع للحلول

الشيخ نعيم قاسم: بكل الأحوال شهر رمضان فرصة عظيمة جدا جدا لمزيد من التقوى، وفرصة للتكافل الاجتماعي وللتأمل.. إن شاءالله يستفيد منها الجميع.

العالم: هناك حديث اليوم -وعذرا أني أسوق كل المخاوف والأفكار السلبية ربما ولكن أريد أن أنقل مخاوف الناس والتساؤلات التي تدور في بالهم- من مخاوف بتحضيرات أمنية في بعض المناطق.. تهيئة لبعض الأحزاب اللبنانيةى بإعادة تموضع تحسبا لفوضى أمنية قادمة، هل هذا سيناريو يجب أن يخشاه اللبنانيون؟ وأن يتحسبوا إليه؟

الشيخ نعيم قاسم: أنا لست مع إخافة اللبنانيين ببعض الأوهام والأفكار النظرية التي لا واقع لها، اليوم ليست لنا مشكلة أمنية بقلب لبنان، الحمدلله القوى الأمنية والجيش يتابعون بشكل دقيق، والأمن مضبوط بنسبة عالية، وأنا أقصد هنا الأمن الذي له علاقة بمواجهات داخلية أو فتن داخلية وما شابه، أما موضوع السرقات وبعض الأمور المشابهة التي تجري محل متابعة، صحيح أنها ازدادت في الفترة الأخيرة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة لكن هذا لا يبرر أن تكون موجودة، وبنفس الوقت القوى الأمنية والعسكرية تقوم بواجبها في الموضوع، ليست لدينا خشية من خطر أمني داخلي، بمعنى أن يكون هناك اقتتال داخلي مثلا.

نعم يجب أن نعمل دائما على الاحتياط و لأسوأ الاحتمالات، كيف؟ بأن تكون القوى الأمنية جاهزة، وأن يكون السياسيون في تعبئتهم وحديثهم مع الناس غير مستفزين ويتكلموا الحقائق ولا يدخلوا بموضوع إثارة نعرات طائفية ومذهبية وما شابه ذلك.. هذه كلها مسؤولية المعنيين، أن يتركوا الساحة تعاني من شغلة واحدة اسمها الوضع الاجتماعي الاقتصادي، حتى نرى كيف يفرج الله علينا للحل، ما يدخلوا الساحة في مشاكل أخرى، وهذا واجب الجميع.

العالم: يعني أنتم مطمئنون لحيادية هذه المسألة وربما لقدرة القوى الأمنية على ضبط الوضع..

الشيخ نعيم قاسم: إلى الآن لا توجد مؤشرات على أخطار أمنية ستحصل فيما يتعلق بالفتن أو التقاتل الداخلي.

العالم: فيما يتعلق بالضغوط الخارجية.. هل من أفق لأن تخف هذه الضغوط أو للتوقف؟ وهل هناك من حد معين.. أو طلب معين يراد للبنان أن ينصاع إليه من أجل أن تتوقف هذه الضغوط سواء كانت عربية أو أميركية أو إسرائيلية؟

الشيخ نعيم قاسم: واضح أن الضغوط الخارجية على لبنان مستمرة وستستمر، أكبر ضغط خارجي عنوانه لا يحتاج إلى تفسير.. هو قرار أميركا والاتحاد الأوروبي بأن يبقوا النازحين السوريين في لبنان كورقة ضغط ويمنعوا الحكومة اللبنانية أو المسؤولين اللبنانيين بأن يقوموا بإجراءات مع السوريين لعودة السوريين الآمنة إلى بلدهم، هذه من الأمور التي تشكل ضغطا على لبنان رغم ترحيبنا بالإخوة السوريين، لكن هذه لا علاقة لها بالترحيب، بل له علاقة بأن بلدهم صارت له قدرة على أن يستوعبهم وهم باتوا يقولون أفرجوا عن الجماعة حتى يرجعوا إلى بلدهم، لكن الضغوطات السياسية التي تقام من الأميركان والأوروبيين أنهم متخذين القرار أنه ممنوع حالا يرجع السوريين إلى بلدهم، وهذا ضغط كبير.

الضغط الثاني هو ضغط العقوبات التي فرضتها أميركا، وهي تؤذي النظام المصرفي اللبناني والنظام اللبناني بشكل عام، هي تقول إنها تستهدف فئة لكن هي في الحقيقة تؤذي اللبنانيين، الأمر الثالث من الضغوطات هي أنهم عايشين حالة اللامبالاة بانتظار أن يعثروا على حل يتلائم معهم في لبنان، ويقولون متى ما لقينا حلا فنحن حاضرون أن نساعد، أنا لست معولا على أن يساعدنا الجو الخارجي ، فنحن لازم نساعد أنفسنا في الداخل.

العالم: ولكنه ليس عاملا ضاغطا أكثر بتقديرك؟ أي لا ترى فيه عاملا ضاغطا أكثر على الحالة أو الأزمة اللبنانية؟

الشيخ نعيم قاسم: الآن إذا بدأنا في لبنان نحل قضايانا واحدة بعد الأخرى سوف نقدر أن نؤثر على العوامل الخارجية أو نخفف من تأثيرها، لكن إذا أننا ما انطلقنا بعد بسكة الحل في لبنان فلا أحد يعرف أن الضربة من أين سوف تأتيه، فلا يكون آنذاك فرقا بين الداخل والخارج.