تحقيق: يحدث في الإمارات.. تأشيرة سفر تقود للسجن

تحقيق: يحدث في الإمارات.. تأشيرة سفر تقود للسجن
الخميس ٠٦ مايو ٢٠٢١ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

لا يحدث سوى في دولة الإمارات أن تحصل على تأشيرة سفر فتقودك إلى السجن بفعل سياسات النظام باستهداف معارضيه ومنتقديه.

العالم- الامارات

وكشف مصدر أمني ل”إمارات ليكس” أن السلطات الإماراتية تحاول إيجاد مصيدة لدخول المعارضين والإعلاميين والسياسيين لأراضيها ومن ثم الإيقاع بهم واعتقالهم دون وجود أي مبرر قانوني رسمي.

وذكر المصدر أن بعض الشخصيات يتم اعتقالها بطرق غير رسمية وغير قانونية، أي بطرق التوائية لعدم السماح لأي مؤسسة دولية مهتمة بحقوق الإنسان التدخل والبحث والسؤال عنه.

وتكررت عشرات الحوادث شكلت فضائح للإمارات باستغلال تأشيرات سفر مصيدة الدخول لأراضيها فخاً للإيقاع بمعارضيها ومنتقديها.

ولا تفرق الحكومة الإماراتية بين منشور أو تغريدة يكتبها مواطن أو مقيم في الإمارات، فكل شيء يتم مراقبته إلكترونياً بهدف اصطياد المنتقدين.

الأمر الذي وصفه حقوقيون لمرحلة تظهر فيه الهوس الإماراتي في اعتقال الإعلاميين والنشطاء والسياسيين بمختلف توجهاتهم سواء أكانوا إماراتيين أو أجانب.

ولا يتسامح النظام الإماراتي إزاء أي شخص يقوم بانتقاد السلطات الإماراتية.

استهداف جماعي

يخطئ من يعتقد بأن السلطات الإماراتية تتعقب نشطائها المؤيدين للديمقراطية وحقوق الإنسان والإسلاميين فقط، بل أي كان يحمل جنسية فيكون معرض للاعتقال لحظة دخوله الأراضي الإماراتية.

كل ذلك يأتي بعد السماح السلطات الإماراتية من تأشيرة الدخول لأراضيها فخاً للإيقاع بمعارضيها أو منتقديها.

في عام 2015 اعتقل الصحفي الأردني تيسير النجار في مطار أبو ظبي واحتجز لعام كامل دون محاكمته، قبل أن يحاكم ويسجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة قدرها 500 ألف درهم إماراتي بتهمة الإساءة لدولة الإمارات عبر منشور على موقع الفيسبوك والذي كتبه قبل وصوله للإمارات بعام كامل.

وفي عام 2018 وصل الأديب والصحفي العراقي وارد بدر السالم للإمارات بدعوة رسمية من مؤسسة “العويس الثقافية” من أجل حضور فعاليات تكريم الفائزين بجائزة العويس الثقافية لتحتجزه شرطة دبي وينقطع الاتصال بينه وبين ذويه.

وعلى الرغم من أن الصحافي السالم غير معروف عنه تبنيه لأي أراء سياسية تُنتقد السياسة الإماراتية وأجندتها في المنطقة إلا أنه تم اعتقاله من قبل السطات الإماراتية.

وحادثة الاعتقال المذكورة جاءت بعد أيام من اعتقال مراسل راديو “سوا” وقناة الحرة الأمريكية زيد بنيامين في مطار دبي الدولي على خلفية قضية منظورة أمام حاكم أبو ظبي دون أي تعليق رسمي من قبل الحكومة الإماراتية.

وكان قائد عام شرطة دبي السابق الفريق ضاحي خلفان وجه انتقادات عنيفة لبنيامين بعد قيام الأخير بترجمة مقال نشرته صحيفة التايمز البريطانية والتي تحدث عن تراجع الأوضاع الاقتصادية في إمارة دبي.

كما أن العديد من رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب كان لهم نصيبا من الاعتقال في الإمارات.

من هؤلاء رجل الأعمال التركي محمد علي أوزتورك الذي وصل الإمارات في فبراير عام 2018 ضمن وفد لاتحاد مصدّري منطقة البحر المتوسط التركي قبل أن يُحتجز من قبل جهة مجهولة بعد ثلاثة أيام من وصوله دبي.

ويستمر اعتقال أوزتورك منذ أكثر من ثلاث سنوات، تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي.

المفارقة التي تؤكدها حوادث الاعتقال، أن السلطات الإماراتية لا تقتصر على مراقبة الشبكات الاجتماعية المؤيدة للديمقراطية وحقوق الإنسان؛ بل كل شخص ينطق بـ “نصف كلمة” في حق سياسيات السلطات الحاكمة، في نظر المراقبين، عرضةً للاتهام.