في لقاء خاص مع العالم..

خطيب المسجد الأقصى: المهرولون للتطبيع انخدعوا بقوة الاحتلال

الجمعة ٠٧ مايو ٢٠٢١ - ٠٤:٤٥ بتوقيت غرينتش

اكد رئيس الهيئة الاسلامية العليا في مدينة القدس وخطيب المسجد الاقصى فضيلة الشيخ عكرمة صبري، ان مدينة القدس ستبقى عصية على کیان الاحتلال الاسرائيلي ومتجذرة بأهلها، مهما قام المحتلون باجراءاتهم التهويدية ومطاردة اهاليها واعتقالهم وابعادهم عن عن المدينة ومسجدها الاقصى.

العالم- خاص بالعالم

وقال الشيخ صبري في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج "القدس بوصلة المسلمين" عشية يوم القدس العالمي: "ان يوم القدس العالمي هو يوم لتذكير العالم بأهمية هذه المدينة لتثبيتها في بوصلتها، ويجب استعراض ما تم بشأنه سواء في الامور الايجابية او السلبية.

الجيل الثالث من تحدى وصمد وازال البوابات الالكترونية من باب العامود

واوضح الشيخ صبري، حول اجبار الاحتلال بازالة البوابات الالكترونية والحديدية من باب العامود نتيجة مقاومة وصمود المقدسيين الشبان، اوضح ان اهالي القدس يريدون ان يثبتوا وجودهم بأنهم هم اصحاب البيت والمدينة وهم المتجذرون وهم الذين استطاعوا ان يقفوا امام المدّ اليهودي في تهويد المدينة، منها ما حدث عام 2017 في البوابات الالكترونية، كما عام 2019 في موضوع باب الرحمة وما حصل شهر رمضان المبارك الحالي في هبة باب العامود.

واكد الشيخ عكرمة، ان من قام بهبة باب العامود كانوا من الجيل الثالث للتأكيد على ان الاطفال لم ينسوا رغم موت الكبار، ولم ينسوا قضية القدس خاصة وقضية فلسطين عامة وهي حية على الطاولة مهما حاول الاحتلال الاسرائيلي من تقزيمها او حاول من شطبها.

واضاف الشيخ عكرمة، بالنسبة الى الاهتمام بيوم القدس العالمي نحن حريصون على تثبيت المقدسيين في مدينتهم، وهذا لا يتأتي الا بدعم القطاعات الصحية والتعليمية والاسكانية ودعم وتأييد الجمعيات الخيرية والاولية الشبابية حتى يتمكن المقدسيون من الثبات ومواجهة الاحتلال.

الهرولة الى التطبيع دفعت المحتل الى التجاوز

ونوه الشيخ عكرمة الى ان مدينة القدس بحاجة الى ميزانية خاصة لاهل القدس حتى يستطيع المقدسيون الثبات اكثر واكثر والاستمرارية في الصمود، معتبراً الهرولة الى التطبيع مع الاحتلال بانها ليست لصالح مدينة القدس، وقد شجعت المحتل الاسرائيلي على ارتكاب التجاوزات باقتحام المسجد الاقصى المبارك والقيام بسياسة الارض المحروقة في تهجير المواطنيين من احيائهم كما يحصل الان في حي الشيخ جراح وحي البستان في سلوان.

واستطرد الشيخ عكرمة قائلا: انه لاشك ان المسيرات المليونية التي تخرج في يوم القدس العالمي في العالم العربي والاسلامي بانها تشكل نوعاً من الضغط على الاحتلال الاسرائيلي كي يتراجع عن ممارساته، معتبراً يوم القدس العالمي بأنه سيؤسس لعمل جديد ودعم جديد لمدينة القدس.

القدس مهددة بسياسة الارض المحروقة

واضاف الشيخ عكرمة، ان الاحياء المقدسية هي مهددة بالتمييز العنصري وبسياسة الارض المحروقة، وانها بحاجة للوقوف الى جانبها، وكانت الوقفات مستمرة في حي الشيخ جراح لكن مع الاسف فان الاحتلال الاسرائيلي قمع هذه التظاهرات وان هذا يدل على ان الاحتلال ليس صاحب حق، لو ان الجماعات اليهودية المتطرفة صاحبة حق لما قمعوا هذه التظاهرات.

واشار الشيخ عكرمة الى ان الجماعات اليهودية المتطرفة التي تلاحق السكان المقدسيين في حي الشيخ جراح لا يملكون وثائق بشأن ملكية الارض ولايزال الاحتلال غير قادر على تثبيت ملكيته للارض، لان اصل الارض هي لأهل فلسطين، واليهود ليس لهم ارض في هذه المنطقة، وبالتالي ما يدعونه هو انهم كانوا يستأجرون اراض او بيوت بأجار طويل الامد، معتبراً ان الاجارات ذات المدة الطويلة لا تملك المستأجر، وان الارض تابعة للمقدسيين وهي موقوفة ولا يحق لليهود مطاردة العرب الاصليين الذين يقيمون من خمسينيات القرن الماضي ولحد الآن.

واكد الشيخ عكرمة من الواضح ان الاحتلال الاسرائيلي يحاربنا على عدة مستويات بما فيها الحرب الديمغرافية السكانية بحيث يريدون ان يقللوا نسبة السكان العرب في هذه المدينة، مشيراً الى ان العرب يمثلون في القدس الكبرى فقط 40 بالمئة.

افشال المخططات والمشاريع الاستيطانية الاسرائيلية

ولفت الى ان الاحتلال كان يخطط على اساس 20 و20 كي تصبح 12 بالمئة لكنه فشل بسبب مواجهة السكان بالتزايد والاستمرارية في الثبات وعدم التهجير رغم محاولة الاحتلال التضييق على المقدسيين من الناحية الاقتصادية وحصار المدينة من كل الجهات حتي يضطر المقدسي ليخرج من مدينته، لكن المقدسيين هم ثابتون ومتجذرون.

واضاف الشيخ عكرمة، اما في موضوع الاحياء المهددة بالتهجير من قبل الاحتلال هناك اتفاق بين المواطنين ان يكونوا موقفا واحداً كي يصبحوا يداً واحدة حتى لا ينفرد الاحتلال واحداً واحداً، مشيراً الى ان هذا ما يؤكد على ثبات المقدسيين وعدم قدرة الاحتلال على تهجير هؤلاء من بيوتهم.

تحذير من تحالف شيطاني

وتابع خطيب المسجد الاقصى يقول: أن الاحتلال الاسرائيلي يتمادى شيئاً فشيئاً ويحاول ان ينجز خطوة خطوة في هيمنته وسيطرته وبسط نفوذه في مسجد الاقصى المبارك، محذراً من خطورة الامر والتي تكمن في ان الحكومة الاسرائيلية اليمينية تحمي المتطرفين لوجود تحالف شيطاني ما بين حزب الليكود اللاديني وما بين الجماعات اليهودية المتطرفة التي تدعم حزب الليكود من اجل ايصاله الى الحكم، كي تقوم الحكومة الاسرائيلية في المقابل بدعم هذه الجماعات المتطرفة لتقتحم الاقصى وتمكنهم من الصلاة فيه وبسط سيادتهم على الاقصى المبارك.

واعتبر الشيخ عكرمة، ان ثبات المقدسيين ومقاومتهم يعطل هذا المشروع العدواني الاجرامي الاسرائيلي الذي يعرف بالتقسيم الزماني والمكاني، وشدد على ان العدوان الاسرائيلي لن يتمكن من اجراء التقسيم الزماني والمكاني، وهو يحاول للمرة تلو المرة كلما هدأت المعركة ان تجددها بمرة اخرى لعله يستطيع ان ينفذ مخططه العدواني الاجرامي.

كيف انخدع المطبعين بقوة الاحتلال

واوضح الشيخ عكرمة، ان الاحتلال الاسرائيلي يسعى ان يطرح نفسه كقوة كبيرة لبث الرعب في صفوف المقدسيين والعرب والمسلمين، لكن كيانه هزيل والذي يؤكد على ذلك فشله في تشكيل حكومة، نتيجة الخلافات الداخلية ولا يوجد اي حزب يستطيع ان يحسم هذا الموقف لصالحه، ما يؤكد تفتيت الجهود السياسية لدى الاحتلال الاسرائيلي. معرباً عن اسفه في ان العرب المطبعين متوهمين بهذه القوة التي يحاول الصهاينة ان يقنعهم بها.

واوضح رئيس الهيئة الاسلامية العليا في مدينة القدس وخطيب المسجد الاقصى، ان هناك مخططات ومشاريع صهيونية استيطانية متفق عليه لكن نظراً لعدم وجود سلطة اسرائيلية تنفيذية لتنفيذه لعدم شرعيتها بحيث انها تكون قادرة على تشكيل الحكومة الاسرائيلية، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، فان المقدسيين واهل فلسطين الذين يقفون ضد هذا المشروع وبالتالي فان المشروع اصبح معطلا بفعل الطرفين، الاول جراء ضعف السلطة الاسرائيلية التنفيذية لعدم قدرتها على تشكيل الحكومة، وفي نفس الوقت رفض الجانب الفلسطيني ومقاومته لمثل هذه المخططات.

القدس امانة في اعناق جميع العرب والمسلمين

ووجه الشيخ عكرمة، كلمته لجميع المسلمين في الارجاء المعمورة ان مدينة القدس امانة في اعناقهم وهي مدينة بوابة الارض الى السماء وبوابة السماء الى الارض، معتبراً ان مدينة القدس شأنها شأن مكة المكرمة والمدينة المنورة ولا مجال للتفريط فيها، وان الله سيحاسب كل من يقصر بحق القدس والاقصى.