سلاح يستخدم للمرة الاولى ضد سوريا يدعس على القوانين الدولية

سلاح يستخدم للمرة الاولى ضد سوريا يدعس على القوانين الدولية
الجمعة ٠٧ مايو ٢٠٢١ - ٠٣:١٥ بتوقيت غرينتش

في سابقة لامثيل لها وللمرة الاولى في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يتم تعليق حقوق دولة ذات سيادة معروفة بالتزامها الكامل بمعاهدة الحظر، هذا القرار العدائي تم اتخاذه ضد سوريا.

العالم – كشكول

ان القرار الذي اعتمدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية نهاية الشهر المنصرم، بتعليق حقوق سوريا يعد تطورا خطيرا في مسار الحرب التي تمارس ضد سوريا وجاء نتيجة للضغوط والابتزاز الذي مارسته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا لاقراره.

المنظمة استندت في قرارها إلى تقرير غير مهني لبعثة تقصي الحقائق ما يمثل آلية غير شرعية وقد أنشئ بتلاعب بنصوص الاتفاقية، كما ان التصويت على القرار وعدم اعتماده بتوافق الآراء يتنافى مع آليات اتخاذ القرار المعمول بها منذ بدء عمل منظمة الحظر في عام 1997، فقد تم التصويت عليه بنسبة 45 بالمئة فقط من إجمالي عدد الدول الأطراف في اتفاقية الحظر لصالح تمريره،وهو يؤكد أن القرار لا يحظى بقبول أو دعم أغلبية الدول الأعضاء في المنظمة ما يجعله قراراً غير شرعي وغير ميثاقي.

هذا القرار يكشف عن منحنى جديد اتخذته الدول في التعامل مع سوريا تلك الدول التي دعمت الارهاب والتنظيمات الارهابية ومدتها بالاموال والعتاد، وقد ضغطت على المنظمة لاتخاذه وذلك في محاولة لحصد اي نجاح في الحرب الارهابية على سوريا التي منيت بالفشل وفي محاولة جادة لعرقلة سوريا ومنع اعادة اعمارها.

سوريا عبرت عن رفضها عن هذا القرار من خلال مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ الذي اكد رفضها للتقرير شكلاً ومضموناً، وقال انه يواصل النهج المضلل نفسه عبر زعم التزام الفريق بإجراءات معمول بها في منظمة الحظر في حين أنه لم يزر موقع الحادثة المزعومة ولم يقم بجمع أدلة وعينات بل استلمها من ممثلي جماعة "الخوذ البيضاء" الإرهابية إلى جانب اعتماده على معلومات مفتوحة المصدر لا يمت معظمها بصلة لموضوع التحقيق ناهيك عن وجود تناقضات كثيرة في إفادات الشهود المزعومين.

من جانبه أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي إن هذا القرار يوجه ضربة جديدة لسلطة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية محذرا من أن عواقب هذا التحرك غير المسؤول ستتكشف لاحقا. وشدد المسؤول الروسي على أن الضغوط التي تمارسها دول الغرب على سوريا هي ممارسات استفزازية وقال "بات من الواضح تماما أن الهدف الذي يحاول داعمو هذا القرار تحقيقه هو استفزاز دمشق".

ان المنظمة تكون بهذا القرار قد تغافلت عن حقيقة قيام المنظمات الارهابية نفسها باستخدام الاسلحة الكيميائة والسامة، فقد كشف مؤخرا مصادر خاصة عن قيام تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بنقل اسطوانات تحوي مواد غازية سامة من أحد مستودعاتها داخل مدينة إدلب، باتجاه بلدة مهجورة في ريفها الشمالي. وقالت المصادر أن الشحنة السامة، ستبقى لمدة قصيرة في أحد المستودعات التي أقامها التنظيم في بلدة كفريا بريف إدلب الشمالي، وهي بلدة مهجورة بالكامل منذ سنوات، قبل نقلها إلى مكان آخر على الحدود السورية التركية. وذلك بالاضافة الى فبركة المسرحیات الکیمياوية المفضوحة التي تقوم بها "النصرة" وجماعة "الخوذ البيضاء" الارهابيتان.

امريكا لم تكتفى بهذا القرار العدائي المجحف بل قام الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتوقيع مرسوم يمدد "حالة الطوارئ الوطنية" المتعلقة بالأوضاع في سوريا لعام آخر، وتمديد هذا النظام سيسمح لواشنطن بمواصلة تجميد ممتلكات وأصول سورية فضلا عن حظر تصدير بعض السلع. وكانت قد اعلنت السلطات الأمريكية حالة الطوارئ في العلاقات مع الحكومة السورية، في 11 مايو/أيار 2004.

الحقيقة أن الدول الغربية التي تدعي الحرص على تعزيز منظومة منع الانتشار الاسلحة الكيميائية هي التي اخترعت أسلحة الدمار الشامل بمختلف أنواعها واستخدمتها في الحربين العالميتين ولا تزال تواصل حتى اليوم تطوير شتى أنواع أسلحة الدمار الشامل، كما ان تلك الدول التي تدعي فرض القرارات والمراسيم بغرض حماية الشعوب تتخذ في واقع الامر قرارت تهدف لخنق الشعب السوري من اجل تمرير مخططها لنشر الفوضى في سوريا ومثيلاتها من الدول التي ترفض الارتهان لامرها وتدافع عن استقلالها، لكن النصر دائما سيكون حليف المدافع عن حقوقه الشرعية فسوريا قيادة وحكومة وشعبا قادرة على الانتصار في اي حرب سياسية او اقتصادية كما استطاعت دحر الارهاب الممول غربيا.