كاريكاتير مصري عن الصاروخ الصيني: تيه في فضاء التحرش

كاريكاتير مصري عن الصاروخ الصيني: تيه في فضاء التحرش
الأحد ٠٩ مايو ٢٠٢١ - ١٢:٠٣ بتوقيت غرينتش

نشرت صحف مصرية، حكومية وخاصة، كاريكاتيرات عن الصاروخ الصيني "لونغ مارش 5 بي" التائه في الفضاء، انصبت في قوالب التحرش الجنسي وتسليع المرأة، علماً أنّ العاصمة المصرية القاهرة صُنفت، عام 2017، أكثر المدن الكبرى خطراً على النساء في العالم.

العالم- مصر

صحيفة "المصري اليوم" الخاصة، ضمت كاريكاتيراً للرسام الشهير عمرو سليم، بطله رجل يتحدث في هاتفه المحمول، وعيناه تحدقان في جسد امرأة عابرة، ويقول "أيوه يا محمود... قولهم ما يدوروش على الصاروخ الصيني خلاص أنا لقيته".

صحيفة "الأخبار" القومية خرجت بكاريكاتير مسيء أيضاً الجمعة، لرجل يحدق في جارته، بينما زوجته إلى جانبه، ويقول: "يجي إيه الصاروخ الصيني جنب الصاروخ المصري وهو لابس العباية السودا بتاعته".

ووضعت الصين، في 29 إبريل/نيسان الماضي، في المدار، أول مكونات محطتها الفضائية المستقبلية، بواسطة صاروخ "لونغ مارش 5 بي".

وفقاً لدراسة أجرتها "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" عام 2017، فإنّ نحو 99 في المائة من النساء المصريات تعرضن لصورة ما من صور التحرش الجنسي. خلال العام نفسه، أظهر تقرير لمؤسسة "تومسون رويترز" أنّ القاهرة هي أخطر مدينة على النساء، وأنّ التهديدات أصبحت أكبر منذ ثورة عام 2011.

وفي الوقت الذي يسمح فيه لرسامي كاريكاتير بالإساءة والتحريض برسومهم على التحرش الجنسي المجرّم قانوناً، يقبع آخرون خلف القضبان، بسبب رسوم ساخرة ذات مضمون سياسي، وآخرهم أشرف حمدي الذي ألقي القبض عليه في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، على خلفية مقطع فيديو عنوانه "أنا اللي انتوا شايفينه واقف قدامكم بكلّ شموخ... لكنّه في الحقيقة!" مدته نحو دقيقة ونصف، عن الذكرى العاشرة لثورة يناير، ومُهدى إلى "شهداء محمد محمود".

ويقبع حالياً في السجون المصرية 7 مبدعين على الأقل، بحسب توثيق مؤسسة "حرية الفكر والتعبير" غير الحكومية. وفي 21 و22 فبراير/شباط عام 2016، حجبت صحيفة "الأهرام" الرسمية المصرية كاريكاتيرات الفنان أنس الديب، فاضطر إلى نشرها عبر مواقع التواصل اﻻجتماعي، وكانت تحمل مضامين سياسية لم يرضَ عنها النظام الحاكم.

وسبق الديب في صراعه من أجل الرسم، الفنان الشاب صاحب فكرة "الورقة" إسلام جاويش الذي ألقت قوات الأمن المصرية القبض عليه لمدة 24 ساعة عام 2016، بتهم "إهانة رئيس الجمهورية" و"إدارة موقع من دون ترخيص" و"بث بيانات على شبكة الإنترنت على غير الحقيقة، ومن دون الحصول على إذن من وزارة الاتصالات" و"حيازة برامج مقلدة ومنسوخة".

وبحسب مؤسسة "حرية الفكر والتعبير"، فإنّ السلطات المصرية "لا تكتفي بالقبض على الشباب المبدعين، على خلفية أعمالهم وإصداراتهم الفنية، وتقييد حريتهم بدعوى الحبس الاحتياطي فقط، بل يتطور الأمر ليصل في بعض الأحيان إلى القتل بالامتناع (الإهمال الطبي)، مثلما حدث مع المصور والمخرج الشاب شادي حبش" الذي فارق الحياة في سجنه، في مايو/أيار 2020، بعد أنباء عن تجاهل طبيب السجن لشكواه المتكررة عند تعرّضه لوعكة صحية.

وفي تقريرها السنوي لعام 2020، رصدت المؤسسة نفسها ارتفاعاً ملحوظاً في انتهاكات ملف حرية الإبداع مقارنة بعام 2019، إذ سجلت 36 انتهاكاً. مارست نقابة المهن الموسيقية أغلب هذه الانتهاكات، بإصدارها قراراً بمنع 23 شخصاً من الغناء، إثر أزمتها مع أغاني "المهرجانات" ومؤديها.