الأردن..الاحتياجات المالية هي السبب المباشر وراء التغيير في الديوان الملكي

الأردن..الاحتياجات المالية هي السبب المباشر وراء التغيير في الديوان الملكي
الإثنين ١٠ مايو ٢٠٢١ - ٠١:٠١ بتوقيت غرينتش

يبدو أن الأجندة المالية والاقتصادية حصريا وتحديدا في الجزء المالي منها هي السبب المباشر الأول والاخير وراء التغيير  الكبير الذي حصل مؤخرا في الديوان الملكي الاردني و مؤسسة القصر حيث عودة الدكتور جعفر حسان وزير التخطيط السابق عدة مرات في موقع متقدم في رئاسة طاقم مكتب الملك عبد الله الثاني.

العالم-الأردن

وأجرى حسان بمجرّد تسلمه مهام عمله مشاورات مع اعضاء الطاقم الاقتصادي في الحكومة ومع وزير المالية محمد العسعس ومكتب رئيس الوزراء بشر الخصاونة على امل الإطلاع على “وقائع الأمر المالي” قبل وضع خطة مشتركة.

وتلك المشاورات توحي بأن الدكتور حسان ومكتب الملك في طريقهما للاشتباك مع التفاصيل.

ويعني ذلك بأن أجندة مالية ضاغطة على الخزينة الأردنية قد تكون هي المبرر الأقوى بعيدا عن الاعتبارات الأخرى سياسية الطابع لوجود طاقم جديد يقوده الدكتور حسان في القصر الملكي.

ويعتقد على نطاق واسع بأن الدكتور حسان سيستعين بطاقم خاص ايضا حتى يتمكن من متابعة الواجبات الموكلة اليه خصوصا في سياق ترتيب الملفات المالية والضغط الذي يمثله أو يشكله العنصر المتعلق باجراء مفاوضات مالية الطابع مع الدول الأوروبية وامريكا والمؤسسات المانحة في المرحلة المقبلة.

وهنا يرى الكثير من الخبراء بأن عدم وجود رئيس للطاقم الاقتصادي في الحكومة مؤهل لنقل الاحتياجات المالية الى مسافات امنة ومستقلة مهنيا في الاشهر والاسابيع القليلة المقبلة قد يكون من الأسباب التي دفعت باتجاه خيار الدكتور حسان باعتباره شخصية اقتصادية على صلة بمفاتيح مهمة في عالم الدول المانحة خصوصا في دول الاتحاد الاوروبي وأمريكا ويستطيع التواصل لاغراض مالية حصرية في المرحلة المقبلة مع نخبة من كبار المسؤولين في الدول التي تقدم مساعدات للاردن.

ويقفز الاحتياج المالي إلى الواجهة ليس فقط بسبب غياب عناصر وزارية قادرة على الاشتباك مع المؤسسات المانحة والبحث عن مقاربات لتشكيل جدار استنادي يمكن ان يضمن تقديم او ضخ مساعدات مالية للأردن فالوضع المالي ضاغط وبقوة و الدكتور حسان يوصف من قبل من يعرفه بأنه الشخص المناسب لمهمة مالية في هذه المرحلة قبل اي اعتبار اخر.

ومن الواضح أن الحرص على تعيينه مديرا لمكتب الملك بهذا المعنى الهدف منه منحه قوة اضافية وموقع متقدم في خارطة القرار الأردني يمكنه التعاون مع الحكومة أو الاستعانة بأي طاقات يريد الاستعانة بها واتخاذ قرارات على أساس التفاوض مع بعض المفاتيح والشخصيات والجهات خارج البلاد.

صحيح أن هذا الوضع مربك للحكومة الاردنية لكنه يمثل احتياجا حادا في ظل عدم تسمية نائب لرئيس الوزراء وزير لشئون الاقتصاد من الصنف لذي يستطيع التفاوض واعادة التفاوض ويعتقد بأن المهمة الاساسية التي كان يطمح بها الملك الاردني وخلال زيارته الاخيرة لبروكسل تمثلت في محاولة تجنب بلاده لضغوط لها علاقة في الوضع المالي المربك.

وهنا من المرجح ان خطة الجانب الاردني العمل على تثبيت برامج مساعدات قديمة والحرص على التفاوض لتكرارها وتثبيتها والتنويع بنفس الوقت عبر البحث عن “مساعدات” جديدة تساهم في تخفيف اثار ضعف عوائد الخزينة جراء تداعيات الجائحة كورونا.