إين "مجاهدو داعش" من المجزرة التي تُرتكب في المسجد الأقصى؟!

إين
الإثنين ١٠ مايو ٢٠٢١ - ٠٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

وأنا اتابع اخبار المجزرة المروعة التي ارتكبتها "داعش" السبت الماضي في كابول، والتي ذهب ضحيتها 85 فتاة واكثر من 150 جريحة، في تفجير سيارة مفخخة امام ثانوية"سيد الشهداء" للبنات، حين كانت الطالبات يخرجن من المدرسة، وقع نظري على مقال تحت عنوان"لماذا لا يوجد فرع لداعش في فلسطين"، حيث اشار الكاتب الى جملة من القضايا، وفي مقدمتها، عدم تنفيذ "داعش" اي هجوم ضد هدف "اسرائيلي"، منذ تاسيسه وحتى اليوم، الامر الذي يكشف ارتباط هذه الجماعة بدوائر الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية والسعودية. 

العالم يقال ان

ما ذهب اليه صاحب المقال، لم يكن اكتشافا اكتشفه، فحقيقة "داعش" باتت مكشوفة، الا انه كان بمثابة تذكير بدور امريكا و"اسرائيل" والسعودية، في زراعة هذه الغدة السرطانية المعروفة بـ"داعش" في الجسد الاسلامي، وتحذير المجتمعات العربية والاسلامية، من مغبة التغافل عن الشباب، لاسيما الساذج والبسيط، الذي يمكن غسل دماغه وتحويله الى وحش كاسر، لا يغرس انيابه الا في الجسد الاسلامي حصرا دون سواه.

مدينة القدس تشهد منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات متكررة تقوم بها الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح" ومحيط المسجد الأقصى، حتى وصل الامر الى ان اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى، اليوم الاثنين واعتدت على المصلين الفلسطينيين بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وأصابت نحو 300 مرابطا في أروقة المسجد، بينهم حالات خطيرة جدا، حيث تعرضوا لاصابات مباشرة بالعين والرأس، وهناك أكثر من 153 شخصا نقلوا إلى المستشفيات، ومازالت المواجهات مستمرة.

عندما يشهد الانسان العربي والمسلم والحر في العالم، مشاهد تنكيل قوات الاحتلال بالنساء والفتيات المقدسيات الصائمات، دون ان يحرك العالم ساكنا، يستعر غضبا، وهو يرى التواطؤ السافر من قبل امريكا والغرب المنافق والرجعية العربية المنبطحة والمطبعة، مع الكيان الغاصب للقدس، لتهويد المدينة المقدسة وهدم المسجد الاقصى.

الجهة الوحيدة التي لم تحرك مجزرة المسجد الاقصى، شعرة في جسدها، هي "داعش"، التي ينشغل "مجاهدوها"، في تخصصهم الوحيد، وهو تمزيق اجساد الاطفال في رياض الاطفال، والفتيات والاولاد في المدارس والجامعات، والعمال الذين ينتظرون على قارعة الطريق من اجل الحصول على عمل يسد رمقه ورمق عائلة ليوم واحد، والمصلين في المساجد والحسينيات، في مدن العراق وسورية ولبنان واليمن والصومال والكويت وافغانستان وباكستان، بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والذبح والاغراق والحرق والصلب والشنق، وآخر مذابح "مجاهدي داعش" بحق المسلمين، كانت مذبحة اعدادية "سيد الشهداء" في كابول.

ان مجزرة القدس ومجزرة كابول، أفهمت حتى من لا يريد ان يفهم، ان "داعش" ليست مجموعة من المتعصبين الاغبياء، بل هي تنظيم، في اغلبه، يعمل وفقا لمخطط مدروس لتمزيق العرب والمسلمين، وفقا للمخططات الامريكية الاسرائيلية السعودية، وإلا لو كانت قطعان "دعش" متعصبة وغبية فقط، لكنا نشهد تمردا، على الاقل في نطاق ضيق بين "مجاهديها"!!، وهم يشاهدون بأم العين ما ترتكبه قوات الاحتلال الاسرائيلي باقدس مقدسات المسلمين، وبالمصليات الصائمات المرابطات في المسجد الاقصى، ولكنهم عوضا عن نصرة المسجد الاقصى ومقارعة المحتل الاسرائيلي، فجروا اجساد فتيات مسلمات صائمات في كابول، فهل بعد كل هذا هناك من يشك في ان هذه الجماعة تعمل وبشكل مدروس وفقط مخططات تنتهي جميعها في صالح الصهيونية العالمية.