أحداث 11 سبتمبر.. ومسلسل إستنزاف السعودية سياسياً ومالياً

أحداث 11 سبتمبر.. ومسلسل إستنزاف السعودية سياسياً ومالياً
الإثنين ١٧ مايو ٢٠٢١ - ٠٢:١٨ بتوقيت غرينتش

يبدو ان تجنيد السعودية كل امكانياتها لخدمة المخططات الصهيونية في المنطقة، وانخراطها الكامل في مشارع تصفية القضية الفلسطينية بدأ من  "مبادرة السلام" التي قدمتها في قمة بيروت عام 2002، وانتهاء بـ"صفقة القرن"، مرورا بتدمير العراق وسوريا واليمن، وتشجيع الانظمة العربية على التطبيع مع "اسرائيل"، وتجنيد امبراطوريتها الاعلامية ضد جمع فصائل المقاومة في المنطقة مثل حزب الله وحماس والجهاد والحشد الشعبي وانصارالله، يبدو ان كل هذا التبني الكامل للسياسة الامريكية الاسرائيلية في المنطقة، لم يمنع الامريكيين، من تهديدها دوما بالكشف عن دورها في احداث 11 سبتمبر عام 2001.

العالم كشكول

آخر مظاهر "نكران الجميل السعودي"! من قبل الامريكيين، جاء في الرسالة التي ارسلها 22 مشرعا في الكونغرس إلى المدعي العام الأمريكي ميريك غارلاند، طالبوا فيها الرئيس الامريكي جو بايدن، بالكشف عن وثائق سرية من شأنها إثبات تواطؤ مسؤولين سعوديين في هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2001.

صحيفة "نيويورك بوست" الامريكية، التي نقلت الخبر، اضافت ان المشرعين، اعترضوا على آلية دفاع الأمن القومي المعروفة باسم "امتياز أسرار الدولة" التي منحها الرؤساء السابقون دونالد ترامب وباراك أوباما وجورج بوش، لمنع إصدار تقرير سري من 16 صفحة لمكتب التحقيقات الفيدرالي.

ونقلت الصحيفة ايضا عن أسر الضحايا قولها، ان الإدارة الأمريكية تسمح للسعودية بالإفلات من العقوبات، كونها أهم حليف لها في الشرق الأوسط، وأن الوثائق التي بحوزة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، تثبت تورط 3 مسؤولين سعوديين على الأقل في تسهيل وقوع هجمات 11 سبتمبر.

ومن اجل الابقاء على السعودية محصورة دائما بين مطرقة الحلب الامريكي وتقديم التنازلات تلو التنازلات حتى في اخطر قضايا الامة كالقضية الفلسطينية، وبين سندان التهديدات المتكررة من المشرعين واسر الضحايا والمحاكم الامريكية، لمعاقبة السعودية، نقلت صحيفة "واشنطن بوست"،عن محامي أسر ضحايا 11 سبتمبر، أندرو مالوني، قوله إن "الأسوأ من ذلك (السماح بإفلات السعودية من العقاب) أن المكتب الفيدرالي أطلع محامين أمريكيين على وثائق سرية للمتآمرين السعوديين".

من الواضح ان هناك اتفاق بين جميع الادارات الامريكية منذ عام 2001 وحتى اليوم، على عدم الكشف عن الوثائق التي تؤكد تورط مسؤولين سعوديين في تفجيرات 11 من سبتمبر، لسبب بسيط، وهو ان السعودية قدمت لامريكا و"اسرئيل" اضعاف ما يمكن ان تقدمه في حال ادانتها من قبل المحاكم الامريكية، لذلك لا نعتقد ان اسر ضحايا 11 سبتمر سيطلعون يوما على الوثائق التي تؤكد تورط السعودية، فهؤلاء الاسر ذهبوا، مرة، ضحية التفجيرات التي يقف وراءها مسؤولون سعوديون، وذهبوا، مرة اخرى، ضحية جشع وطمع ومخططات الادارات الامريكية المتعاقبة.