متى يعتذر الأوربيون من الفلسطينيين؟

متى يعتذر الأوربيون من الفلسطينيين؟
الجمعة ٢٨ مايو ٢٠٢١ - ٠٩:٠٦ بتوقيت غرينتش

اعترفت ألمانيا للمرة الأولى في تاريخها، بأنّها ارتكبت "إبادة جماعية" ضدّ شعبي هيريرو وناما في ناميبيا خلال استعمارها هذا البلد قبل أكثر من قرن من الزمن، متعهّدة تقديم مساعدات تنموية للدولة الأفريقية تزيد قيمتها عن مليار يورو.

العالم - كشكول

ورحب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان بتوصّل بلاده وناميبيا إلى "اتفاق"، بعد مفاوضات شاقّة استمرّت أكثر من خمس سنوات وتمحورت حول الأحداث التي جرت إبّان الاحتلال الألماني للبلد الواقع في جنوب غربي أفريقيا "1884-1915" وبين 1904 و1908 قُتل عشرات الآلاف من أبناء شعبي هيريرو وناما في مذابح ارتكبها مستوطنون ألمان، واعتبرها العديد من المؤرّخين أول إبادة جماعية في القرن العشرين.

الوزير الألماني قال إنّه في ضوء المسؤولية التاريخية والأخلاقية لألمانيا، سنطلب الصفح من ناميبيا ومن أحفاد الضحايا على الفظائع التي ارتكبت بحقّهم. مضيفا أنّه في بادرة اعتراف بالمعاناة الهائلة التي لحقت بالضحايا؛ فإنّ ألمانيا ستدعم إعادة الإعمار والتنمية في ناميبيا عبر برنامج مالي قيمته 1.1 مليار يورو، مشدّداً على أنّ هذه الأموال ليست تعويضات على أساس قانوني.

ولم تكن المانيا وحدها التي اعترفت بجرائمها التاريخية بل بادرت فرنسا هي الاخرى الى الاعتراف بجرائم مماثلة بحق الأفارقة.

فقد اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في خطاب ألقاه عند النصب التذكاري لإبادة 1994 في كيغالي، بمسؤولية بلاده في الإبادة الجماعية برواندا سنة 1994.

وقال في الخطاب الذي كان موضع ترقب شديد إن فرنسا لم تكن متواطئة لكنها "ضلت لزمن طويل الصمت على النظر إلى الحقيقة حسب تعبيره، مضيفاً انه وحدهم الذين عبروا الليل يمكنهم ربما أن يغفروا لنا، أن يمنحونا مغفرتهم.

وألقى ماكرون الخطاب بمناسبة زيارة رسمية إلى رواندا وصفت بأنها المحطة الأخيرة في تطبيع العلاقات بين البلدين بعد توتر استمر أكثر من 25 عاماً على خلفية دور فرنسا في الإبادة التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن 800 ألف شخص معظمهم من التوتسي بين إبريل/نيسان ويوليو/تموز 1994.

خطوة الدولتين الاوربيتين وان كانت غامضة لكنها تبشر بمستقبل ايجابي للدول التي كانت ومازالت ضحية لأجرام انظمة القمع الغربية في القرون الأخيرة ولعل السؤال يطرح نفسه، هل تخطو بريطانيا خطوة المانيا وفرنسا وتعترف بجريمتها النكراء في انشاء الكيان الصهيوني المحتل في منطقة الشرق الأوسط؟ وإن بادر البريطانيون بهكذا خطوة فانها ستكون بداية انهاء الخطوة المرجوة في استرجاع حق الفلسطينيين وعودة المحتلين الى أراضيهم والكف عن مخططاتهم المشؤومة التي دمرت فلسطين المحتلة والمنطقة بأسرها.