سيف القدس... مناورة حرب التحرير الكبرى

سيف القدس... مناورة حرب التحرير الكبرى
الإثنين ٣١ مايو ٢٠٢١ - ٠٧:٥٦ بتوقيت غرينتش

رفعت المقاومة في لبنان مع بدء معركة سيف القدس، درجة استنفارها، الذي كانت بدأته مسبقاً تحسّباً لأيّ غدر إسرائيلي خلال مناورة مركبات النار التي نوى جيش العدو إجراءها في أوائل الشهر الجاري. لكن، وعلى رغم إلغاء المناورة مع بدء حملة حارس الأسوار (الاسم الذي أطلقه العدو على المعركة)، بقي استنفار الوحدات الصاروخية في «حزب الله» مستمرّاً.

العالم_لبنان

تشابُك المحور، ومنع الاستفراد بأيّ طرف فيه، معادلة جديدة رسّختها قوى المقاومة في المعركة الأخيرة، وواقعٌ أدركته الولايات المتحدة الأميركية التي حذّرت العدو على لسان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، «من مخاطر زعزعة الاستقرار على نطاق واسع يتجاوز قطاع غزة إذا لم يتمّ خفض التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين». هذا الواقع الجديد أكده السيد نصرالله في خطابه في عيد المقاومة والتحرير قبل أيام، عندما قال إن أيّ مسّ بالقدس والمسجد الأقصى يعني حرباً إقليمية.

كما أكده، أيضاً، السنوار بقوله في مؤتمر صحافي إن «حرباً إقليمية ستحصل إذا حدث أيّ مساس بالمقدّسات، وإن كلّ قوى المقاومة والممانعة ستكون سويّة في أيّ معركة مقبلة إذا نادتنا المقدّسات هذه الحقيقة يدركها العدو جيداً، وهو ما حذّر منه مصدر أمني إسرائيلي كبير لموقع المونيتور، قال: بدا وكأنه تمّ تنسيق خطابَي نصرالله والسنوار، مشدّداً على أنه «يجب أن يُؤخذ كلام نصرالله على محمل الجدّ، إنه أكثر أعداء إسرائيل مصداقية، وعادةً لا يوجّه تهديدات فارغة، مضيفاً: حقيقة انضمامه إلى السنوار في هذا التوقيت، وإعلانه أن أيّ تحرك إسرائيلي أحادي الجانب في القدس سيؤدي إلى حرب، يجب أن يعامَلا في القدس على أنهما تحذير خطير للغاية.

مواجهة أكثر من طرف خلال الحرب المقبلة سيناريو حذّر منه أيضاً، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست» (سابقاً)، تسفي هاوزر، إذ قال: ربّما تكون هذه هي المرّة الأخيرة التي تواجه فيها إسرائيل حماس وحدها. في المستقبل، ستواجه إسرائيل تحدّياً في الوقت نفسه على جبهات إضافية، مثل الجبهة الشمالية، ما يجعل التحدّي أكثر صعوبة.

استراتيجية التحرير التي وضعتها المقاومتان في لبنان وفلسطين، أصبح تحقيقها حتمياً، والحرب الأخيرة على قطاع غزة أظهرت جوانب منها، والمناورة التي أجرتها المقاومة على امتداد فلسطين المحتلة بيّنت نقاطاً إيجابية وأخرى يجب العمل عليها في المستقبل القريب لتحسينها واستثمارها في معركة التحرير الكبرى. كما ستعمل المقاومة، في المرحلة المقبلة على ترسيخ معادلتها (ربط القدس بغزة)، حتى لو أدى ذلك إلى جولة عسكرية جديدة.