رحيل نتنياهو بداية النهاية لتطفل المنامة

رحيل نتنياهو بداية النهاية لتطفل المنامة
الأربعاء ٠٢ يونيو ٢٠٢١ - ٠١:٤٠ بتوقيت غرينتش

حالة من الترقب الشديد تسود قصر الحكم في البحرين من إمكانية تشكيل حكومة جديدة في كيان الاحتلال الاسرائيلي لا يكون على رأسها الحليف الجديد القديم للمنامة بنيامين نتنياهو وبالتالي قد يكون ذلك بداية النهاية وانتكاسة لمشروع التطبيع الذي يعد حمد بن خليفة أحد عرّابيه.

العالم - كشكول

مصادر سياسية في دول الخليج الفارسي تقول ان الملك البحريني حمد بن عيسى يراقب باهتمام كبير تطورات الحالة السياسية في الكيان المحتل والتي قد تفضي إلى تشكيل حكومة تغيير بعيدا عن حزب الليكود الحاكم منذ أكثر من عقد.

وتؤكد تلك المصادر ان المستجد المرتقب قد يعني أفول نجم رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الحالي والذي ارتبط بعلاقات تعاون شخصية وثيقة مع دولتي البحرين والإمارات عقب توقيع اتفاق التطبيع برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إذ تفضل البحرين، بحسب المصادر، أن يكون نتنياهو في سدة الحكم على أن يأتي زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد واليميني المتطرف نفتالي بينيت.

التغيير الحكومي في الاراضي المحتلة والذي يعتبر غير مرحب فيه خليجيا بحسب مراقبين للشأن الاقليمي قد يحول حكام التطبيع الى فريسة لشعوبهم التي حذرتهم من التطبيع، فالخوف الذي يسودهم هو بسبب مجيء إدارة أميركية لديها خلاف كبير مع الاحتلال من جهة، ومن جهة أخرى التخوف من مجيء حكومة صهيونية مناوئة لسياسات نتنياهو الذي كلف الكيان هزيمة كبيرة أمام المقاومة الفلسطينية مؤخراً في عملية سيف القدس.

وكان لبيد وبينت اتفقا تقريبا حول شروط تشكيل ائتلاف حكومة "التغيير" وإنهاء حقبة نتنياهو التي استمرت اثني عشر عاما من دون انقطاع، قبل انتهاء المهلة المحددة اليوم الأربعاء.

وتشهد الاراضي المحتلة أزمة سياسية جديدة بعد التصعيد العسكري الاخير في قطاع غزة والذي استمر أحد عشر يوما وهو ما يؤثر سلبا على مشروع التطبيع الإقليمي مع الإمارات والبحرين.

فبعد انتخابات رابعة في غضون أقل من سنتين في مارس لم تفض إلى نتائج حاسمة، كلف لبيد بتشكيل الحكومة مع مهلة تنتهي منتصف ليل اليوم الأربعاء، وزادت فرص نجاحه في هذا المسعى عندما أعلن بينيت مساء الأحد الماضي قبوله المشاركة في حكومة "وحدة وطنية".

وكانت جهود البحرين والإمارات للتقدم في مسارات التطبيع قد تلقت ضربة شديدة بعد الانتصار الكبير الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة خلال جولة القتال الأخيرة.

وتعرض نتنياهو لانتقادات لاذعة داخل الكيان، بعد فشل العدوان على غزة، حيث اعتبر وزراء في حكومته ان الاستخبارات الاسرائيلية عديمة الفائدة، فيما اكد اعلام الاحتلال، ألا احد يعلم ما هي الأهداف التي حققها العدوان، متهما نتنياهو بالتهرب من تبعات الهزيمة في غزة.

وجرى اتصال هاتفي بين نتنياهو وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد قبيل الانتخابات البرلمانية التي شهدها الكيان المحتل في مارس، ووقتذاك سربت مصادر أن الأمير سلمان عرض على نتنياهو دعم حملة حزب “الليكود" لتعزيز حظوظ فوز الأخير برئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

واقترح الأمير سلمان، بحسب المصادر، المسارعة في فتح سفارة لتل أبيب في المنامة، قبل الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في مارس.

وعقب هذا الاتصال بأيام، أكد نتنياهو، أنه يجري محادثات عدة مع زعماء عرب، في تلميح منه إلى قادة دول التطبيع ومن بينهم ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

وقال نتنياهو، وفق ما نقلت عنه إذاعة جيش العدو الإسرائيلي: “أنا في خضم محادثات سلام مكثفة مع قادة عرب آخرين”.

وأضاف: “أقمتُ علاقة خاصة معهم، مبنية على الثقة والقرب على مر السنين”، وفق تعبيره.

وقبيل توقيع اتفاق التطبيع بين البحرين و"إسرائيل" العام الماضي، أجرى نتنياهو اتصالا هاتفيا مع الملك البحريني بمشاركة الرئيس الأمريكي -في حينه- دونالد ترامب.

ووصف نتنياهو الاتصال بأنه كان “دافئاً جداً”، مشيرا إلى أن الاتفاق المبرم خلال هذه المكالمة يقضي بـ”إقامة سلام رسمي وعلاقات دبلوماسية كاملة بين البحرين و"إسرائيل" وكل ما يشمل هذا من أمور.

وتسارعت اتصالات البحرين مع "إسرائيل" التي يُعتقد أنها بدأت بشكل سري في التسعينيات، في السنوات الأخيرة وصولا إلى الاتفاق التاريخي على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.