ذكرى رحيل الإمام الخميني (ره) 

هكذا عمل الإمام الخميني (ره) على تجديد الفقه ليواكب إحتياجات العصر

الجمعة ٠٤ يونيو ٢٠٢١ - ٠٤:٥٢ بتوقيت غرينتش

بالأفعال لا الاقوال يكتب التاريخ، والامام الخميني الراحل قدس سره، دخل التاريخ من بوابة عريضة عنوانها نظرية ولاية الفقيه، وقالبها ومشروعها الحي الجمهورية الاسلامية، جمهورية كانت نتاجا فعليا لحركة فكرية، اجمع القادة والمفكرون على انها فذة ومنقطعة النظير. 

العالم - خاص بالعالم

وأكد الإمام الخامنئي قائد الثورة الاسلامية:"الإنجاز الكبير لإمامنا العزيز كان أنه أوجد هذه الفكرة، هذه النظرية، أوجد نظرية الجمهورية الاسلامية، أدخل نظريته الى الساحة الى جانب النظريات المختلفة الاخرى في تلك الفترة، وبعد ذلك جعلها تتحقق، جعلها واقعا، لم يكن مجرد إيجاد نظرية بل جعلها تتحقق، أوجد نظام الجمهورية الاسلامية، هذا هو إنجاز الامام".

اولى خطوات الحركة التاريخية للامام الراحل، تمثلت كما ينقل المؤرخون والمعاصرون له برفض واقع فرضه الاستعمار الغربي على العالم عموما والبلاد الاسلامية خصوصا، من خلال ايجاد ودعم انظمة لا تمثل شعوب المنطقة وتطبق المخططات الاستعمارية القاضية بتبعية الشعوب للغرب واستنزاف خيراتها والقضاء على قيمها وتاريخها.

ومن هذا المنطلق، قرر الامام الخميني (قدس سره) خوض غمار النضال السلمي عبر الكلمة الحرة اولا ليتحمل الظلم والسجن والنفي في سبيل تحقيق مبتغاه، ثم انتقل الى مرحلة توجيه الجماهير وقيادتها نحو طريق الخلاص من جلادها الجاثم على صدرها بقوة السلاح الغربي

وهكذا قاد الامام ثورة شعبية ضد النظام الشاهنشاهي انتصرت بعد معاناة مريرة ومراحل عديدة سارت خلالها على طريق غير معبد الا بالاشواك والعقبات، وبعد النصر التاريخي في العام الف وتسعمئة وتسعة وسبعين انتقل الامام لتطبيق رؤيته القاضية بتغيير الواقع الحالي واولى المراحل كانت العمل على توحيد صفوف الامة الاسلامية تحت راية واحدة عنوانها الوحدة الاسلامية لاحياء قضايا اراد اعداء الامة جرها للاندثار والضياع وفي مقدمتها فلسطين

ولم يتوقف مشروع الامام عند هذا الحد، حيث استمر بالعطاء من خلال العمل على ازالة الفجوات بين الطوائف الاسلامية، ومد يد العون لكل المظلومين حول العالم، عبر اطلاق مشاريع التوعية والدعوة لرفض الظلم والبقاء تحت نير العتاة.

كما دعم الامام الخميني (قدس سره)الدولة الفتية التي أبصرت النور بفضل جهوده بتجديد الفقه عبر عشرات المؤلفات، ليوفر بيئة مناسبة تخرج منها قوانين وتشريعات تناسب العصر وتواكب حاجات المجتمعات.

وبعد عقود من النظال والجهاد غادر الامام الخميني (قدس سره) في الثالث من يونيو عام 1989، دار الفناء الى دار البقاء تودعه حشود المحبين والاتباع، تاركا بصمة في التاريخ حدودها الجغرافية ايران الاسلامية، أما حدودها الفكرية فتمتد لكل انحاء العالم وكل نقطة وجد فيها ثائر على الظلم.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...