جوائز كبيرة في المؤتمر العالمي "نبي الرحمة محمد (ص) في مرآة الآداب والفنون"

جوائز كبيرة في المؤتمر العالمي
الأحد ١٣ يونيو ٢٠٢١ - ١٢:١٣ بتوقيت غرينتش

يقول الله عز وجل في محكم تنزيله عن نبيّه محمد: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. (سورة القلم، آية:4).

على ضوء هذه الأية الكريمة، أعلن الدكتور موسى عربي، أستاذ جامعي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية و أمين الشؤون الدولية للمؤتمر العالمي لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم، عن إنعقاد مؤتمر لخاتم الأنبياء في مرآة الآداب والفنون، تعرض فيه الأعمال المشاركة، مع تقديم جوائز للمشاركين المبدعين وجائزة كبرى بقيمة 5000 دولار لأحسن عمل فني أو أدبي.

وسيركز المؤتمر على سيرة أشرف الخلق سيدنا محمد، النموذج الأعلى للكمال البشري و القدوة في الأخلاق على مر عصور التاريخ البشري، مبرزا سجاياه الأخلاقية وتعاملاته في مختلف جوانب الحياة الفردية و الإجتماعية و الحكومية بإعتباره الوجه الحقيقي للإسلام، دين المحبّة والثقافة والفكر، فمع إنبعاث سيدنا محمّد المصطفى عليه الصلاة والسلام رسولاً، بزغ نور الشمس الساطعة، محدثا تغییراً جذریاً في الحضارة الإنسانیّة، الحضارة التي أحد جوانبها الحكمة وجانبها الآخر هو الوحي، أي القلم والكتاب والفن.

ممّا لا شك فيه أنه ومنذ بدایة نشوء هذه الحضارة العظيمة، قدّم الفنّ الإسلامي لمعات متنوّعة وملوّنة في مجال الحكمة والثقافة. كما يتّضح من تاريخ الحضارة والفنون الإنسانيّة أن الثقافة الإسلامية هي مساحة مباركة للمنتمین إلی الحكمة والفن. واذا اعتبرنا الوحي بداية فن الخط الإسلامي وأنواعه المتنوّعة، يُظهر الرسم والتذهيب وزخرفة الكتب، بالتوازي مع ذلك، مظهرًا آخر لهذا الفن السماوي. كما إجتاحت الهندسة المعمارية والفنون الحجرية على مدى الألف سنة الماضية الساحة بما يتماشى مع الأفكار الدينية، إنطلاقا من أوروبا الغربية (الأندلس) إلى غرب الصين ومن شمال إفريقيا (المغرب العربي) إلى جنوب شرق آسيا (إندونيسيا) ، و أخذ عطر الأدب الإسلامي الفواح باللغات العربية والفارسية والتركية والأردية إلخ، يجوب المكان، وعلی مرّ العصور، جعل نحو مليارين من البشرية تدین لعقیدة محمّد عليه الصلاة والسلام. وفي القرون الأخيرة، ظهرت الفنون الناشئة مثل: فنون الجرافيكیّة والفنون الرقمية والتصوير الفوتوغرافي وفروع أخرى من الفنون البصریة، واعدةً ببث روح أخرى في جسد الفن الإسلامي الذي مازال ینبض بالحیاة. والآن، جاء الفن الإنساني_ الإسلامي ليكتب عن نبي الرحمة والمحبة بغض النظر عن اللون والعرق، ويصوّر لنا بعضاً من تجليات إسمه.

ومن هذا المنطلق، جاءت فكرة طرح هذا المؤتمر، ناهيك عن استشعار المنظمين بضرورة توظيف الأدب و الفنون بمختلف فروعها و تشعباتها للتعريف بخصال النبي الأكرم المتفردة ، وتقديم مناقبه وما جاء به من قيم أخلاقية سامية والقيام بواجب التصدي المنهجي والموضوعي للحملات التي تستهدف شخص النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتسيء إليه وإلى سيرته العطرة ورسالته العظيمة التي كلفه بها الله سبحانه وتعالى لنقل الناس من الظلمات إلى النور و دحضها بالمناهج العلمية.

كما يأتي هذا المؤتمر ضمن جهود المنظمين في الدفاع عن الإسلام ونبيه والحضارة الإسلامية وثقافتها والتعريف بالدين الإسلامي الحنيف، في ظل ما يعيشه العالم الإسلامي الآن من حروب غوغاء، و ما يتعرض له من هجمات التشويه و الإفتراء من بعض من يدعون الإنتماء إليه و يرتكبون بإسمه أفعالا مشينة يندى لها الجبين، مثل التنظيمات الإرهابية كداعش و غيرها، و غير المسلمين من المتحاملين عليه، أعداء الألفة، الذين يصورون النبي الأكرم بأبشع الصور و بأنه معاد للحضارة و الإنسانية و يرمونه بالباطل بطرق ممنهجة بغيضة، مستغلين كل المنابر والصناعات الإعلامية والثقافية التي أضحت تنسج وتخيط صورا نمطية وأنظمة فكرية ومعتقدات تجعل من المسلم معادي للإنسانية وللبشرية وللأخلاق وللقيم السامية بهدف التخويف من الإسلام وهز صورته في المحافل الدولية. والأغرب و الأدهى هو إنضمام قادة الرأي وصناع القرار إلى قافلة التهجم على الإسلام واستهدافه وتشويهه، الذين ينظرون في شؤون الإسلام والمسلمين والحضارة الإسلامية بثقافة الحقد والكراهية.

ولإدراك المنظمين خطورة الحرب الضروس التي تشن ضد الإسلام و شخص نبيه، ینعقد المؤتمر العالمي لنبي الرحمة، محمد (ص) في مرآة الآداب والفنون في حقل الأدب والفن، و ستعرض الأعمال المشاركة في قوالب متنوعة، بشقيها الأدبي و الفني. سيضم حقل الآداب الشعر، الرواية، القصة الصغيرة، الأقصوصة، النثر الأدبي (الرسالة، يوميات)، في حين يشتمل حقل الفنون على فن الخط، الرسم الخطي، الملصق، الفن الرقمي، الطباعة، الرسم، التذهيب، الصور، الفلم القصير، و المقطع.

و الجدير بالذكر أن المشارکة في المؤتمر مجانية و متاحة للجميع دون قیود عمریّة أوجغرافیّة.

كما ينوه المنظمون على وجوب إرسال الأعمال عبر موقع المؤتمر، ومنه يتوجب على المشاركين التسجیل في موقع المؤتمر (WWW.WCAM.IR) وإرسال الأعمال الأدبیّة من خلال جَناح تقدیم الأعمال.

و ينهي المنظمون إلى علم المشاركين أن الأعمال يجب أن تكون مرفوقة بموضوع ومحاور المؤتمر.

و في الأخير، تجدر الإشارة إلى أن آخر موعد لتقدیم الأعمال هو 29 ذی الحجة 1442 الموافق ل 9 أغسطس 2021.

ولمزيد من المعلومات بشأن تفاصيل الجوائز وشروطها الخاصة، يمكن التواصل مع قسم الدعوة المدرج بموقع المؤتمر، كما يمكنكم زيارة المواقع التالية:

www.wcam.ir

Instagram (انستغرام):

https://www.instagram.com/artsformuhammad

Telegram (تلیجرام):

http://t.me/artsformuhammad

وبهذه المناسبة، أجرينا إتصالا مع السيد الدكتور موسى عربي، تطرق من خلاله لدوافع و أهداف إقامة هذا المؤتمر، حيث قال:

"إيمانا بأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسله الله سبحانه تعالى رحمة للعالمين وحمل معه رسالة شاملة وعالمية، انطلق المؤتمرالعالمي لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم محمد في مرآة الآاداب والفنون لتقديم صورة حقيقة عنه صلى الله وعليه وآله وسلم في ظروف يحاول المعارضون للإسلام أن يشوّهوا هذه الحقيقة و أن يطفئوا نورالله والله متمّ نوره ونحن كمسلمين، من واجبنا المساهمة في نشر رسالة الإسلام الأصيل ومن هذا المنطلق اجتمع جمع من الاساتذة في مركز الإبداعات الفنية للأساتذة بشيراز من اختصاصات الأدب والفن ليساهموا في هذا الأمر بمشاركة المراكز والمؤسسات الثقافية والعلمية في أنحاء العالم."

ليضيف: "هذا المؤتمر بدأ أعماله بهدف مستمر، حيث تم تدشين موقع رسمي له بسبع لغات، على غرار العربية والفارسية والانجليزية والالمانية والفرنسية والتركية والروسية، كما تم ترسيم هيكلية متماسكة مع المنظمات والجامعات والأوساط العلمية ليشقّ طريقه في السنوات القادمة بإذن الله."

و أردف قائلا: "تساهم مراكز وأوساط ثقافية وعلمية في المؤتمر، منها وزارة التعليم العالي وجامعة شيراز الإيرانية وبلدية شيراز وجامعة الفن في شيراز و المؤسسات الحكومية والغير حكومية الناشطة في مجال الأدب والفن و الثقافة الإسلامية ."

وعن القوالب النموذجية التي سيقدم بها المؤتمر العالمي، وضح السيد عربي أن المؤتمر يشتمل فروعا أدبية و فنية متنوعة، تجمع نخبة من الفنانين والأدباء و المبدعين في خمسة عشر مجالا، مثل الشعر والقصة وفن الخط وفن الطباعة والمقطع القصير والتذهيب.... إلخ.

وعن النتائج المتوخاة من المؤتمر، أعرب الدكتور عن أمله في أن يساهم هذا الحدث الهام في الدفع بالآدباء والفنانين الموالين للرسالة النبوية والإسلام، تحت ظلّ الرحمة الشاملة لهذا الدين لتوظيف أقلامهم وفنهم في سبل استتاب السلام والإسلام و إبلاغ رسالات ربّهم إلى العالم، و التأكيد بأن النبي (ص) أرسل لزرع الرحمة التي تؤسس لثقافة الألفة لا الفرقة، والتعاون لا التعاند، وللإنسانية التي تكفل السعادة للبشر جميعًا دون إستثناء.

*بقلم: هناء سعادة