يوم غضب في فلسطين بالتزامن مع 'مسيرة الأعلام'

يوم غضب في فلسطين بالتزامن مع 'مسيرة الأعلام'
الثلاثاء ١٥ يونيو ٢٠٢١ - ٠٣:١٩ بتوقيت غرينتش

بعد يومين فقط على توليها مهامها برئاسة اليميني المتطرف، نفتالي بينيت، قررت الحكومة الإسرائيلية الجديدة السماح لمستوطنين متطرفين بتنظيم ما يعرف بـ"مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة والتي تثير مخاوف من تصعيد جديد مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعد أن توعدت الفصائل بالرد على المسيرة الاستفزازية.

العالم-تقارير

كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح اليوم من تواجدها في مدينة القدس المحتلة، سواء بلباسها المدني أو بالزي العسكري، وعززت من عناصر وحدة التدخل السريع، الذين انتشروا في ساحات المسجد الأقصى المبارك، وقاموا بإبعاد الفلسطينيين وملاحقتهم ومنعهم الاقتراب من مسارات اقتحام المستوطنين.

داخل البلدة القديمة في المدينة المقدسة وفي داخل باب العمود وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي حواجز ومنعت السكان والمتسوقين من المغادرة نحو الخارج.

وأغلق تجار المدينة القديمة التي بدت شوارعها خالية تقريبا محالهم بسبب عدم سماح قوات الاحتلال بالدخول أو الخروج.

وأجلت قوات الاحتلال بقوة عشرات الشبان الفلسطينيين الذين تجمعوا في ساحة باب العمود في القدس المحتلة، تمهيدا من الاحتلال لانطلاق المسيرة، وسط توعد فصائل المقاومة بالرد.

وقامت قوات الاحتلال بتفريق نحو 150 شابا فلسطينيا يعارضون تنظيم المسيرة ومرورها في شوارع المدينة، بالضرب بالعصي وباستخدام قوات الخيالة التي تمتطي الأحصنة، واعتقلت عدة أشخاص.

من جهتها، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل خمس إصابات في صفوف الفلسطينيين بينها ثلاث بالرصاص المطاطي خلال تفريق الاحتلال للمحتجين.

وتُنظم المسيرة بمشاركة جمعيات استيطانية متطرفة تحميها قوات كبيرة من قوات الاحتلال في ذكرى احتلال القدس عام 1967.

وكان من المقرر أن تجري المسيرة في 10 أيار/مايو في ظل توتر شديد مع تنظيم تظاهرات في حي الشيخ جرّاح حيث تواجه عائلات فلسطينية خطر إخراجها من منازلها لصالح جمعيات استيطانية، وصدامات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في باحة المسجد الأقصى.

غير أنه تم إلغاؤها مع إطلاق حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة دفعة من الصواريخ يومها على الأراضي المحتلة تضامنا مع الفلسطينيين في القدس المحتلة.

وأشعل التصعيد الأخير بين الكيان الإسرائيلي وفصائل المقاومة حربا استمرت 11 يوما أسفرت عن استشهاد 260 فلسطينيا في قطاع غزة، و13 قتيلا في صفوف الصهاينة المحتلين.

وبعد انتهاء الحرب، أعلن منظمو المسيرة أنهم يعتزمون القيام بها الخميس الماضي، ما اعتبرته حركة حماس استفزازا ما أدى إلى إرجائها.

رد انتقامي

وحذرت حماس من ردّ انتقامي إذا ما اقتربت مسيرة المستوطنين من القدس والمسجد الأقصى.

وقال الناطق باسمها في مدينة القدس محمد حماد الثلاثاء "الوسطاء طلبوا من فصائل المقاومة عدم التصعيد بسبب مسيرة الأعلام".

لكنه أضاف "نؤكد أن كل الخيارات مفتوحة أمامنا".

ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية ومن بينها حماس إلى "يوم غضب" للدفاع عن القدس.

على الأرض، أطلقت بالونات حارقة من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية على الحدود مع القطاع المحاصر.

وأبلغت خدمة الإطفاء والإنقاذ في جنوب فلسطين المحتلة عن حريقين في منطقة شاعر هنيغف بسبب بالون حارق.

واعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تظاهرة لفلسطينيين تجمعوا في موقعين على طول السياج الحدودي جنوب قطاع غزة.

وأضاف في بيان مقتضب "اقترب عدد من المتظاهرين من السياج الأمني وحاولوا قطعه" مشيرا إلى استعداد القوات الاسرائيلية لتفريق المتظاهرين.

تداعيات خطيرة

وحذر رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية محمد أشتية من "تداعيات خطيرة" قد تنجم عن المسيرة معتبرا أنها "استفزاز وعدوان ضد شعبنا والقدس ومقدّساتها، يجب أن يتوقف".

وأرجأت الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو المسيرة إلى اليوم الثلاثاء، خوفا من وقوع صدامات.

وتمت إزاحة نتنياهو عن الحكم بعد 12 عاما قضاها في السلطة، مع منح الكنيست الثقة لائتلاف حكومي من ثمانية أحزاب بقيادة اليميني المتطرف نفتالي بينيت وشريكه الوسطي يائير لبيد.

وقرّر الوزير الجديد لما يسمى الأمن الداخلي عومر بارليف مساء الإثنين السماح بتنظيم المسيرة الاستفزاية في موعدها رغم دعوات نواب عرب وقادة فلسطينيين إلى إلغائها.