‏الى بوق إبن سلمان.. لولا إيران ومصر لأصبحت السعودية "عزبة صهيونية"

‏الى بوق إبن سلمان.. لولا إيران ومصر لأصبحت السعودية
الأربعاء ١٦ يونيو ٢٠٢١ - ٠٦:٢٨ بتوقيت غرينتش

"لولا الدعم السعودي لمصر في تلك الأيام العصيبة، لربما أصبحت مصر اليوم عزبة فارسية، يعيث فيها الإخوان فسادا، والتوتر الطائفي على أشده، ووضع مسيحي مصر في الدرك الأسفل من السوء.. خذوها قاعدة لا شواذ لها: إذا دخل الإخوان أو الفرس، أو هما معا، بلدة أفسدوها، وجعلوا كل أهلها أذلة". هذا الكلام الجاهلي والعنصري والحاقد والفتنوي، والغبي في نفس الوقت، لن يخرج الا من عقلية فارغة محرومة من اي قيم اسلامية ناهيك عن القيم الانسانية بل وحتى القيم العربية.

العالم كشكول

اذا عُرف السبب بطل العجب، لو عرف القارىء الكريم صاحب هذا الكلام المناقض للاخلاق والقيم الانسانية والاسلامية والعربية، وكذلك لحقائق التاريخ، لتوقف عن العجب، انه لبوق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبوق الفتن الطائفية والعنصرية، وبوق التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، صاحب مقولة العار: "فلسطين ليست قضيتي"..، نعم انه سيىء الصيت المدعو تركي الحمد.

هذا الطائفي العنصري الفارغ، إلا من العُقد والاحقاد، على الشعوب التي صنعت حضارات الشرق، وفي مقدمتها الحضارة الاسلامية، من الايرانيين والمصريين، لم يكتف بتغريدته "المريضة" تلك على تويتر، من تفريغ احقاده على المصريين خاصة، حيث أتبع تغريدته بصورة قديمة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وهو يقبل رأس الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز، في محاولة لاظهار حاجة المصريين للمال السعودي، وهي مِنّة كثيرا ما تمن بها السعودية على مصر، في تجاهل صارخ لدور مصر الكبير في المنطقة.

هذه التغريدة الحاقدة، تكشف بشكل لا لبس فيه، ان العلاقة بين مصر والسعودية، ليست بالشكل الذي يتمناه آل سعود، علاقة التابع بالمتبوع، فمصر اكبر من كل اموال ونفط ال سعود، ولن تكون يوما في جيبهم، لمجرد انهم يملكون الاموال، وهذه الحقيقة تكشفت وبشكل واضح من تغريدة البوق تركي الحمد ومن الصورة التي نشرها، فالعالم كله يعلم ان ربط الاخوان المسلمين بإيران، ينم عن جهل وغباء فاضحين، وينم ايضا عن حقد دفين على مصر قبل إيران، لانها عجزت حتى الان من تحجيم دور مصر في المنطقة، و تحويلها الى تابع للسياسة السعودية.

تاريخيا لسنا بحاجة لتأكيد ما هو مؤكد وتذكير القارىء، بأن اغلب علماء وفلاسفة وفقهاء ومدوني الحديث وواضعي قواعد اللغة العربية في الحضارة الاسلامية هم من الايرانيين. كما لسنا بحاجة للتذكير بأن عرش ال سعود ما كان ليوجد لولا المستعمر البريطاني، وما كان ليستمر لإسبوعين لولا الامريكي، وهي حقيقة كشف عنها وبشكل لافت عراب ابن سلمان، الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، فإذا كان هذا حال ال سعود، فكيف حالوا دون تحول مصر الى "عزبة فارسية"!.

للتاريخ نقول، لولا مصر ودورها الاستثنائي في المنطقة، ولولا جيشها وشعبها، ولولا ايران ومحور المقاومة، لأصبحت السعودية "عزبة صهيونية"، فالكيان الاسرائيلي والغرب من ورائه، عندما يحيك المؤامرات ضد دول المنطقة، لا يحسب حسابا الا لمصر وجيشها، وإلا لإيران ومحور المقاومة.

"خذوها قاعدة لا شواذ لها"، اذا دخل المال السعودي والوهابية، او الاثنان معا الى اي بلدة أفسدوها، ونشروا فيها الخراب والدمار والتكفير والفتن والقتل و"القاعدة" و"داعش" و"النصرة" و"بوكو حرام" و"انصار بيت المقدس" و..، واذا سألت المصريين ماذا فعل المال السعودي والوهابية السعودية في مصر وسيناء، سيخبروك بالارقام والاسماء.

اخيرا، اما حقد بوق ابن سلمان على "الفرس"، فلا يحتاج الى دليل، فايران ومحور المقاومة، افشلوا على ترامب وكوشنير ونتنياهو واذنابهم من امثال ابن سلمان وجوقة حديثي التطبيع، من امثال ابن زايد وابن خليفة، صفقتهم المشؤومة "صفقة القرن"، كما نجحت ايران، في جعل المقاومة الاسلامية في غزة، تفرض نفسها كرقم صعب لا يمكن تجاوزه، في الصراع مع الكيان الاسرائيلي، الذي بات يتلقى صواريخها دون ان يتمكن من اعتراضها، لذا يحق لصاحب مقولة العار "فلسطين ليست قضيتي"، ان يحقد كل هذا الحقد على "الفرس".