أمريكا تخضع لسوريا.. وتجبر ’قسد’ على تغييرات جذرية

أمريكا تخضع لسوريا.. وتجبر ’قسد’ على تغييرات جذرية
الأحد ٢٠ يونيو ٢٠٢١ - ٠٧:٤٨ بتوقيت غرينتش

رغم إعلان ما يسمى "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا استعدادها لإجراء تغييرات هيكلية بضغط امريكي للالتفاف على حراك القبائل والعشائر العربية، جاء الرد من الاخيرة حاسما بان دماء الشهداء لا تخضع للمساومة ولا ثمن لها إلا بتحرير الأرض من دنس الاحتلال وأذنابه القتلة.

العالم - يقال أن

التغييرات التي فرضتها الولايات المتحدة على ما يسمى "الإدارة الذاتية" تهدف إلى خلق وجه جديد للسلطة في مناطق الجزيرة السورية، والتي تتحكم بمفاصلها وبشكل منفرد، وذلك للتوصل لصيغة تشاركية بين ميليشيا "قسد"، والقبائل والعشائر العربية.

وتأتي الضغوط الامريكية على "قسد" نتيجة تحذيرات استخباراتية اطلقتها وزارة الدفاع الامريكية من "ان السلطات السورية تعمل على بناء علاقات وثيقة مع العشائر والقبائل السورية شرق الفرات، لإثارة الاضطرابات وإضعاف علاقة واشنطن مع مكونات المنطقة" على حد تعبيرها.

مصدر خاص كشف بعض التفاصيل المتعلقة بعملية التغيير والتوسعة التي سيعلن عنها قريباً، وأن شخصيات من ما يسمى "المعارضة" ستنخرط في هذه العملية، مؤكدا ان الاشارات الرسمية من جانب "الإدارة الذاتية" تشي ببدء العملية.

الباحث بالشؤون الكردية، بدر ملا رشيد، اكد انه "لا يمكن الحكم على نجاح هذه المحاولات القديمة الجديدة، ويمكن القول إنه إن كانت فقط لإرضاء الجانب الأمريكي، فحكماً مصيرها الفشل، بحيث لن يقود استبدال بعض الوجوه بأخرى إلى تغيير شامل في طريقة حكم "الإدارة الذاتية" للمنطقة، بالطريقة التي تريدها الأطراف الدولية".

وأضاف رشيد، أنه "إن كان التغيير حقيقياً، سيكون له تأثير على واقع "قسد"، وخصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار الوعود الأمريكية لعشائر المنطقة، بإحداث تغييرات هيكلية للوصول إلى صيغة تشاركية جديدة".

التحركات من قبل ميليشيا "قسد" والتي تأتي بضغوط امريكية للالتفاف على القبائل والعشائر العربية في شرق الفرات بددها بيان الاخيرة خلال وقفة تضامنية مع ابناء منبج ضد ممارسات ميليشيا "قسد" والاحتلالين الأمريكي والتركي للأراضي السورية.

وأكد البيان الختامي للوقفة أن الدماء الطاهرة التي روت أرض مدينة منبج العربية الأبية هي انتصار للوطن ولعزة وكرامة كل مواطن سوري ولا تخضع للمساومة ولا ثمن لها إلا بتحرير الأرض من دنس الاحتلال الأمريكي والتركي وأذنابه القتلة والمجرمين من ميليشيا “قسد” واتباعها.

وأضاف البيان أن ميليشيا “قسد” المجرمة والعصابات العاملة معها وجهت سلاح الغدر نحو صدور أبنائنا الميامين العزل من السلاح في مجزرة تم ارتكابها عمداً وعن سابق إصرار وتصميم لترويع الأهالي والاستمرار باحتلال الأرض والاستيلاء على خيراتها وأي صلح أو مفاوضات مع القتلة سيؤدي حتماً لاستمرار القمع للأهالي والاحتلال للأراضي.

ودعا أهالي بلدة صوران في ريف حلب الشرقي والعشائر العربية في بيانهم إلى خروج المجرمين والقتلة من أرض منبج الطاهرة دون أي مفاوضات أو مساومات على أرواح الشهداء وإنما بطرد المحتل وأذنابه من عملاء وخونة مجددين الثقة برجال الجيش العربي السوري لتحرير كل شبر محتل من أراضي سورية وتحقيق النصر على الأعداء.

هذا وتخشى المليشيات المسلحة الموالية للاميركان في سوريا "قسد" من صفقة عالمية يجري الاعداد لها بين القوى العظمى في هذا البلد وان يتم اجبارهم على دفع ثمن تسوية سياسية، يجري التفاوض حولها بين الولايات المتحدة وروسيا وتركيا.

وأشارت احدى الصحف العربية بأن هذه المعلومات تتزامن مع مؤشرات تفيد بأن إدارة بايدن لم تعد في وارد ممارسة الضغوط على دمشق في وقت تسعى إلى التوصل الى اتفاق مع ايران في ملفها النووي.

وقالت مصادر سياسية أمريكية، ان الأكراد يشعرون الآن أنهم تحت ضغط كماشة بين مصالح روسيا وتركيا، على خلفية ملف المساعدات الإنسانية والمعابر الحدودية، وقرار إنهاء عقد استثمار الشركة الأمريكية لحقول النفط في مناطق شمال شرقي سوريا التي يسيطرون عليها".

وتتحدث المصادر الأمريكية عن توجه المسؤولين المعينين من إدارة بايدن لمتابعة الشأن السوري، لـ”عقد صفقة مع روسيا، قد تؤدي إلى تسليم شركات روسية لديها عقود مع الحكومة السورية، الإشراف على تلك الحقول النفطية، مقابل السماح بتمرير قرار دولي يمدد فتح المعابر الحدودية المخصصة لإيصال المساعدات الدولية إلى سوريا، والذي من المتوقع أن يتم التصويت عليه في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي.

ويسعى هؤلاء المسؤولون إلى إقناع روسيا والصين بعدم استخدام حق النقض (فيتو) ضد القرار المتوقع، وتسهيل فتح معبر باب السلام، وكذلك معبر اليعربية على الحدود السورية -العراقية خصوصاً.

لكن القمة التي جمعت الرئيسين الروسي والامريكية، في جنيف لم تحل القضايا العالقة بين الروسي والامريكي، وبالذات ما يخص سوريا، فمن وجهة نظر الروسي، يشكل ادخال المساعدات الانسانية بعيدا عن الدولة السورية، خرقا واضحا للسيادة السورية.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، أثناء موجز صحفي نشرته وزارة الخارجية أن بايدن وبوتين ناقشا الملف السوري: "لم تكن هناك أي التزامات من جانب الرئيس الروسي، لكننا أكدنا بوضوح أن هذا الأمر يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لنا، وإذا كان هناك أي تعاون في المستقبل بشأن سوريا، فينبغي أن نرى بالدرجة الأولى توسيع الممر الإنساني".

يبدو ان واشنطن تعمل على المستوى السياسي في سوريا وفق استراتيجية تبرز من خلالها الجانب الانساني وتحديدا المعابر وتغفل مفاصل كثيرة عالقة على الساحة السورية، منها قسد بكافة اجنحتها السياسية والعسكرية، ومشروعها الانفصالي في الجزيرة السورية، وما ترتكبه من جرائم بحق الاهالي، ما ينتهك مبدأ السيادة المتساوية الذي يقوم عليه ميثاق الامم المتحدة، في المادة "2" الفقرة "1".

يضاف الى ما سبق المخطط المعد لشرق الفرات من خلال اجبار "قسد" على اجراء تعديلات جذرية على هيكليتها وكذلك سلوكها وطريقة تعاملها مع اهالي المنطقة لاحتواء القبائل والعشائر العربية التي تشكل الخطر الكبير على وجودها في حال استمرار هذه القبائل بالتفافها حول الدولة السورية الشرعية وبالتالي افشال مخططاتها ومأربها في الشمال السوري والتصرف بثرواته كما يحلو لها .