الجماعات الارهابية تغير جلدها..جولة جديدة للصراع بسوريا!

الجماعات الارهابية تغير جلدها..جولة جديدة للصراع بسوريا!
الإثنين ٢١ يونيو ٢٠٢١ - ١٢:٥٨ بتوقيت غرينتش

تتسارع الجهود في شمال سوريا لاعادة تصدير المجموعات المسلحة بازياء مختلفة، تبديل الجلد اصبح الشغل الشاغل لجبهة النصرة التي لا تجد حرجا في ذلك، ومارسته لعدة سنوات سابقة، ضمن ما اسمته ضرورات تكتيكة، هناك في اقصى الخارطة السورية لا تعدم المخابرات التركية والامريكية الوسائل لتمنح المشهد السوري المزيد من التعقيد، حيث يتكئ الارهابيون في ادلب وريف حلب على كتف اقليمية ودولية، مع براغماتية واضحة في ادارة ابو محمد الجولاني. 

العالم - سوريا

رسم مشهدية جديدة في ادلب وريف حلب، وتشكيل دور وظيفي يمكن للمجموعات المسلحة لعبه، ضمن وصفة تركية جديدة جاءت بعد الزيارات المتكررة لضباط المخابرات الامريكية والبريطانية الى ادلب، ولقاءاتهم مع جبهة النصرة، واعادة رسم المجموعات المسلحة وفق خريطة تحقق المصالح الامريكية والتركية، وانتج هذا المطبخ المخابراتي ظهور ما يسمى " بجيش القعقاع بن عمر التميمي " في مناطق سيطرة المجموعات المسلحة التابعة للاتراك، ويعتبر المراقبون تواجد جبهة النصرة عبر هذه المجموعة الجديدة جاء بعد تنسيق مع الجبهة الشامية اكثر المجموعات التصاقا بالاتراك، بعد ان كان وجود جبهة النصرة يقتصر على بعض الخلايا الامنية بغطاء من الجبهة الشامية، وجاء ذلك بعد لقاءات مكثفة جرت في منطقة عفرين بين أبو ماريا القحطاني ممثلا عن الارهابي ابو محمد الجولاني والجبهة الشامية وشخصيات من الاخوان المسلمين كان منهم القيادي محمد سرميني وضباط اتراك، لدراسة الية نقل الارهابيين من جبهة النصرة الى مناطق سيطرة الاتراك، بالذات الاجانب والتكفيريين، لتثبيت اللون المتعدل على ازياء جبهة النصرة الارهابية، والتسويق لهذه الفكرة بين المجموعات المسلحة، ان الفصيل الجديد ياتي لضبط العمليات الامنية التي تلاحق المجموعات المسلحة في ريف حلب وتحديدا في عفرين، لتخرج هذه الاجتماعات بفكرة تشكيل هذا الفصيل للظهور امام الرأي العام الدولي بأنها الفصيل المعتدل، وبدأت بالفعل منذ شهر شباط الفائت بنقل الارهابيين الى مناطق اعزاز وعفرين في ريف حلب، وتم تدشين مقرين لهذا الفصيل قبل الاعلان عنه في منطقة عفرين بعد ان سلمت الجبهة الشامية عقارين ليبدأ الارهابيون باستقبال طلبات للانضمام اليه من فصائل صغيرة، تكاد تكون غير موجودة على مسرح الوجود الارهابي في تلك المنطقة، بالطبع هذه الاجتماعات ترافقت ايضا مع التسويق الاعلامي للقاء ابو محمد الجولاني مع الصحفي الامريكي، وحراك سياسي تركي قطري، استهدف رياض حجاب منسق الهيئة العليا للتفاوض والمقيم في قطر، والذي اوكلته تركيا بتقريب وجهات النظر بين المجموعات المسلحة التابعة للجيش التركي وجبهة النصرة.

تزامن ذلك مع حراك للمخابرات الاذرية بالتعاون مع الاتراك، حيث رصد تحرك للضابط في المخابرات الاذربيجانية حسين ازيري، الذي يشغل منصب المسؤول الإداري والمالي عن مجموعة لواء المهاجرين والأنصار الإرهابية، التي تعد أحد الفروع التابعة لجبهة النصرة الإرهابية، وهو المسؤول ايضا عن التدفقات المالية وتنظيم حملات التمويل القادمة من تركيا وتوزيعها في سوريا وتحديداً في ريف حلب وإدلب، لتمويل التحرك الجديد لجبهة النصرة، وتكليف القيادي أبو علي نداف في ما يسمى الجيش الوطني التابع لتركيا، لتشكيل جهاز استخبارات جديدة لتسهيل عملية الدمج والانتقال، ليكتمل المشهد سياسيا وامنيا ومالياً، ويقع الاختيار على أبو المعتصم بالله زبداني، ليقود هذا التنظيم الجديد، واسمه الحقيقي سليمان الدالاتي من مواليد مدينة الزبداني في ريف دمشق عام 1989. وقد انضم الدالاتي في بداية الحرب المفروضة على سوريا، إلى ما يسمى بـ "أحرار الشام" في الزبداني بقيادة أبو عدنان الزبداني، قبل أن ينتقل إلى "جبهة النصرة" فرع القلمون بقيادة أبي مالك التلّي، ويخرج الى الشمال السوري اثر تحرير الجيش السوري لمنطقة جرود القلمون، ويقيم حاليا في بلدة معرة مصرين بريف ادلب.

اذا هو سباق مع الزمن لمشاريع عديدة في مناطق الشمال السوري، لكن القاسم المشترك فيها هو انزال جبهة النصرة والقاعدة عن شجرة قائمة الارهاب، فلا وقت لالتقاط الانفس تنفيذا لمشاريع هندستها المخابرات الاقليمية والدولية، تحضيرا لجولة صراع جديدة واطالة الحرب المفروضة على سوريا.

*حسام زيدان