واشنطن تتجه لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في غرب اسيا

واشنطن تتجه لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في غرب اسيا
الأربعاء ٢٣ يونيو ٢٠٢١ - ٠١:١٩ بتوقيت غرينتش

لم يعد كل شيء كما كان في افغانستان، فالتواجد العسكري الأجنبي بات يتبدد نتيجة تغيير معادلة الصراع لصالح جماعة طالبان الذين أرغموا الأميركان على الجلوس معهم على طاولة واحدة ومن ثم الإنسحاب.

العالم – يقال ان

قبل عقدين من الزمن، بدأت الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها غزو افغانستان بذريعة محاربة الإرهاب وانهت القوات الأجنبية تواجد تنظيم القاعدة الارهابي الذي أنشأته ادهى عقول غرف السي آي اي قبل أحداث الحادي عشر من سبتمر 2001 حيث استهدف برجي مركز التجارة الدولية الواقعة في مانهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية، المعروف باسم البنتاغون.

سيناريو مفبرك كُشف الستار عنه بعد ان دخلت منطقة الشرق الأوسط في صراعات عسكرية وسياسية ادخلت الكثير من أنظمة المنطقة في دهاليز السياسة القذرة التي دفعت الشعوب ثمنها.

ومع إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قرارها الانسحاب من أفغانستان بحلول الحادي عشر من أيلول المقبل بدأ البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية بالبحث عن بدائل للوجود العسكري الأمريكي الصريح عبر إنشاء قواعد عسكرية جديدة في دول مجاورة مثل باكستان التي رفضت على لسان رئيس وزرائها عمران خان استخدام القوات الأمريكية أراضيها لهذا الغرض.

خبراء ومحللون أدلوا بآرائهم حول الانسحاب الأمريكي من أفغانستان اعتبروا هذه الخطوة بأنها مجرد استعراض سياسي أو محاولة جديدة من قبل واشنطن لنقل هيمنتها العسكرية إلى مواقع أخرى في آسيا دون وجود نية حقيقية لديها بإنهاء الحرب التي أدت إلى مقتل وتشريد عشرات آلاف المدنيين الأفغان.

خطوة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أثارت كثيراً من التساؤلات والشكوك حول الغرض الحقيقي منها ومدى جديتها نظراً لحقيقة أن الانسحاب لن يشمل المتعاقدين مع البنتاغون أو عملاء الاستخبارات الأمريكية وغيرهم من المرتزقة العاملين لصالح واشنطن.

من جهة أخرى يرى كُتّاب أميركيون أن بايدن لن ينهي الحرب على أفغانستان بل إنه يقوم فقط بخصخصتها، مؤكدين أن الولايات المتحدة حتى وإن سحبت جنودها المعلن عنهم سابقا إلا أنها ستبقي قوات خاصة أمريكية ومتعاقدين مع البنتاغون يقدر عددهم بـ 18 ألفاً إضافة إلى عملاء استخباراتيين ومرتزقة ومهندسين يسيرون طائرات دون طيار غالبية ضحايا ضرباتها الجوية مدنيون.

إعلان بايدن الانسحاب العسكري "لا معنى له" من وجهة نظر المحللين الاقليميين حيث أن بقاء آلاف المتعاقدين مع البنتاغون يعني أن الإدارة الأمريكية تعتمد استراتيجية تحويل الحرب لصالح الشركات الخاصة التي تشغل مرتزقة معظمهم جنود أمريكيون سابقون وذلك لتحقيق هدفين أولهما إخفاء التدخل الأمريكي في هذا البلد عن الرأي العام وثانيهما إخماد الأصوات المعارضة له في الداخل الأمريكي.

التدخل الأمريكي في أفغانستان فشل بحسب محللين بتحقيق أهدافه الاستعراضية المزعومة بالقضاء على الإرهاب أما أهم أسبابه فهي رغبة واشنطن بوضع يدها على مقدرات هذا البلد من المعادن بما فيها الذهب والنحاس والليثيوم على وجه الخصوص المستخدم في صناعة بطاريات الحواسيب المحمولة والهواتف النقالة إضافة إلى إيجاد موطئ قدم دائم لتحقيق أطماعها بالتوسع الاستعماري والهيمنة في الشرق.

وتكشف مصادر مطلعة ان العدد المعترف به رسمياً للجنود الأمريكيين في أفغانستان يقدر بنحو 3300 لكن الأمر في حقيقته الكارثية لا يقتصر على عديد الجنود الذي يبلغ أكثر من هذا الرقم بكثير فهناك أربعة اضعاف هذا العدد من المتعاقدين الأمريكيين بمن فيهم أولئك الذين يشاركون بشكل مباشر في عمليات عسكرية وأمنية.