من طهران..

كيف سينعكس الإتفاق النووي على الوضع الاقتصادي الداخلي في إيران

الأربعاء ٢٣ يونيو ٢٠٢١ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

كشف محمد لاهوتي رئيس اتحاد الصادرات في إيران عن تأثير حصول الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة دول 5+1 على الوضع الاقتصادي الداخلي في إيران، وبالتالي على موضوع الصادرات الايرانية، معتبرا أنه بمجرّد خروج أمریکا من الإتّفاقیة النوویة، تمّ فرض شروط أصعب من السابق علی الإقتصاد الایراني.

العالم - خاص بالعالم

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج"من طهران"،أكد محمد لاهوتي أن أوّل هدف استطاع موضوع الحظر الإقتصادي التعامل معه وإستهدافه تمثّل في عملیات التصدیر، طالما کنت تنشط داخل حدود تراب وطنك، بالتأکید لن تستطیع الدول الأوروبیة ولا أمریکا ایجاد الحظر في نظامکم المصرفي أو في داخل البلاد، فالحظر الإقتصادي بشتّی أنواعه یختصّ بالتجارة الخارجیة.

وقال لاهوتي:"التجارة الخارجیة تختصّ بالإستیراد والتصدیر المشتمليْن علی عملیات التصدیر غیر النفطیة التي ینشط فیها القطاع الخاصّ والوحدات نصف الحکومیة، سواء القطاع النفطي الذي تدیره الحکومة بنفسها، وقد شاهدنا أهمّ أنواع الحظر الإقتصادي في هذا القطاع، لهذا فأنّ الحظر الإقتصادي ذات صلة بالتجارة الخارجیة والهدف الرئیس یتمثّل في فرض الحظر علی نشطاء الاستیراد والتصدیر، ففي الإستیراد یتمکّن من شلّ الإنتاج وفي التصدیر بإمکانه إستهداف مصادر العملات الصعبة التي تلبّي إحتیاجات البلاد والعباد"

وبين لاهوتي:"لهذا فأنّ القطاع الأکثر تأثیراً بالحظر الإقتصادي هو التجارة الخارجیة، فلو حدث وأن حصلت إنفراجات فأنّ القطاع الذي تلقّی أوّل وأکبر ضربة، سوف یشهد منافع له، والسبب الرئیس في هذا التطوّر هو موضوع المعاملات المصرفیة".

وأضاف لاهوتي:"في التجارة الخارجیة في وقتنا الراهن بإمکاني القول أنّ الدفع النقدي قد أصبح في خبر کان والسبب الإستفادة من أدوات جدیدة کفتح الإعتمادات ویوزانس (الشراء والدفع بالأجل مع الفوائد، لذا من خلال الحظر المصرفي فقدنا هذه الفرصة عملیاً ، وفي حال العودة إلی إتفاقیة خطّة العمل المشترك الخاصّة بالبرنامج النووي السلمي لایران وحذف الحظر المفروض علی المصرف المرکزي سوف تنخفض نفقات التحویلات من جهة، ومن ناحیة أخری سوف نکون قادرین علی الإستفادة من شروط الشراء بالأجل، وهذان العاملان سیؤثّران في إعطاء دفعة قویّة لعملیات التصدیر.

وأشار لاهوتي:"فیما یتعلّق بالمحادثات في النمسا وصلتها بالتجارة الخارجیة، یکفي أن نلقي نظرة علی تبعات إتّفاقیة خطّة العمل المشترك علی ایران وماحدث بعد التوقیع علیها، فقد إندفعت هیئات تجاریة کثیرة ومهمّة علی ایران بهدف الإستثمار، والمعاملات المصرفیة فُتحت أبوابها کما أنّ شرکات النقل البحري التي أوقفت حضورها في موانئ ایران منذ سنوات عادت مرّة أخری وبقوّة، حوالي 22 خطاً ملاحیا عادت إلی ایران من جدید بعد التوقیع علی الإتّفاقیة الآنفة الذکر، ونتیجة لهذه العودة فقد تسهّلت عملیة نقل البضائع من وإلی ایران، وأصبح التنافس في الأسعار مشهوداً حیث إنخفضت أسعار الکثیر من البضائع.

واعتبر لاهوتي:"بمجرّد خروج أمریکا من الإتّفاقیة النوویة تمّ فرض شروط أصعب من السابق علی الإقتصاد الایراني، لهذا، ومن وجهة نظري الشخصیة بإمکاني القول أنّ المفاوضات الجاریة في فینّا إذا ما کانت ایجابیة سوف تؤثّر بطریقة مباشرة علی تجارتنا الخارجیة، شخصیاً أنا متفائل بشأن هذه المحادثات، والسبب أنّ فترة رئاسة السیّد ترامب للإدارة الأمریکیة کانت تمثّل فترة إستثنائیة وغیر متوقّعة حتّی للأمریکیین أنفسهم".

وأكد لاهوتي:"العالم قد واجه رئیساً غیر متوازناً لایمکن التکهن بتصرّفاته، لم یکن خروجه من الإتّفاقیة النوویة هو الحدث الوحید، فلأوّل مرّة یشهد التاریخ مثل هذا التصرّف من دولة تتمیّز بهذا الموقع، فقد رأینا لاحقاً کیف أنّه خرج من بروتوکولات وإتّفاقیات عالمیة من جانب واحد. ولکن أعتقد شخصیاً أنّه مع التغییر الذي طرأ علی الإدارة الأمریکیة فأنّها ترغب بالعودة إلی المنطق السابق والظروف السابقة، والسیّد بایدن أشار عدّة مرّات إلی هذا الموضوع، ولهذا السبب أنا متفائل بشأن محادثات فینّا.

وقال لاهوتي:" أعتقد أنّ أمریکا ستعود مجدّداً إلی الإتّفاقیة النوویة حینئذ ستنجح ایران في الإستفادة من حقّها وأن تضع ورائها هذه الفترة من الحظر الإقتصادي الصعب، لیس بسبب القرار الذي إتّخذه بایدن فقط، بل لأنّ أمریکا لاحظت وبقوّة أنّه لیس فقط الحظر الإقتصادي لم یکن له أيّ تأثیر بل لربّما سبّب في أن تبسط ایران یدیها من أجل التقدّم والإنطلاق في هذا المسار، وکما تعلمون فأنّ هؤلاء کانوا یبدون قلقهم من هذا التقدّم الملحوظ. لهذا أعتقد حتماً علی هؤلاء العودة إلی إتّفاقیة خطّة العمل المشترك من أجل أن یتمکّنوا من التحکّم في رغباتهم التي وضعوها في الإعتبار عند توقیعهم علی الإتّفاقیة النوویة والتحقّق منها.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...