الى السفير الامريكي السابق لدى العراق ... 'الكلاب تنبح والقافلة تسير'  

الى السفير الامريكي السابق لدى العراق ...  'الكلاب تنبح والقافلة تسير'  
الإثنين ٢٨ يونيو ٢٠٢١ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

"الكلاب تنبح والقافلة تسير" يمکن ایجاز الجواب على المقال الذي كتبه سفير امريكا السابق لدى العراق وحرض فيه على قتل المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني وانهاء الاسلام المحمدي الاصيل والحشد الشعبي في العراق، بهذه الكلمات القصيرة.

العالم - العراق

ولكن ماذا قال السفير الامريكي السابق لدى العراق دوغلاس سيليمان ليستحق مثل هذا الوصف وما هو اكثر منه؟. سيليمان كان قد وجه رسالة الى النخبة الامريكية الحاكمة وصف فيها المرجع السيستاني بانه شخصية متطرفة متحالفة مع الإرهاب لها تأثير اجتماعي قوي ويجب إزالة الكاريزما التي يتمتع بها من المعادلة العراقية كماً ونوعاً والتخلص منه دون انتظار وفاته، كما طالب بالقضاء الشامل على الحشد الشعبي وتدمير هويته والتخلص من قادته لانه تحول لأكبر عقبة أمام المصالح الأمريكية.

وتاتي مواقف سيليمان هذه في اطار استراتيجية وضعها للحفاظ على المصالح الامريكية في العراق اسسها مبنية على انهاء دور الدين وخصوصا المذهب الشيعي والتحريض على قتل المرجع السيستاني لانهاء دوره الذي يصفه بانه مساند للارهاب والقضاء على الحشد الشعبي الذي يشكل تهديدا خطيرا على نفوذ وهيمتة امريكا على العراق.

ولم يكتف سيليمان بذلك بل شدد ، على ضرورة تدمير الهوية ، وإبعاد القادة ، وخلق صراع بين طبيعة الانتفاضة الشعبية ومستقبل العراق خلال السنوات المقبلة وقال، إن الأحزاب السياسية في العراق وخاصة القيادات والاحزاب الشيعية تفتقر الى القوة الحقيقية والشاملة في حال تطبيق الاستراتيجيتين الاولى والثانية. فهم لاعبون غير مهمين، وبدون سلطة آية الله السيستاني والحشد الشعبي، لن يكون أمامهم خيار سوى الانصياع وتأمين المصالح الأمريكية في العراق، ولكن لكي تستمر المصالح الأمريكية في العراق، يجب أن تكون معاقبة هؤلاء القادة هي الاستراتيجية الأمريكية الرئيسة.

كما وضع سيليمان خطوات التنفيذ في مقاله، عبر نقاط عدة بينها أن تكون منطقة كردستان العراق، إلى جانب السنة وبعض الشيعة العلمانيين، أفضل حلفاء واشنطن في بغداد، لافتا إلى أن تعزيز هذه الركائز الثلاث في العراق اقتراح استراتيجي للرئيس بايدن.

وأشار إلى أن الدولار السعودي وتأثير الإمارات وقوة المخابرات الإسرائيلية ستكون الفرص الرئيسة لتأمين مصالح واشنطن في العراق.

لا يجب ان يكون المرء ذكيا جدا ليستوعب مغزى هذه الاقتراحات التي قدمها سيليمان لبايدن والتي تستهدف عناصر قوة العراق سابقا وحديثا او يعرف السر من ورائها، فالمرجعية وعلى طول التاريخ كانت سند الامة وصمام امانه والاسلامي الذي وصفه بالشيعي والذي يعني الاسلام المحمدي الاصيل هو الاسلام الذي ينبذ جميع انواع التطرف والنفاق والفرقة واما الحشد الشعبي المقدس فهو الذي صان عرض وكرامة العراقيين وطهر البلاد من شذاذ الارض الذين عاثوا ظلما وفسادا فيه لفترة من الزمن وفي مناطق واسعة منه .

وعود على بدء نقول بان الكلاب تنبح والقافلة تسير، فالعراق يحاول استعادة عافيته رويدا رويدا وتبوأ مكانته من خلال الاتكال على عناصر قوته التي يلتف حولها بجميع اطيافه وانتماءاته وعرقياته، ولايمكن لمثل هذه المؤامرات التي تتحق ما لم يكن هناك اشخاص من ضعاف النفوس او الخونة او المرتزقة يدعمونها وللكلام بقية.