قصف الحشد.. جاء إنتقاما لإستعراضه العسكري أم تنفيذاً لتوصيات سيليمان؟

قصف الحشد.. جاء إنتقاما لإستعراضه العسكري أم تنفيذاً لتوصيات سيليمان؟
الإثنين ٢٨ يونيو ٢٠٢١ - ٠٩:٤٦ بتوقيت غرينتش

جاء العدوان الامريكي على مواقع الحشد الشعبي في منطقة القائم العراقية بالقرب من الحدود السورية، والذي اسفر عن ارتقاء اربعة شهداء واصابة العديد بجروح ، كما استشهد طفل واصيب ثلاثة مدنيين من الجانب السوري، بعد حدثين مهمين، الاول كان الاستعراض العسكري المهيب الذي اقامه الحشد الشعبي بمناسبة ذكرى تأسيسه السابعة، كما جاء بعد التقرير الخطير الذي رفعه السفير الامريكي السابق في العراق دوغلاس سيليمان، الى ادارة بايدن، طالب فيه بالتخلص من السيد السيستاني والحشد الشعبي والشعائر الحسينية، اذا ما ارادت ضمان مصالح امريكا في العراق.

العالم - كشكول

في يوم الاستعراض، يوم السبت الماضي، كتبنا على موقع العالم، من المؤكد ان هذا اليوم لن يكون يوما سعيدا لاعداء العراق، وهم يرون مشاركة شخصيات سياسية وامنية رفيعة، في الاستعراض العسكري للحشد الشعبي، يتقدمها رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، ووزير الدفاع جمعة عناد، ووزير الداخلية عثمان الغانمي، ومستشار الامن القومي قاسم الاعرجي، وليس هذا فقط بل ويسمعون القائد العام للقوات المسلحة العراقية وهو يخاطب مقاتلي الحشد الشعبي قائلا:" :"أحيي أبناء العراق أبناء الحشد الشعبي البطل، في عيد تأسيسه.. ان ابناء الحشد هم أبناء الدولة، وهم مستمرون بتقديم كل ما يخدم شعبنا و وطننا.. أنتم والقوات الأمنية دحرتم الإرهاب وامامكم المزيد، وبوعيكم و انضباطكم و مهنيتكم يحفظ الحشد الشعبي، وبكم نستعيد للعراق دوره التاريخي في المنطقة.. أحيي بطولاتكم وتضحيات الشهداء و عوائلهم الكريمة ".

من المؤكد ان رسائل الاستعراض العسكري للحشد الشعبي وصلت سريعا الى اعداء العراق، الذين لطالما راهنوا، عبر وسائل اعلامهم المغرضة، على خلق الفتن بين ابناء الشعب العراقي وخاصة بين اتباع الطوائف والاعراق والمذاهب المختلفة، وخاصة خلق هوة بين الجيش والقوت الامنية وبين قوات الحشد الشعبي، والتي تضم مختلف مكونات الشعب العراقي من شيعة وسنة واكراد ومسيحيين وايزيديين وشبك وتركمان وغيرهم، الامر الذي اثار حفيظة الاعداء وفي مقدمتهم الامريكيين، وهم يرون مخططاتهم ومؤامراتهم تتحطم على صخرة وحدة الشعب العراقي، فكان لابد من التنفيس عن الاحباط واليأس، عبر شن عدوان غادر على ابطال الحشد الشعبي الذين يحرسون الحدود العراقية مع سوريا، بذرائع واهية، لمنع "الدواعش"، صنيعة امريكا واسرائيل والرجعية العربية، من التسلل الى العراق.

العدوان الامريكي الغادر على ابطال الحشد الشعبي، جاء ايضا بعد ان صنف تقرير للسفير الامريكي السابق في العراق دوغلاس سيليمان، الحشد الشعبي الى جانب سماحة السيد لسيستاني بالاضافة الى الشعائر الحسينية، بانها من اكبر المونع التي تعترض الوجود الامريكي في العراق وتحول دون ضمان مصالح امريكا في هذا البلد، وطالب بمحاربتها وازلتها!!.

يقول دوغلاس، الذي يرأس معهد دول الخليج (الفارسي) العربية في واشنطن، في تقريره، الذي جاء تحت عنوان "استراتيجيات لضمان المصالح الأمريكية في العراق خلال عهد بايدن":"تعد المملكة العربية السعودية وإيران والعراق من أكبر الدول المصدرة للنفط والوقود الأحفوري في العالم. لذلك لا يمكن تجاهل هذه الدول الثلاث في المعادلات الإقليمية والدولية. لقد خرجت إيران عن التعايش مع الولايات المتحدة منذ عام 1979. تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقة سلمية مضبوطة مع الولايات المتحدة ، مدركة لعظمة وقوة الولايات المتحدة في المعادلات العالمية. العراق بلد حاسم لموازنة القوة في المنطقة أو إظهار الولايات المتحدة كقوة متفوقة في الشرق الأوسط.‏ الهيمنة على العراق ، إلى جانب التعايش مع المملكة العربية السعودية ، هي الدعامة الأساسية لنفوذ واشنطن في الشرق الأوسط. تحول ظهور الحشد الشعبي في السنوات الأخيرة إلى أكبر عقبة أمام المصالح الأمريكية في العراق.. يجب أن يكون القضاء الشامل على الحشد الشعبي من المعادلات العسكرية والسياسية والاجتماعية من خلال تعزيز الجيش الشرعي في العراق هو الاستراتيجية النهائية للولايات المتحدة.. حتى وجود هذه المجموعة بدون قوة عسكرية يضر بالمصالح الأمريكية. إن نزع السلاح ، وتدمير الهوية ، وإبعاد القادة ، وخلق صراع بين طبيعة الانتفاضة الشعبية ومستقبل العراق يجب أن يتم السعي إليه بقوة لسنوات عديدة قادمة".

بات واضحا، ان العدوان الامريكي السافر على مقاتلي الحشد الشعبي، الذين يقومون بحراسة حدود العراق مع سوريا في القائم، من "داعش" والجماعات التكفيرية، التي تزعم امريكا انها تقود تحالفا دوليا لمحاربتها!!، أكد على ان توصيات سيليمان، وصلت الى ادارة بايدن بسرعة وصول رسائل الاستعراض العسكري للحشد الشعبي، فكان استهداف الحشد الشعبي، ردة فعل على استعراضه العسكري الذي وجه صفعه على وجه امريكا، كما انه جاء تنفيذا لتوصيات المدعو سيليمان.

فات سيليمان وادارة بايدن، ان فصل الحشد الشعبي عن الشعب العراقي هو بمثابة فصل الروح عن الجسد، فابناء الحشد الشعبي ، الذي وصفهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بانهم ابناء الدولة وحماة العراق، هم حقا ابناء العراق، ابناء الفلاحين والعمال والموظفين والكسبة، تركوا مزارعهم ومعاملهم ودوائرهم وجامعاتهم ومدارسهم، ليلبوا فتوى المرجعية في الدفاع عن لعراق ومقدسااته وحرائره، وليسوا مجموعات مسلحة، كالتي استقدمتهم امريكا بتخطيط اسرائيلي وتمويل سعودي، الى العراق ليزرعوا في ربوعه الفتن والدمار، لذلك سيبقى الحشد الشعبي شوكة في عيون امريكا، ولن يسمح، لها بان تنام وهي تحتل ارض المقدسات، وعليها الرحيل عاجلا ام آجلا، فهذا قرار الشعب العراقي ولا رجعة فيه، مهما ماطلت وسوفت امريكا.