لماذا تزامن اداء قسم السفير البحريني لدى "اسرائيل" مع زيارة وزير خارجية هذا الكيان للامارات؟

لماذا تزامن اداء قسم السفير البحريني لدى
الأربعاء ٣٠ يونيو ٢٠٢١ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

بعد ان بادرت بعض الدول العربية الى تطبيع علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي ( الامارات ، البحرين ، السودان ، المغرب ) وحظت هذه العلاقة بتاييد بعض الدول الاخرى ( السعودية و..) ، وبالتالي صمت غالبية الدول حيال هذه الخطوة ، سادت حالة من الياس والقنوط في العالم الاسلامي .

العالم - كشكول

وفي ظل هذه الحالة من الياس المواكبة للصمت ، كان الشعور السائد هو ان القضية الفلسطينية وبعد سبعين عاما من النضال والجهاد خرجت من اولويات العالم الاسلامي وحلت محلها قضايا اخرى .

طبعا لم تستمر هذه الحالة سوى بضعة اشهر . فاعتداء الكيان الاسرائيلي على منطقة الشيخ جراح في القدس جوبه بهبّة فلسطينية شاملة انطلاقا من القدس ومرورا باراضي 1948 المحتلة والضفة الغربية وغزة ومخيمات الفلسطينيين في الشتات وانتهاء بالعالم الاسلامي والراي العالم العالمي لاسيما في الغرب . وفي اعقاب ردود الافعال هذه تم في حرب غزة اطلاق الاف الصواريخ باتجاه الكيان الصهيوني ، وبالطبع فانه بفضل حرب الـ12 يوما تم احياء القضية الفلسطينية واعادتها الى مكانتها الحقيقية وتصدرها لاولويات العالم الاسلامي مرة اخرى .

في الواقع ان احدى النتائج الميدانية لحرب الـ12 بين غزة والكيان الصهيوني ، كان الاعلان عن موت "صفقة ترامب " والذي تعزز بعد سقوط حكومة بنيامين نتنياهو . وفي هذا البين فان حكومة كيان الاحتلال الجديدة والتي تتفق مع رؤية بايدن بان "اسرائيل" بدون نتنياهو ستكون اكثر قبولا ، سعت وبكل حذر الى التقرب مما توصف بانها انجازات نتنياهو ومنها صفقة القرن التي كانت توصف بانها احدى هذه الانجازات .

ولكن بالامس وتزامنا مع زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني الى الامارات قام السفير البحريني الجديد لدى "اسرائيل" باداء القسم امام الملك وتلقى الاوامر والتوجيهات اللازمة لمهمته في الكيان الاسرائيلي . يبدو ان تزامن هاذين الحدثين يحمل رسالة واحدة وهي ان الكيان الاسرائيلي والمطبعين يشعرون بالقلق من ان تداعيات الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة قد تطالهم وتعرضهم للخطر من جهة وتحبط جميع الجهود التي بذلت لطمس القضية الفلسطينية وابعادها عن اولويات الراي العام العالمي من جهة اخرى . تزامن هذين الحدثين هو في الحقيقة محاولة للحفاظ على بصيص الامل القائم لاستمرار العلاقات بين الكيان الاسرائيلي والدول المطبعة ، رغم اننا لم نعد نرى هرولة بعض الدول العربية وتسابقها للتطبيع مع الكيان الصهيوني .