فلسطينيات يروين بشاعة قمع الأمن الفلسطيني للمتظاهرين

فلسطينيات يروين بشاعة قمع الأمن الفلسطيني للمتظاهرين
الثلاثاء ٠٦ يوليو ٢٠٢١ - ٠٨:٥٦ بتوقيت غرينتش

في أحدثِ بيانٍ حقوقيٍّ حول المعتقلين في سجون أمن السلطة على خلفيّة المُشاركة في التظاهرات الرافضة لجريمة اغتيال الناشط الفلسطيني نزار بنات، أكّدت مجموعة “محامون من أجل العدالة” على أنّ اعتقالات أمن السلطة ما زالت تستهدف النشطاء والصحفيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وذلك لليوم العاشر على التوالي منذ وقوع جريمة اغتيال بنات، وفي الوقت الذي لم يتم فيه فتح أي تحقيقٍ جنائي من قبل الجهات القضائية في ملف اغتيال نزار بنات.

العالم - فلسطين

المجموعة حذَّرت في بيانها الذي تلقّت صحيفة “رأي اليوم” نُسخةً منه من استمرار هذه الحالة غير المسبوقة في التعدي على حقوق الإنسان وحريّاته، وحالة التراخي في التعامل مع قضية اغتيال الناشط السياسي نزار بنات، في الوقت الذي يستمر فيه خطاب التحريض وتجييش الشارع في محاولةٍ لتبرير هذه الجرائم التي ترتكب ضد منظومة حقوق الإنسان.

“معي مسدس بفرغه براسك”، نقلت الناشطة (د.ع) هذا التهديد كما هو على لسان أحد عناصر الأمن الذين اعتدوا عليها خلال تظاهرات رام الله، وبيّنت أنّها في يوم الخميس 24 حزيران (يونيو) أي بعد أقل من 12 ساعة من استشهاد نزار، كانت متواجدة بالمظاهرة التي توجهت للمقاطعة والتي تم قمعها كما نظيراتها، وكان يوجد حاجز بشري عسكري (شرطة خاصة وأمن وطني) مدججين بالسلاح، فكان أحد عساكر الأمن الوطني “يلوك العلكة” ويبتسم بطريقةٍ مستفزّة في وجه المتظاهرين الغاضبين بسبب اغتيال نزار بنات، كما قالت.

وتابعت (د.ع): في 26 حزيران (يونيو)، كنت أقف على بعد عدّة أمتار من المكان الأوّل؛ وإذ بشخص يرتدي زيًا مدنيًا، وهو ذات الشخص الذي كان يرتدي البدلة العسكرية في التظاهرة الأولى وهو من عناصر الأمن الوطني يدفعني بأشد قوته صدراً لصدر- بشكلٍ متعمّد، وعندما صرخت في وجهه هدّدني بالقول: “معي مسدس بفرغه براسك”.

أمّا الناشطة (ي. ن) من سكّان مُخيّم الجلزون، فروت ما حدث معها عندما كانت برفقة شقيقتها وصديقتها الحامل، تقول: “أنا كنت في مطعم على النزلة اللي صار فيها الاعتداء الوحشي على الناس، ولمّا سمعنا الصوت والصراخ طلعنا على الشارع وكنّا بعيد عنهم عشان نتفرّج شو اللي عم بصير، وإحنا ما كنا مشاركين لأنه عارفين لأي مرحلة ممكن يوصلوا بالاعتداء على الناس، ولأنّه عارفين البلد غابة وما حد راح يوقّف معنا في حال تعرّضنا للاعتداء، وبصراحة إحنا كنّا واقفين مصدومين وإحنا بنشوف الوحشيّة ومشاهد الرعب والضرب وسحل بنات والشباب في الشوارع”.

وتابعت (ي. ن): “كنّا واقفين وراكزين على سيّارة وفجأة أجا 30 عنصر أمن ويمكن أكتر وهجموا على شب أعزل نحيف الجسم وبعد ما ضل يركض منهم وصل لعنّا عند السيارة وإحنا صفينا جنب الشاب والعناصر الأمنيّة تحيطنا من كل اتجاه، وانهالوا علينا جميعًا بالضرب “بوكسات وشلاليط” ومش عارفين نطلع من بينهم، وفي هذه اللحظة اللي كنّا غرقانين بينهم أنا تعرّضت للتحرّش الجسدي وما عرفت أدافع عن حالي ولا عرفت من الأشخاص إلّا كم من شخص منهم، وبعد ما طلعت من بينهم أنا وأختي قعدنا ندوّر -نبحث- على صاحبتنا المختفية وخايفين عليها لأنها حامل، بمشي وضهري الهم صاروا يضربوني من ورا وكملت مشي، آه خفت وشعرت إنّه ممكن يعملوا فيّ أي شيءٍ!”.

وفي هذا الإطار، روت الطالبة في جامعة بيرزيت (ر. ص) ما جرى معها، تقول: “شاركت زيي زي أي حدا فلسطيني شريف وعنده دم في المظاهرة برام الله المنددة باغتيال نزار بنات، ليش؟ لإنّو هاي البلطجة هي اللي وصلت هاي العالم لتقتل انسان شريف ومناضل بهذا الدم البارد، وخلال المظاهرة نزَّلت الأجهزة الأمنيّة ولادها بلباس مدني بالإضافة لطلاب بنعرفهم منيح بالوجه وبالاسم من عنّا في جامعة بيرزيت، ويا عيب بس، بالإضافة لشرطة الشغب والشرطة الخاصة”.

وجاء في روايتها: “قعدت أكثر من 5 ساعات فحوصات بين مستشفى رام الله ومستشفى الاستشاري لفحص صحة أعضائي الداخلية، وللتأكد من انّه فش عندي كسور ولا نزيف داخلي، وكان ممكن ببساطة انه واحد من هدول البلطجية والزعران يسببلي عاهة دائمة أو مشكلة صحيّة أو ببساطة أروح أو يروح حدا ثاني فيها ويستشهد بين ايديهم زي ما صار مع نزار تمامًا من خلال الضرب بالعصي ورش الغاز وغيره، أنا بس راح أحكي اشي واحد، أنا متذكرة منيح شكل واحد من اللي ضربوني واللي خبطني على جنبي ومتأكدة راح أشوف صورته أو راح أشوفه بيوم من الأيام من الشارع وراح أقله اتذكّر وجهي كثير منيح لإنه دمنا مش رخيص ولا أجسادنا، ولا صحتنا، ومش بس راح يجي يوم ونبزق عليكم ونبني بلد نظيفة من أشكالكم، لا، قبل هاد اتذكّر وجهي لإني راح أرد الخبطة ولإنو راح أجيب حقي بكل الطرق وراح تندم على اليوم اللي فكرت فيه تمد ايدك مش عليّ أنا شخصيًا لا على أي واحد من المتظاهرين والمتواجدين، وكمان اليوم الصفوف اتضحت، والمعركة واضحة، وعليه، أبناء الشبيبة وفتح من أصدقائي كلي أسف انكم لليوم ما استقلتوا، لأنو الفتحاوي المنيح هو الفتحاوي اللي اليوم بعلن انسحابه من هاي المنظومة الفاسدة، لأنو أنتم المناح اللي بتعطوا الشرعيّة لهدول الوحوش بالبقاء وبالتقدّم على أجسادنا وأرواحنا”.