الى الأفغان المجتمعين في طهران.. إحذروا من لقيط أمريكا "داعش"؟!

الى الأفغان المجتمعين في طهران.. إحذروا من لقيط أمريكا
الأربعاء ٠٧ يوليو ٢٠٢١ - ١٠:٠١ بتوقيت غرينتش

أقرّ المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية جون كيربي، بأن القوات الأمريكية غادرت قاعدة "باغرام" الجوية الاستراتيجية قرب كابل، من دون أن تبلغ السلطات الأفغانية مسبقا بالساعة المحددة لانسحابها، لدواع أمنية عملانية!.

العالم كشكول

واضاف كيربي انه "بشكل عام، لقد اعتبرنا أنه من الأفضل إبقاء هذه المعلومة ضمن دائرة ضيقة قدر الإمكان من اجل ان يتم الانسحاب بطريقة آمنة ومنظمة، بسبب الخطر الذي تمثله حركة طالبان على القوات الأمريكية".

تبريرات كيربي لم تكن مقنعة للسطات الافغانية، التي اعرب العديد من المسؤولين فيها، بمن فيهم القائد الجديد للقاعدة الجوية، عن امتعاضهم لعدم تبلغهم مسبقا بالموعد المحدد لمغادرة القوات الأمريكية باغرام، والذي حصل في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة الماضية.

لسنا هنا بصدد التحذير والتذكير بخيانات امريكا لمن يعتبرون انفسهم حلفاءها، فأمريكا ليس لها اصدقاء او اعداء بشكل دائم، بل مصالحها فقط هي الدائمة، لهذا باعت وتبيع كل من لجأ اليها ووضع بيضه في سلتها، لمجرد انها شعرت بان مصالحها مهددة، وهذه الحقيقة باتت ثابتة ومؤكدة، ولا حاجة لذكر اسماء الانظمة واسماء الروسااء والزعماء، الذين لم تكتف امريكا ببيعهم بثمن بخس، بل انها شاركت ايضا في اسقاطهم واذلالهم بل وحتى قتلهم، لذلك نحن بصدد تذكير الافرقاء الافغان، بما آلت اليهم بلادهم من دمار وخراب بسبب اقتتالهم العبثي، والذي سمح بتدخل القوى لاجنبية وبشكل سافر في شؤون بلادهم، انتهى هذا التدخل بغزوهم، وادخال بلادهم في دائرة من الفوضى لم تبرحها منذ اكثر من اربعة عقود.

امريكا التي دخلت الى افغانستان دون استئذان وخرجت منها دون ابلاغ، من المؤكد ان آخر ما كانت تفكر به في دخولها وخروجها، هو المواطن الافغاني والشعب الافغاني ومصلحة افغانستان، كما زعمت كذبا وزورا لدى غزوها هذا البلد الاسلامي، فهي عندما دخلت قتلت عشرات لالاف من ابناء الشعب الافغاني، وخرجت بعد ان زرعت الغاما في النسيج الاجتماعي والعرقي للشعب الافغاني، قد تنفجر في اي لحظة وتعيد افغانستان الى نقطة ما دون الصفر.

حسنا فعلت ايران، التي استضافت وتستضيف اليوم ايضا ممثلين عن الحكومة الافغانية وحركة طالبان، وجمعت حول طاولة واحدة ، من اجل مناقشة الخيار الوحيد المتاح امامهم لانقاذ بلادهم من الفوضى والدمار، وهو خيار المفاوضات ، وعدم الاستفراد بالقرار الافغاني وتجاهل الاطراف الاخرى، فهذه المرة الشعب الافغاني سيدفع ثمنا باهظا جدا، قد يتجاوز الاثمان التي دفعها سابقا، اذا لم يستغل هذه الفرصة.

جميع التقارير تشير الى ان القوات الامريكية المنسحبة، لم تترك افغانستان وشأنها، بعد ان صدرت اليه فيروس "داعش" الدموي، وهو فيروس في غاية الخطورة والفتك، واذا ،لا سمح الله، تركه الافغان ينتشر بينهم، فانه قد لن يترك فرصة للافغان ان يندموا، لذلك على المجتمعين في طهران، من ممثلي الحكومة وحركة طالبان، ان يتداركوا الموقف قبل فوات الاوان.

ولاشك ان امريكا لن تترك افغانستان وشانها وحتى ان خرجت منها فانها ستتموضع في اطرافها لرصدها وفرض الرقابة عليها . وفي هذا البين فان الامر البديهي الاخر هو ان القضية الافغانية والازمة الافغانية لا حل لها سوى الحوار الافغاني الافغاني ، ذلك الخيار الذي تدعو اليه طهران منذ عشرين عاما واليوم فانها تستضيف الافرقاء الافغان لتحقيق هذا التطلع .