هل تنجح الرياض في التقرب من طهران؟

هل تنجح الرياض في التقرب من طهران؟
الإثنين ١٢ يوليو ٢٠٢١ - ٠٤:٤٠ بتوقيت غرينتش

تواصل السعودية محاولاتها لإقناع العالم الإسلامي بأن دورها في المنطقة ريادي ويهدف إلى القضاء على التظيمات الارهابية، وبسط الإستقرار في المنطقة، في حين أن جميع هجمات التنظيمات الإرهابية في المنطقة تنطلق تحت عيون نظام آل سعود الحسية والإلكترونية.

العالم – يقال ان

الرياض التي تتبع استراتيجية مدروسة لتمرير أجندتها في المنطقة منذ عقود، ترى في طهران عدونا لها، كون الأخيرة تقود محورا مناهضا للإستكبار العالمي والحركة الصهيوأميركية في العالم.

ولذا لاتستطيع السعودية وآلتها الإعلامية والسياسية مهما حاولت أن تقنع شعوب المنطقة بأن استراتيجيتها تهدف إلى القضاء على الإرهاب أو حتى محاربته، فعدوانها على الشعب اليمني الذي بات معروفا للجميع يهدف إلى زعزعة إستقرار اليمن ومنع قواته المسلحة من القضاء على الإرهاب الذي استشرى بشكل رهيب بتواجد القوات السعودية والإماراتية وأخيرا الموساد الإسرائيلي في المحافظات الجنوبية باليمن.

في السياق، وفي قراءة موضوعية لزيارة سلطان عمان "هيثم بن طارق"، إلى السعودية، قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن زيارة السلطان هيثم تشير إلى تغير التحالفات في المنطقة، حيث تعمل الرياض على التواصل مع الدول الإقليمية ذات العلاقات الأعمق مع إيران.

الوكالة رصدت أن السعودية عززت علاقاتها مؤخرا بدول أخرى في المنطقة مثل قطر والعراق، ووصفت هذه الدول بأنها احتفظت بمسافة عن السعودية، بسبب الاختلافات بشأن النهج تجاه الجمهورية الإسلامية.

الوكالة الأميركية أوضحت أن السعودية أقامت مؤخرا علاقات أوثق مع العراق، باستضافتها رئيس الوزراء "مصطفى الكاظمي" في مارس/آذار، وتصالحت هذا العام مع قطر التي قاطعتها في عام 2017.

في الوقت نفسه، تصاعدت التوترات بين السعودية والإمارات بسبب الخلافات حول السياسة النفطية، والآراء الجيوسياسية والمنافسة الاقتصادية وإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بات يفكر في الشؤون الإقليمية بشكل مختلف.

مراقبون للشأن الإقليمي أكدوا أن بن سلمان مهتم أكثر ببناء علاقة متعددة الأوجه تتمحور حول دول مجلس التعاون في الخليج الفارسي والتي لا تعتمد فقط على حليف واحد، والتي كانت الإمارات في السابق، ولكنها تبني على شبكة أوسع بكثير من التحالفات التي من شأنها أن تقرب الرياض من طهران.

مراقبون للشأن الإيراني من هتهم، يقولون ان لعبة المصالح التي تلعبها الرياض اليوم تطفو على السطح بين الحين والآخر وهي لعبة خطيرة هدفها خلق المزيد من التصعيد الغربي ضد طهران كما انها تزيد من عمق التوترات في المنطقة، خاصة في المناطق التي تستهدفها آلة ارهابها البغيضة التي أحرقت العراق واليمن وسورية. مؤكدين ان التحرك السعودي نحو تعزيز أجندتها تحت مزاعم استقرار المنطقة، أمنية ستجابه بقبضة من حديد، وان التجارب تؤكد ان هكذا استراتيجيات تفشل كل ما خطط لها الفكر الوهابي لاستهداف جوهر الإنسانية في المنطقة.