هل يتحدّث “القصر الملكي” الأردني مع “الإخوان المسلمين” عبر الرفاعي؟

هل يتحدّث “القصر الملكي” الأردني مع “الإخوان المسلمين” عبر الرفاعي؟
الخميس ١٥ يوليو ٢٠٢١ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

تخفيف واضح في حدّة اللهجة بين رموز الادارة العليا في الدولة الاردنية وتحديدا الجزء المتعلق منها باللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وبين رموز وقيادات حزب جبهة العمل الاسلامي المعارض.

العالم-الاردن

بدا واضحا أن اللهجة تسعى للتقارب أو يختفي منها التشدد في اللقاء المثير الذي عقد الثلاثاء بين قيادة حزب الجبهة ورئيس اللجنة الملكية سمير الرفاعي.

يمكن ملاحظة أن أكبر احزاب المعارضة في الأردن لا يقيم حوارا مباشرا مع الحكومة ورئاسة الوزراء ولا مع كبار الموظفين في الديوان الملكي بينما اللقاء مع الرفاعي برمزيته السياسية الباطنية يمكن ان يشكل رافعة بحوار مفترض ليس مع اللجنة الملكية التي يمثلها الرفاعي فقط ولكن مع ما يعنيه الاخير باعتباره احد ابرز رجال القصر والرجل الثاني في مجلس الاعيان.

أعلنت اللجنة الملكية عن الاجتماع وليس حزب الجبهة وفي إطار لقاءات مع مختلف فئات المجتمع بهدف مناقشة الآراء والافكار التي تتصل بأعمال اللجنة حسب بيان رسمي للناطق باسم اللجنة فهي منفتحة على الجميع.

وحسب الرفاعي ستحظى كل المقترحات باهتمام كبير معتبرا ان الجميع يدرك المسؤولية الكبيرة لتحقيق مضامين الرسالة الملكية بما يسهم في احداث نقلة نوعية في قانوني الانتخاب والاحزاب ومواصلة تحديث وتطوير نهج الدولة.

اللقاء رسميا قد يكون الاول بلا منازع بين رئاسة اللجنة واكبر حزب معارض في البلاد يعرف الجميع انه يمثل الاخوان المسلمين.

وحسب المعلومات نظم اللقاء بمبادرة من عضو اللجنة والحزب ايضا المهندس وائل السقا حيث يشارك في لجنة الرفاعي ثلاثة من اقطاب الحزب هم اضافة للسقا الشيخ حمزة منصور والدكتورة ديمة طهبوب.

قبل اللقاء وعلى الهامش بدا واضحا بان الرئيس الرفاعي يميل لإظهار عبارات الإطراء الخاصة بأداء ودور الاسلاميين في اللجنة الملكية التي يترأسها مشيرا في عدة جلسات الى اعجابه بمداخلاتهم وقدراتهم على الالتزام بالمضامين واثراء النقاشات وبجملة تكتيكية منضبطة جدا.

قد تكون تلك من المرات النادرة التي يطري فيها احد رموز الدولة الكبار على كيفية عمل ممثلي التيار الاسلامي.

لكن فتح حوار جانبي على هامش اعمال اللجنة بين الاخوان المسلمين والرفاعي هو بحد ذاته منتج جديد ومثير في المشهد السياسي الاردني.

والثابت ان تلك المجاملات يقابلها حزب الجبهة بمثلها حيث جاء في بيان اللجنة عن اللقاء ان الامين العام للحزب الشيخ مراد العضايلة اعتبر اللجنة الملكية فرصة مهمة في زمن دقيق ويجب ان تخرج الناس من حالة اليأس مؤكدا ضرورة ان يشعر الاردنيون بالأمل.

تلك جملة ناعمة ايضا في تعليقات الشيخ العضايلة فقد سبق له ان اعتبر علنا بان من يحتاج للإصلاح السياسي والشامل اليوم هو الدولة والنظام مبلغا بان اللجنة الملكية اذا لم تقدم شيئا حقيقيا للناس فخيار الانسحاب منها وارد.

بعد المجاملة مع الرفاعي وفتح قنوات حوار جانبية دعا الشيخ العضايلة في تعليق ايجابي الى تكاتف الجهود الوطنية لإنجاح المشروع الاصلاحي التحديثي ولفت كما قال بيان باسم اللجنة الى اهمية النتائج في تعزيز الثقة بالمؤسسات وحل المعضلات معتبرا ان عمل الاسلاميين في الاردن كان محفزا ونموذجيا باسم العالم العربي لان سلوك الحكم ايجابي.

تضمن نفس البيان تعليقات لنائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين الشيخ محمد عقل قائلا بانه يريد السير بجدية نحو الاصلاح في ظل الضغوط التي تواجه الاردن بما يعزز مناعته وقوته.

تطرح نافذة الحوار التي فتحت فجأة بين اللجنة الملكية وقيادات في مطبخ الاخوان المسلمين الباب على مصراعيه امام جولة نقاش وتبادل رأي وخبرة نادرة ورغم انها تجري الان على قناة الرفاعي تحديدا وسط تبادل المجاملات الا انها على نحو او اخر جزء من حوار فعال يجريه القصر الملكي هذه المرة او يحظى بغطاء ملكي مرجعي.

المصدر: رأي اليوم