لماذا اعتذر الحريري عن تشكيل الحكومة اللبنانية؟

السبت ١٧ يوليو ٢٠٢١ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

اكد وزير الخارجية اللبنانية الاسبق الدكتور عدنان منصور، انه منذ البداية كانت هناك انعدام ثقة موجودة ما بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، حيث كانت شروط وشروط مضادة اضافة الى التراشق بالتصريحات والاتهامات والكل يحمل المسؤولية الطرف الاخر، جعلت الامور اكثر تعقيداً.

العالم- خاص بالعالم

وقال منصور في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": انه عندما كلف سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية، كانت له وجهات نظر فيما يتعلق بتشكيلته بان يكون الوزراء من اختصاصيين، وبالتالي عليها ان تاخذ الثقة من المجلس النيابي المؤلف بتركيبته من احزاب سياسية، بمعنى ان هذه الثقة لابد ان تعبّر عن الاطراف السياسية المتواجدة على الساحة اللبنانية.

واوضح منصور، ان الرئيس اللبناني ميشال عون، تفهم هذه الحالة على اساس ان يكون هناك تشكيلة مطعمة من سياسيين واختصاصيين، لكن المسألة بدأت تراوح مكانها من خلال عدد الوزراء، هل ستكون كابينته من 14 او 18 وزيراً، مشيراً الى ان الحريري تمسك بـ18 وزير ثم جرت مفاوضات توصلت في النهاية الى 24 وزيراً، في المقابل كانت هناك شروط من قبل رئاسة الجمهورية على ان يسمي الاسماء المسيحيين وهم اثنين من حصته يعينهم الرئيس عون.

واضاف منصور، بدأت بعدها الاشكاليات والمراوحات وسجالات واتهامات متبادلة على مدار اشهر وكل طرف يحمل الطرف الاخر بانه يعيق تشكيل الحكومة، مشيراً الى ان ما يجرى لا يخدم مصلحة لبنان في ظل اوضاع اقتصادية وصحية ومعيشية صعبة جداً لم يشهدها البلد من قبل، داعياً الى وضع مصلحة الوطن فوق الجميع وترك العناد الذي استمر على مدار ثمانية اشهر ونصف.

من جانبه، رأى عضو المكتب السياسي لتيار المستقبل نزيه خياط، ان سعد الحريري كان مستقلاً نسبياً في انتخاب وزرائه، لكن حركته السياسية هي التي دفعت بعض الاطراف بان تكون على مسافة منه خاصة على المستوى الاقليمي، نافياً تعرض الحريري لضغوط سعودية ليقدم اعتذاره عن تشكيل الحكومة.

وقال خياط: ان هناك عاملاً داخلياً حاول فرض شروطه على الحريري بعدم اشراك وزراء من حزب الله، كان يتصدى له باعتبار ان هذه شريحة لها صفة سياسية، مؤكداً ان هذا دليل على ان الحريري كان لا يخضع لضغوط خارجية كما يروج البعض.

واوضح خياط، ان الحريري لمس عملية الاستعصاء من قبل فريق رئاسة الجمهورية، اضافة الى ما وصفه بالخطاب السياسي التحريضي الذي بدأه رئيس التيار الوطني جبران باسيل دفاعاً عن حقوق المسيحيين.

بدوره، اشار الكاتب السياسي حسان الحسن، الاتهام الذي وجهه تيار المستقبل لرئيس الجمهورية ولرئيس التيار الوطني جبران باسيل بانهم هم الذين اوصلوا الامور الى الاعتذار عن تشكيل الحكومة، وقال بان الامر ليس هكذا.

وقال الحسن: انه في عام 2017 تخلى سعد الحريري عن مهامه في اصعب الظروف التي يمر بها لبنان، وهو الذي تخلى فيما كانت هناك حكومة قائمة كان يمكنها ان تتبنى برامج اصلاحية في ذلك الوقت وتستمر، موضحاً ان الحريري هو من تخلى عن مهامه واراد ان يلتحق بركب (الثوار).

واضاف الحسن، ان الحريري اتى بمجموعة اسماء كانوا يعملون لدى ابيه، وطرحها على رئيس الجمهورية وقال له ان هذه التشكيلة الوزارية واعطى مهلة للتفكير بالتوقيع على ما تم تشكيله وليس للنظر باهلية الاسماء، واعتبرها طريقة غير دستورية خاصة حينما قدم تشكيلة تعجيزية.

واعتبر الحسن، كانت هناك مخاوف من هذه التشكيلة، لا يمكن ان يتم تسليم البلد لجهة معينة يصعب التكهن بقراراتها الخطيرة التي ربما ستتخذها، لافتاً الى ان الحريري خلال احتجاجات تشرين ناشده الرئيس الجمهورية وبري والسيد نصرالله بالاستمرار بحكومته، لكنه ادار ظهره ولم يلب نداء هؤلاء القادة وقضى تسعة اشهر يلف دول العالم اكثرها كانت استجماماً، متسائلاً اين دوره الانقاذي كما يدعي، واتهمه بعدم رغبته بتشكيل الحكومة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5702788