رسائل العمليات الخمس ضد قواعد الاحتلال الامريكي في سوريا؟

رسائل العمليات الخمس ضد قواعد الاحتلال الامريكي في سوريا؟
الجمعة ١٦ يوليو ٢٠٢١ - ٠٧:٠٩ بتوقيت غرينتش

بقيت قواعد الاحتلال الامريكي في سوريا والتي تدخل ضمن مايسمى بالتحالف الدولي آمنة تماما على مدى وجودها في هذا البلد منذ بداية الازمة، ما عدا تعرض دورياتها وشاحنات معداتها للرمي بالحجارة من قبل اهالي المنطقة تعبيرا عن رفضهم لتواجد الامريكان، لكن اليوم مع 5 استهدافات صاحبتها خسائر تغيرت المعادلة ودخلنا مرحلة جديدة.

العالم - يقال ان

لاشك ان الدولة السورية وحتى حلفاؤها عاجزون عن فتح مواجهة مباشرة مع امريكا ليس لقدراتها العسكرية فحسب بل لتفننها في ارتكاب مختلف انواع الجرائم بحق الشعوب كما فعلت بالعراق وافغانستان سابقا وسوريا ولبنان حاليا، ومن هنا تبدو طريقة المقاومة الشعبية لاجبار الاحتلال الامريكي على الخروج الاوفر حظا وإن كانت على المدى البعيد إلا انها في المدى القريب قد تشكل ضغوطا على الولايات المتحدة لتغير سياستها في سوريا خاصة في ما يتعلق بالعقوبات والمساعدات الانسانية هذا من جهة، ومن جهة أخرى نهبها المنظم لثروات الشعب السوري وفي المقابل سوء الاحوال المعيشية في المناطق التي تنهبها.

استهدفت عمليات المقاومة الشعبية القواعد الامريكية خمس مرات خلال أقل من أسبوعين، أربع منها في حقل العمر، والخامسة في حقل كونيكو، في ريف دير الزور الشرقي، وهي تفسير للرفض الشعبي للوجود الامريكي ونهب ثروات منطقتهم، وقد واجهت امريكا هذه العمليات بجدية كبيرة ونقلت في الحال منظومات دفاع جوية جديدة واستقدمت تعزيزات عسكرية من العراق، كما قامت قوات الاحتلال الامريكية بتمشيط المناطق والقرى المجاورة لقواعدها في حين أعلنت قسد الاستنفار ورفع الجهوزية على اعلى مستوياتها فهي في النهاية ستكون أكبر المتضررين من أي انسحاب للمحتل الامريكي من الاراضي السورية.

من غير المعروف في ما اذا كانت هذه الهجمات ستدفع امريكا الى تخفيف الضغوط الاقتصادية على الشعب السوري والقبول بفكرة حق الدولة السورية بفرض سيطرتها على اراضيها، فهي على كل الأحوال لا تستطيع اتهام الدولة السورية بالمسؤولية عن هذه الهجمات وهي تعلم ان وجودها في الشمال والشرق السوري مرفوض شعبيا أضف الى ذلك الإنزعاج الشعبي من انتهاكات "قسد" حليفها الاساسي في المنطقة، وبالتالي ستعمل امريكا على تحصين قواعدها بداية وقد تلجأ بعدها الى عمليات دموية انتقامية كعادتها إلا اذا اختارت الهدنة وبعض الليونة بدلا عن العنف الذي تشتهر به خاصة في ظل الطبيعة العشائرية للمناطق التي تحتلها.