ماذا وراء تصاعد وتيرة التهديدات "الإسرائيلية" لإيران هذه الأيام؟

ماذا وراء تصاعد وتيرة التهديدات
السبت ١٧ يوليو ٢٠٢١ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

صحيفة "يديعوت أحرونوت الاسرائيلية" ذكرت ان المؤسسة العسكرية "الإسرائيلية" بدأت مؤخرا بمناقشة إمكانية أن تضطر تل أبيب لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في المستقبل القريب. ووصفت الصحيفة النقاشات "بأنها ليست مجرد أحاديث، بل هناك استعدادات أولية لتنفيذ بعض خطط الهجوم التي أعدتها هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي بقيادة رئيس الأركان أفيف كوخافي".

العالم كشكول

الصحيفة اشارت الى "ان الاستعدادات تجري تحت قيادة وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، ومسؤولين بارزين في الخارجية الإسرائيلية ووزير المالية"، واللافت ان الصحيفة نقلت "رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ووزير الجيش بيني غانتس، وكذلك وزير المالية أفيغدور ليبرمان، قولهم أن نتنياهو لم يستغل نفوذه على الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس ترامب، ولا قدرته على التحدث إلى إدارة بايدن حول المساعدات الأمريكية التي يمكن أن تمكن إسرائيل من التطور"!.

يبدو ان المجتمع الدولي وخاصة الغربي وبالاخص الامريكي، قد إحتار بـ"دلال" زعماء الكيان الاسرائيلي، فهم قلقون على الدوام من البرنامج النووي الايراني، مع الاتفاق النووي او بدونه، فهم في خوف وقلق دائمين من التوصل الى اتفاق نووي مع ايران، وهم كذلك في قلق وخوف دائمين في حال لم يتم التوصل الى اتفاق ، وفي كلا الحالتين يهددون بشن هجمات ضد المنشات النووية الايرانية. وهي هجمات مازالوا يخططون ويستعدون لها منذ سنوات ، رغم ان كل الدول الغربية وفي مقدمتها امريكا، التي تحتضن "اسرائيل" عسكريا واقتصاديا وسياسيا وامنيا، لا تأخذ التهديدات "الاسرائيلية" على محمل الجد، وترى فيها وسيلة ابتزاز للحصول على مزيد من المساعدات المالية والاسلحة المتطورة، وكذلك لدفعها لممارسة االضغوط على ايران.

الصحيفة "الاسرائيلية" نقلت عن بينيت وغانتس وليبرمان، انتقادهم لنتنياهو الذي "لم يستغل نفوذه على الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس ترامب، ولا قدرته على التحدث إلى إدارة بايدن حول المساعدات الأمريكية التي يمكن أن تمكن إسرائيل من التطور"، بينما العالم اجمع يعلم ان ترامب وادارته كانت في جيب نتنياهو، وخدمت هذه الادارة "اسرائيل" خدمة لم يسبقها اليها اي ادارة امريكية اخرى، ولكن الهجوم على ايران، هو هدف لم يخطر ببال حتى ترامب ولا حتى ببال كبار قادته العسكريين، وعلى راسهم رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي مارك ميلي، الذي طالما حذر ادارة ترامب من مغبة التعرض لايران، بسبب التداعيات الكارثية لمثل هذا القرار، وفقا لما جاء في كتب ومقالات صدرت حديثا في امريكا، والتي اشارت الى محاولات نتنياهو المستميتة حتى اخر ايام ترامب في البيت الابيض، لتحريضه ودفعه لشن هجوم على ايران، وهو ما لم يفعله حتى مجنون مثل ترامب.

قبل شهرين فقط، كتب ماكس بوت، الكاتب الامريكي المغرم بـ"اسرائيل" والمتصهين حتى العظم مقالا في صحيفة واشنطن بوست، كشف رغم صهيونيته، ان تأثير "اسرائيل" على البرنامج النووي الايراني محدود جدا، ولن تعيق بشكل حاسم مشروع إيران النووي، فهي لا تملك القدرة على القضاء على طموحات إيران. كما أن الولايات المتحدة التي تتمتع بقدرة عسكرية أكبر على التحرك، لا تريد -وفقا للكاتب- أن تشن حربا واسعة النطاق لا يريدها أحد، كما أن أي ضربة جوية محتملة من قبلها ستعيق فقط برنامج إيران النووي ولن تنهيه بشكل كامل، وفي ظل الخيارات المحدودة أمام "إسرائيل" -كما يقول الكاتب- لا سبيل امامها لحل هذه الأزمة سوى من خلال الحلول الدبلوماسية!.

من الواضح ان امريكا لا تتجر على مهاجمة ايران، لا لانها لا تريد الحرب، بل لانها تخشى هذه الحرب، فامريكا لن تتوانى لحظة واحدة عن استخدام القوة من اجل مصالحها غير المشروعة، ومن اجل مصالح "اسرائيل"، اذا لم تجد من يردعها، اما ارتفاع صوت الاسطوانة الاسرائيلية المشروخة هذه الايام عن "الاستعدادات" لمهاجمة ايران، فهو ليس سوى اصوات مجموعة من الشحاذين الصهاينة على ابواب البيت الابيض والحكومات الغربية.