بينيت وفشل محاولاته بفرض واقع جديد في المسجد الأقصى

بينيت وفشل محاولاته بفرض واقع جديد في المسجد الأقصى
الإثنين ١٩ يوليو ٢٠٢١ - ٠٢:٣٢ بتوقيت غرينتش

نظرا لصعوده الصعب الى سدة الحكم، ونظرا الى هشاشة الحكومة التي يتولى رئاستها، ونظرا الى محاولاته المستميتة لكسب الشارع اليمیني والعنصري في الكيان الاسرائيلي، لم يدخر رئيس الوزراء الحالي نفتالي بينيت، وسعا لاظهار نفسه على انه من اقوى صقور اليمين في كيانه، وانه اكثر تطرفا من سلفة بنيامين نتنياهو، وذلك من خلال  تصريحاته حول غزة والقدس والاقصى.

العالم كشكول

اعلن بينيت انه سيعتبر البالونات الحارقة التي يطلقها شباب غزة، على انها صواريخ، وسيرد على كل بلون بقصف غزة، وكرر اكثر من مرة انه لن يتردد في اجتياح غزة في اي مواجهة عسكرية جديدة، وشجع المستوطنين علنا على اقتحام المسجد الاقصى، ودعا قوات الاحتلال الى توفير الامن الكامل لهم، عبر فرض حصار حول المسجد واخراج الفلسطينيين منه بالقوة.

ما حدث خلال اليومين الماضيين من اقتحمات للمستوطنين الصهاينة للمسجد الاقصى واستفزازهم الفلسطينيين، والاعتداءات الوحشية التي قامت بها قوات الاحتلال ضد المقدسيين، كانت ترجمة عمليه للتحريض العلني الذي مارسه بينيت في ذكرى "خراب الهيكل" المزعوم.

توج بينيت تصريحاته ومواقفه اليمينية المستفزة، عندما اشاد بقوات الاحتلال التي "وفرت الامن" للمستوطنين وهم يدنسون المسجد الاقصى، وقال ما نصه:" اشكر وزير الامن الداخلي والمفتش العام للشرطة على ادارة الاحداث في الاقصى والحفاظ على حرية العبادة لليهود"!!.

لم تمر سوى ساعات على تصريحات بينيت هذه وحول حرية عبادة اليهود في المسجد الأقصى، حتى تراجع عنها لمعرفته انها تتناقض كليا مع المواقف العربية والإسلامية والدولية التي تؤكد جميعها بحرية العبادة للمسلمين فقط بالمسجد الأقصى، واصدر بيانا زعم فيه انه لا يسعى إلى تغيير ما يعرف بقانون الوضع الراهن “الستاتيكو” في الأقصى، الذي يعود الى الدولئ العثمانية ويحصر العبادة في المسجد للمسلمين حصرا، وان الحديث عن "حرية عبادة لليهود" كان اختيارا خاطئا للكلمات و"ليس في نية الحكومة تغيير الوضع الراهن" في الأقصى، حيث يمكن لليهود الزيارة فقط، ولكن حرية العبادة مقصورة على المسلمين فقط.

كان واضحا للمراقبين منذ البداية، ان الشخصية المستفزة، التي يحاول بينيت الترويج لها، بهدف الظهور بمظهر "الزعيم" القوي الذي يمكنه تركيع الفلسطينيين وخاصة المقاومة في غزة، وفرض حقائق جديدة على الارض، عجز سلفه نتنياهو عن فرضها، هي ليست شخصية بينيت الحقيقة، فهذه الشخصية ضعيفة ومترددة، وتتراجع عندما تشعر انها امام قوة يمكن ان تقاوم عربدته وتمزق صورته التي يحاول الترويج لها، عبر العنتريات والاستفزازت. وهذه الحقيقة هي التي دعت الفلسطينيین، الى التوجه الى المسجد الأقصى والرباط فيه، لمنع الاحتلال ومستوطنيه من تدنيسه، وهي التي دعت حركتي حماس والجهاد، الى تحذير الكيان الاسرائيلي من التمادي في انتهاك المسجد الأقصى واستفزاز الفلسطينيين.