بعد زيارة وزير داخليتها الى عفرين.. ما الذي تريده تركيا في سوريا؟

بعد زيارة وزير داخليتها الى عفرين.. ما الذي تريده تركيا في سوريا؟
الأربعاء ٢١ يوليو ٢٠٢١ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

هناك تناقض صارخ بين تصريحات المسؤولين الاتراك بشأن سوريا، فهم نظريا يؤكدون على احترامهم سيادة سوريا ووحدة اراضيها، بينما عمليا لا نجد اي مؤشرات على مثل هذا الاحترام للسيادة على الارض، بل على العكس تماما، هناك مؤشرات قوية على ان تركية لا تنوي الانسحاب من سوريا، وان الجيش التركي والجماعات الارهابية التي تأتمر بأمره، دخلوا سورية للبقاء فيها.

العالم – يقال ان

تركيا لم تكتف بالتدخل العسكري في شمال سوريا، عبر عمليات "درع الفرات"، و"غصن الزيتون"، و "نبع السلام"، بل تعمل وبشكل لافت، كما ترى الحكومة السورية، على تثبيت احتلالها لتلك المناطق، عبر سياسة "التتريك" لتي تنتهجها من خلال التغيير الديمغرافي لهذه المناطق.

السلطات التركية باتت تتعامل مع المناطق السورية التي تتواجد قواتها فيها على انها مناطق تتبع لتركيا، حيث قامت بتأسيس فروع للجامعات التركية في مدن الراعي وإعزاز والباب وجرابلس وعفرين ورأس العين، بالاضافة الى الترويج للغة التركية فيها، ودفع الاهالي للتعامل بالعُملة التركية، ورفع اعلام تركيا ونصب صور الرئيس التركي في المباني الحكومية التي تديرها الاجهزة الامنية التركية، التي غيرت المعالم الاثرية واسماء المناطق السورية.

تأكيدا على مواصلة هذه السياسة، دون الاكترات لنتائجها الكارثية، زار وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أمس بمناسبة عيد الاضحى المبارك مدينتي عفرين وأعزاز بريف محافظة حلب شمالي سوريا، وكأنه يتفقد مناطق تركية، حيث رافقه في هذه الزيارة القائد العام للدرك التركي عارف جتين، والمدير العام للأمن محمد أقطاش، ووالي كيليس رجب صوتورك، ووالي هتاي رحمي دوغان، وغيرهم من المسؤولين الاتراك!.

وزير الداخلية التركي صويلو كان قد وعد الاتراك في خطاب جماهيري انه "سيأتي اليوم الذي سنذهب فيه الى سوريا والعراق سيرا على الاقدام"!!، وهي مقولة باتت الجماعات الارهابية الموالية لتركيا، ترددها اليوم مرة اخرى، بعد زيارة صويلو الى الشمال السوري اليوم، حيث اعتبرت هذه الجماعات ان صويلو "اوفى بوعده"، وأزال الحدود، وبات بإمكان الاتراك دخول الاراضي السورية وكأنها ارضهم!!.

ان عالم اليوم ليس كالعالم الذي كان قبل اكثر من 80 عاما، عندما قضمت تركيا لواء اسكندرون وغيرته الى "هتاي"، تحت حراب المستعمر الفرنسي، عندما كانت الشعوب مغيبة، فاليوم الشعب السوري، اثبت للعالم اجمع، انه على استعداد ان يحارب لسنوات طويلة ويضحي بالغالي والنفيس من اجل ارضه وسيادته، وتجربة الاعوام العشرة خير دليل على ذلك، فعندما كانت الجماعات الارهابية المدعومة من التحالف الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي، على ابواب دمشق، وكان الجميع بإنتظار حصصهم من الكعكة السورية، فإذا بالشعب السوري يقلب الطاولة على الجميع، ويحرر اكثر من 80 بالمائة من ارضه، وبات الارهاب محصورا في مناطق صغيرة، تنتظر ان تتحرر على يد ابنائها، وهو إنتظار لن يطول.

كلمات دليلية :