تجميد الاستيطان كذبة لتبرير عودة المفاوضات 

تجميد الاستيطان كذبة لتبرير عودة المفاوضات 
الخميس ٢٢ يوليو ٢٠٢١ - ٠٢:٥٣ بتوقيت غرينتش

يبدو أن إدارة بايدن بدأت توحي لمؤسساتها الإعلامية بالحديث عن تغيير في السياسية الإمريكية تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ، فبعد حقبة ترامب صاحب الأجندة الإسرائيلية الواضحة والملكي أكثر من الملك ، جاء بايدن ليحق الحق ويعيد الأمور الى نصابها ويفرض على الأحتلال الإسرائيلي تجميد الإستيطان في الضفة الغربية لصالح إطلاق عملية تسوية جديدة برعاية أمريكية، هذا هو المشهد الذي يريد بايدن تكريسه في المرحلة المقبلة.

العالم - قضية اليوم

الراكضون خلف الحلم الأمريكي وجدوا ضالتهم في الخبر المبتور والمنقوص والغريب وحاولوا أن يقنعوا الشارع العربي بأن حقا هناك تغييرا في السياسية الأمريكية وأكثر من ذلك حاولوا أن يبرزوا زيفا بأن إدارة بايدن فرضت على حكومة بينت ان تجمّد الإستيطان في الضفة الغربية ، لكن اي استيطان ذاك الذي جمّد وفي أي المستوطنات وكيف كان هذا التجميد، الحقيقة أن عملية نقل الخبر تدل على سوء نية لأن التجميد يعني وقف العمل في الوحدات الاستيطانية التي أقرت على مدار عقد ونيف في زمن حكومات نتنياهو المتعاقبة ، لكن الحقيقة أن الأمر لا يتعدى تأجيل لإجتماع للجنة التخطيط والبناء والتي من المقرر كان أن تجتمع وتقر بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلة ، لكن لهدف تريده إدارة بايدن تم صياغة الخبر وكأنها فرضت على الحكومة الإسرائيلية ان تجمد البناء الإستيطاني والأخيرة إستجابت بكل أريحية ، لكن من يعرف تشكيلة حكومة بينت - لبيد سيدرك أن الأمر لا يتعدى عملية تسويق لكذبة مكشوفة ، ما تريده إدارة بايدن هو العودة الى الوضع السابق والذي كانت فيه الإدارة الأمريكية الراعي الوحيد و الحصري لعملية التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين ولإطلاق مفاوضات ثنائية بين الطرفين طالما طالب بها بنيامين نتنياهو في السابق وأرادتها السلطة الفلسطينية لكنها كانت في كل مرة تشترط وقف البناء الإستيطاني للعودة الى طاولة التفاوض وكان نتنياهو يرفض ، الواقع أن البناء الإستيطاني مستمر في كافة المستوطنات ولم يتغير شيء والقرارات السابقة التي ورثتها حكومة بينت عن حكومات نتنياهو يتم تنفيذها بحذافيرها ، المفاوضات التي تحتاجها السلطة الفلسطينية وتحتاجها الإدارة الأمريكية وكذلك حكومة بينت هي مفاوضات تبدأ لكن دون سقف زمني للانتهاء وجولة تتلوها جولات ، يتقدم فيها الطرفان الى حد معين ثم تحدث الانتكاسة فتتدخل الإدارة الامريكية لتقريب وجهات النظر ثم يتم تقديم محفزات للفلسطينيين ليعودوا الى الطاولة وهذه المحفزات ليست اكثر من تحسين ظروف معيشية وهكذا يعود الفلسطينييون الى الحلقة المفرغة السابقة ، بالنسبة للسلطة الفلسطينية هذه المفاوضات ستعيد مبررات الوجود لها لاسيما وان الكثيرين في ظل توقف المفاوضات واستمرار الإحتلال في انتهاك أراضي الضفة الغربية طالبوا بحل السلطة وتحميل الإحتلال المسؤولية الكاملة عن إحتلاله للضفة الغربية ، أما بالنسبة للإدارة الأمريكية فستكون أنجزت في اهم ملفات الشرق الأوسط حال أقنعت الطرفين بالعودة الى طاولة المفاوضات وستستطيع ان تتقدم في الملفات الأخرى دون ان ربطها بالملف الفلسطيني ، وأما بالنسبة لحكومة بينت - لبيد فهي تحتاج الى هذه المفاوضات اليوم قبل الغد كي تقنع الشارع الإسرائيلي بأن لديها ما ليس لدى بنيامين نتنياهو الذي توقفت في زمنه المفاوضات لاكثر من تسعة سنوات ، إذا خبر تجميد البناء الإستيطاني في الضفة الغربية ليس إلا كذبة كبيرة سيبنى عليها العودة للمفاوضات العبثية برعاية امريكية حصرية .

فارس الصرفندي