الكتاب في حياة الاسير

الكتاب في حياة الاسير
الأربعاء ١٥ يونيو ٢٠١١ - ٠٨:٢٨ بتوقيت غرينتش

15/6/2011 بقلم: ثامر سباعنه- فلسطين sbana3@yahoo.com

لقد استطاع الاسرى في سجون الاحتلال أن يؤقلموا أنفسهم في السجون والمعتقلات الصهيونية ، وقد أدركوا أهمية الكتاب للمعتقل خلال فترة وجوده في الأسر ، فسارعوا لوضع الخطط والبرامج الثقافية للنهوض بوعي الأسير مهما كان عمره أو مستواه التعليمي .

أسرى فلسطين ومن كافة الفصائل والتنظيمات وضعوا خططهم التي رسمت المسار الثقافي للأسير بحيث يجمع الأسير اكبر قدر من الوعي والتثقيف خلال فترة اعتقاله ، وهم بذلك يجددون انتصارهم على السجان الذي أراد اعتقالهم للقضاء على وجودهم ومعنوياتهم لكنه خاب وخسر ، بل إن هنالك عدد ليس بالبسيط من الأسرى استطاع أن يُكمل دراسته الجامعية في المعتقل ويحصل على شهادات عُليا ، ومنهم من استغل فترة الاعتقال ليحضر رسالة الماجستير أو الدكتوراه ، قد تكون الإمكانيات المتوفرة قليله نوعا ما بالإضافة إلى تضييق الاحتلال على الأسرى لكن ذلك لم يمنعهم من استغلال كل ما توفر لهم إمكانيات .

للكتاب في حياة الاسير قصة طويله فيها الامل والفرح والسرور كما تحتوي على الالم والمعاناة، فبمجرد دخول الكتاب الى السجن تدب الفرحه والسرور بين الاسرى وكأنهم قد حققوا  شيئا عظيما ويسارع الأسرى لحجز دورهم  لقراءة الكتاب .

تحتوي معظم سجون الاحتلال على مكتبات تحوي مئات الكتب واحيانا آلاف الكتب التي قام الاسرى بشرائها وادخالها عن طريق الاهالي اثناء الزيارات ، او عن طريق المؤسسات والجمعيات التي تتبرع للاسرى بالكتب كل فتره كالصليب الاحمر، وتشتمل عناوين الكتب على جميع المجالات الثقافية ... دينيه.. سياسية... فنية... تاريخية ...أدبية... وعادة يوضع للمكتبة أسير يدعى ( عامل المكتبه) يعمل على ترتيب المكتبة وتنظيم الاستعارة منها وأرشفة كتبها ، ويكون لمعظم الأسرى برنامج خاص بهم للاستعارة والقراءة بل وتلخيص الكتب أيضا ، بل وقد يتعدى ذلك فيعقد عدد من الأسرى جلسات يتداولون  كتابا تمت قراءته فيتباحثونه فيما بينهم لتعم الفائدة.

لقد غداالكتاب من أهم المصادر التعليمية في السجن حيث لا يوجد وسائل علمية كالبرامج الوثائقية والانترنت فقد اصبح الكتاب في السجن عبارة عن مدرسة خاصه في ظل تضييق العدو على الاسرى ومنعهم من عقد الجلسات والدورات التعليميه في السجون ، فلجأ الاسرى للكتاب ليصبح المشكاة التي يستعينون بها لكسب العلم والمعرفه ، وغالب علم لشباب وثقافتهم التي يخرجون بها من السجون ناتجه عن تعلقهم بالكتب وناهيك عن الوقت الذي يمضيه الأسير برفقة الكتاب فيهون عليه أوقاته في السجن

لكن لابد للعدو الصهيوني أن يلعب دوره المعتاد في زرع الألم والظلم حيث حلّ ، فإدارة السجون أصبحت تمنع الأسير من إدخال أكثر من ثلاث كتب فقط كل أربع زيارات !! بل انهم يشترطون إخراج كتاب مقابل كل كتاب يدخل ! وذلك للحد من عدد الكتب المتوفرة للأسرى ، وكثيرا ما تقوم ادارة السجن بإعادة الكتب ومنع دخولها دون أي أسباب .

واهمٌ من يظن أن العدو الصهيوني قادر على أن يحطم ارادة الشباب بالأسر ، و مخطئ من يظن أن الاحتلال يستطيع أن يحرف الأسير عن مساره حتى وان طالت فترة الأسر أو زادت قسوة السجّان.

كلمات دليلية :