'الطفل التميمي' ركض لإسعاد اشقائه فعادا شهيداً..!

'الطفل التميمي' ركض لإسعاد اشقائه فعادا شهيداً..!
الأحد ٢٥ يوليو ٢٠٢١ - ٠٥:١٢ بتوقيت غرينتش

انطلق محمد مسرعًا تجاه قدره الذي ينتظره، كان يرتدي ملابس العيد، يحمل في جيبه مبلغٌ ماليٌ لشراء الحاجيات لأشقائه، كان طائرًا من الفرحة والسرور، لكن غربان الأرض وقفوا في طريقه وخطفوا الفرحة من قلبه ومزقوا فرحة العائلة التي كانت تنتظر عودة محمد لتناول حاجيات العيد.

العالم - فلسطين

"محمد التميمي" (16 عامًا) خرج من منزله لشراء قائمة من الحاجيات لأشقائه في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله بالضفة المحتلة، عصر يوم الجمعة رابع ايام عيد الأضحى المبارك؛ لكن دورية "إسرائيلية" كانت تجوب الشارع قرب منزل محمد، توقف جنود الدورية "الإسرائيلية" فجأة ليوجَّه أحدهم قناصه القاتل إلى صدره.

لحظات قليلة من المشهد البوليسي المرعب للفتى محمد انتهت برصاصة قاتلة اخترقت بطنه، ومزقت أحشائه ليسقط على الأرض مضرجًا بدمائه، لتصدح حناجر أهالي القرية الذين راو المشهد بالتهليل والتكبير.

صراخ أهالي القرية اقتحم منزل محمد القريب من الحدث ليهب والده منير لاستكشاف القصة وهنا كانت الصدمة الأولى حيث نجله محمد ملقى على الأرض ومن حوله بركة من الدماء، يحاول الشبان اسعافه ونقله للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.

تمالك "منير" نفسه أمام المشهد المؤلم ليقول لمراسلنا: "لا يوجد مظاهرات في القرية فالجميع كان يحتفل بأخر أيام عيد الأضحى، ومحمد خرج ليشتري لأشقائه لم يحمل سكينًا ولم يلقِ الحجارة، لكن منير اشار إلى أن هذه هي طبيعة الاحتلال المجرم لينغص علينا فرحتنا بشكل دائم وخاصة في الاعياد والمناسبات الدينية والوطنية.

"فالمسافة التي كانت بين محمد وجنود دورية الاحتلال قريبة جدًا لا تتجاوز الـ 5 أمتار حينما أطلق جندي اسرائيلي رصاصة من نوع "دمدم متفجر" في بطنه لتمزق أحشائه وتسقطه أرضًا" القول لمنير والد الشهيد التميمي.

بعد أن تحول مكان سقوط محمد لبركة من الدماء وتأكدوا من خطورة اصابته غادر جنود دورية الاحتلال المكان ليتركوا أهالي القرية الذين تسارعوا لنقل محمد لمستشفى ياسر عرفات، وهنا لحق منير بنجله للمستشفى في محافظة سلفيت شمال الضفة المحتلة.

دخل محمد بشكل عاجل لغرفة العمليات ووقف منير ليستمع لصوت جهاز نبض القلب ومع كل نبضة يدق قلبه اضعافًا ما يسمع خشية على نجله البكر من الموت لا سيما وأنه ما زال صغيرًا في العمر.

خمسُ ساعات متواصلة قضاها محمد داخل غرفة العمليات الجراحية بهدف وقف النزيف وعلاج الاعضاء التي تضررت جراء اصابتها بالرصاصة المتفجرة، لكن روح محمد صعدت إلى بارئها بعد ساعات قليلة من الاصابة، لتبقى جريمة اعدام محمد شاهدًا على جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق الاطفال الفلسطينيين.

"منير" الذي فقد جزءًا عزيزًا من قلبه قال: "فقدت ابني البكر بسبب عنجهية وبطش جيش الاحتلال البغيض الذي لا يفرق بين طفل أو رجل أو شيخ أو امرأة، كل شيء بات مستهدفاً له".

فظهر اليوم التالي من استشهاده عاد محمد إلى البيت؛ لكنه محملًا على الاكتاف يزينه "علم فلسطين" وتودعه والدته وأشقائه وأحبائه بالدموع والورود وألم الفرق في مشهد ترتجف فيه جميع أعضاء الجسد.

المشاركون في جنازته رددوا شعارات الانتقام من جيش الاحتلال الذي يقتل الاطفال والنساء والشيوخ ويغتصب الأرض دون أي رادع عربي أو دولي، كما رددوا بتفعيل خيار المقاومة ضد جنود الاحتلال في الضفة المحتلة.