حديث الملك الأردني عن أسباب التطبيع مع 'إسرائيل'.. وبعض الأسئلة المشروعة   

حديث الملك الأردني عن أسباب التطبيع مع 'إسرائيل'.. وبعض الأسئلة المشروعة   
الإثنين ٢٦ يوليو ٢٠٢١ - ٠٧:٣٦ بتوقيت غرينتش

في رده على سؤال مذيع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، حول ما إذا كان يتوقع أن يقوم مزيد من الدول العربية بالتطبيع مع "إسرائيل"، خاصة السعودية، قال الملك الاردني عبد الله: "لا أعرف ما هي الدولة التي ستكون التالية، لكنني لاحظت توجها بين الدول العربية التي تهتم بمصالحها في مجال الأمن القومي".. "أعتقد أنها تنظر في إمكانية إقامة علاقات مع "إسرائيل" في إطار مصالحها القانونية بسبب مباعث القلق المتعلقة بإيران والتحديات الإقليمية المتعددة".

العالم كشكول

من الواضح ان كلام الملك الاردني موجه الى امريكا والكيان الاسرائيلي، وليس الى طرف آخر، فهو انبرى لتبرير تطبيع انظمة عربية مع الكيان الاسرائيلي تفصلها عن ايران الاف الكيلومترات، كما انبرى ايضا لتمهيد الارضية امام انظمة اخرى تسعى للتطبيع ايضا، ورفع العتب عنها.

كنا نتمنى على ملك الاردن ان يكشف لنا عن سر تطبيع مصر مع "اسرائيل"، وهل كان بسبب قلق مصر من "ايران الشاه"؟. وماذا عن اسباب تطبيع الاردن مع "اسرائيل" عام 1994، وهل كانت ايران جزءا من هذه الاسباب؟. وماذا عن تطبيع المغرب والسودان، هل كان دافعهما للتطبيع القلق من ايران ايضا؟.

لا ندري كيف تقلق السعودية من ايران، بينما ارضها ملغومة بالقواعد والجيوش الامريكية، ومزروعة بإحدث ما صنعته الترسانة الامريكية والغربية من اسلحة ومن الرادارات وانظمة الدفاع الجوي المتطورة، ومحاطة بحاملات الطائرات والبارجات الحربية الامريكية، ولا تخلو سماؤها من الطائرات الامريكية بدءا من قاذفات بي 52 الاستراتيجية وانتهاء بطائرات الدرون العملاقة غلوبال هوك، حتى انها استشعرت بالقوة الفائضة، فشنت عدوانها على اليمن ومازالت، رغم مرور اكثر من 6 سنوات، على هذا العدوان، الذي ترفض السعودية وقفه، حتى استسلام الشعب اليمني لها.

اخيرا، بقيت الامارات واسباب تطبيعها مع "اسرائيل"، فاذا كان الملك الاردني يحاول تبرير تطبيعها مع "اسرائيل" بالقلق من ايران، وانه جاء في اطار "مصالحها القانونية" و "امنها القومي"، فهنا نسأل، بعض الاسئلة المشروعة والبريئة!، اين تكمن المصلحة القانونية والامن القومي للامارات، في التطبيع مع كيان اغتصب ارضك وعرضك ومقدساتك وشرد شعبك، ويقتل يوميا من تبقى منه، ويعلن جهارا نهارا انه كيان فصل عنصري، يشتم شعبه نبيك وقرآنك ومقدساتك ؟!!.

ونسأل ايضا، ما علاقة "قلق" الامارات من ايران، الذي دفعها للتطبيع مع "اسرائيل"، بكل هذا العداء الاماراتي لفصائل المقاومة في فلسطين مثل حماس والجهاد الاسلامي، والذي تجاوز حتى العداء الاسرائيلي لهذه الفصائل، حتى دعت الامارات العرب علنا الى القضاء على حماس؟!. ما علاقة هذا القلق، بطعن الامارات السلطة الفلسطينية بالظهر، عندما طبعت مع "اسرائيل"، وتجاهلت بالكامل السلطة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني؟!، ما علاقة القلق الاماراتي، بطبيعة التطبيع الاماراتي مع "اسرائيل"، الذي لم يمر عليه سوى 10 اشهر فقط، حتى انخرطت الامارات في علاقة مع "اسرائيل" تجاوزت حتى العلاقات الاستراتيجية مع الدول، في المجالات السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والرياضية، الى الحد الذي باتت السوق الاماراتية مقصدا لمنتجات المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، والتي يقاطعها الغرب، الراعي التقليدي لـ"اسرائيل"؟!.

وصلت العلاقة الشاذة بين الامارات و"اسرائيل" الى الحد الذي باتت مستشفيات الامارات والكيان الاسرائيلي، تتبادلان الاعضاء البشرية، مثل الكلى وغيرها، في خطوة فريدة غريبة، جعلت المراقبين يصفون العلاقة بين الجانبين بانه زواج كاثوليكي.

امام هذا التطبيع المشين للانظمة العربية مع عدو العرب والمسلمين، من السذاجة البحث عن مبررات لتبرير هذا العار، فمثل هذه المبررات، هو استخفاف بعقول الشعوب، ومحاولة بائسة للتغطية على الخيانة والعمالة والدور الوظيفي لبعض الانظمة العربية التي فرضها المستعمر على رقاب الشعوب.