عندما يتحدث المسخ

بشرى الخليل.. صدام كان شخصية عاطفية وكل ما قيل عن قسوته دعاية!!؟

بشرى الخليل.. صدام كان شخصية عاطفية وكل ما قيل عن قسوته دعاية!!؟
الأربعاء ٢٨ يوليو ٢٠٢١ - ٠٩:٤٥ بتوقيت غرينتش

"صدام حسين الشخص غير الصورة المشاهدة على التلفاز، أي شخص عراقي يعرفه يؤكد هذا الكلام، كل ما نشاهده هو بروباغندا (دعاية)، هو شخصية عاطفية، ليس لديه نزعة قسوة، هناك دعاية شوهت سمعته"!!. هذا الكلام هو للمحامية اللبنانية بشرى خليل في لقاء أجرته مع الإعلامية اللبنانية، رابعة الزيات، ضمن برنامج "شو القصة"، ونشر على "يوتيوب".

العالم كشكول

بشرى الخليل هذه، كانت ضمن مجموعة المحامين العرب والاجانب الذي تطوعوا للدفاع عن اكثر الحكام سادية في تاريخ العراق قديمه وحديثه، واشد قسوة من هولاكو والحجاج، والفظائع التي ارتكبها بحق العراقيين وجيرانهم، لا تخفى حتى على العمي والصم والبكم بالولادة، فما بالك بمن يدعي معرفة القانون والسياسة والاخلاق والقضايا القومية والمشاعر الانسانية كالقسوة والعاطفة.

يتطلب من الانسان ان يكون اعمى وابكما واصما، ومتبلد المشاعر، وفاقدا لكل معاني الانسانية، ومجردا من القيم الاخلاقية، حتى في حدودها الدنيا، أي ليس سوى كتلة من اللحم، ليكون بإمكانه التطوع للدفاع عن سفاح تأنف حتى الوحوش الكاسرة، ان تأتي بما أتى به من فظائع لا يمكن ادراجها حتى في خانة الشذوذ الانساني.

المعروف ان المدعوة بشرى الخليل كانت ذات حظوة لدى الطاغية صدام، ولكن ان تتحول هذه الحظوة الى سبب لتغلق عينيها عن الكوارث والمآسي التي انزلها الطاغية بالعراق والعراقيين وجيرانهم، وان تتجرأ على المجيء الى العراق والتطوع للدفاع عنه، بذريعة، لطالما تذرعت بها ومازالت، وهي ذريعة "مناهضة اسرائيل والسياسة الامريكية" التي تظاهر بها الطاغية صدام، فهذا يجعلها بشهادة التاريخ وامام العراقيين، شريكة ومتواطئة في كل الجرائم التي ارتكبها الطاغية ضد العراقيين وغيرهم، لانها دافعت عنها وبررتها.

في محاولتها الاخيرة، حاولت بشرى هذه، ان تضع الطاغية السفاح صدام، وبشكل تعسفي في خانة واحدة مع الرئيس السوري حافظ الاسد، وان امريكا استهدفتهما لانهما قاما ببناء "دولتين عظميين في المنطقة في ذلك الوقت .. الا أن الرئيس حافظ الأسد كان أمهر من الرئيس صدام حسين سياسيا، لأن الأخير كان حادا ونصبوا له أكثر من فخ ووقع فيها".

اذا ما صدقّنا بشرى الخليل في مزاعمها القومية ودفاعها عن القضية الفلسطينية، نقول كيف تبررين الحرب الظالمة التي فرضها الطاغية صدام على الجمهورية الاسلامية الايرانية الفتية، على مدى 8 سنوات، ووقوف اعتى اعداء القضية الفلسطينية والقومية العربية ، من الرجعية العربية وعلى راسها السعودية، وامريكا والغرب، الى جانب الطاغية ، ومده بمليارات الدولارت وبالاسلحة والمعلومات الاستخبارية، بل شاركوا في الحرب مباشرة في قصفهم لناقلات النفط والطائرات المدنية الايرانية، بينما وقف الرئيس حافظ الاسد الى جانب الجمهورية الاسلامية، انطلاقا من رؤيته القومية والوطنية، التي كانت ترى في الجمهورية الاسلامية عمقا استراتيجيا للعرب في نضالهم ضد الصهيونية العالمية و"اسرائيل"؟!!.

عندما نقول ان بشرى الخليل هذه شريكة ومتواطئة، من وجهة نظر العراقيين في كل جرائم الطاغية ضدهم فنحن نعي ما نقول، فعندما تدعي ان الطاغية السفاح " شخصية عاطفية وان كل ما قيل عن قسوته دعايات"، فانها بذلك تغطي على جرائمه، وتُكذب العراقيين، وتنفي ان السفاح قتل الالاف من ابناء الشعب العراقي بالاسلحة الكيمياوية، ودفن في الصحاري وذوب بالتيزاب الالاف منهم، واقتلع مئات الالاف من العراقيين من وطنهم العراق والقى بهم على الحدود مع ايران، حفاة عراة ليموت الالاف منهم من العطش والجوع والمرض وفي حقول الالغام، وبين انياب الوحوش المفترسة، بعد ان جردهم من كل املاكهم المنقولة وغير المنقولة، بذريعة انهم ينحدرون منذ مئات السنين من اصول ايرانية. والفاجعة الكبرى ان هذا "الانسان العاطفي"، احتجز اكثر من 23 الف شاب تتراوح اعمارهم بين 15 عاما الى 35 عاما، ولم يسمح لهم بمرافقة عوائلهم ، وابقاهم في السجون، وقام بإعدامهم جميعا.

اما جرائمه خلال الانتفاضة الشعبانية، وقانونه سيىء الصيت الذي قضى باعدام المنتسبين الى حزب الدعوة وبأثر رجعي، وإبادته الالاف من العوائل بجريرة انتماء ابنائها الى حزب الدعوة، ومنح كل عراقي مكافأة مالية على تطليق زوجته من اصول ايرانية، وهي جريمة تسببت بهدم الالاف من العوائل العراقية، وإبادته اكثر من 5000 مواطن عراقي كردي بالاسلحة الكيمياوية في حلبجه، ودفن 175 الف عراقي كردي في صحراء العراق وهم احياء بهدف تغيير ديمغرافية المناطق الكردية شمال العراق، وغزوه الكويت وارتكابه الفظائع ضد الشعبين العراقي والكويتي، وقتله الفيلسوف الاسلامي الكبير الشهيد محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية بنت الهدى، بل ان "عاطفته" فاضت على المقربين منه فأباد عائلة احمد حسن البكر، و80 بالمائة من القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث، وقتل شقيق زوجته عدنان خيراالله، وقتل ازواج بناته ذبحا، وبنى اكثر من 100 قصر بينما كان اطفال العراق يموتون من الجوع والمرض.. هذه كانت بعض تجليات "عاطفة صدام"، وعلى بشرى الخليل، ان تقف امام هذه الجرائم وبتجرد، عن جميع ما حصلت عليه من اموال وحظوة وعاطفة من الطاغية، وان تتمعن فيها بضمير حي.. هذا ان كانت تملك مثل هذا الضمير أصلا.