ردة فعل الغرب على حادث السفينة "الإسرائيلية".. محاولة للإبقاء على عربدة "إسرائيل"

ردة فعل الغرب على حادث السفينة
الإثنين ٠٢ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٦:٣٣ بتوقيت غرينتش

المواقف الامريكية والغربية من تعرض سفينة "اسرائيلية" في بحر عمان لهجوم، كانت اكثر حدة وتطرفاً من المواقف "الاسرائيلية" ذاتها، واكثر مطالبة بالرد والانتقام، وأشد إلحاحاً على إتهام إيران، و أغزر دموعاً على "ضحايا" الحادث، وهو ما جاء تأكيدا إضافيا، على ان "إسرائيل" ليست كيانا سياسيا كباقي الكيانات في العالم، بل هي وجود "غربي" مسخ تم زرعه في قلب العالم الاسلامي، لإشغاله ونهب ثرواته وإستنزاف قواه ومنعه من النهوض ثانية.

العالم – كشكول

وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن قال:"بعد مراجعة المعلومات المتوافرة نحن واثقون بأن إيران شنت هذا الهجوم.. نعمل مع شركائنا على درس الخطوات التالية ونتشاور مع حكومات المنطقة وخارجها من أجل رد مناسب ووشيك".

وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قال :" إن التقييمات البريطانية خلصت إلى أنه من المرجح جدا أن إيران شنت الهجوم غير القانوني والوحشي.. نعتقد أن هذا الهجوم كان متعمدا ومستهدفا ويمثل انتهاكا واضحا من إيران للقانون الدولي.. ان المملكة المتحدة تعمل مع شركائنا الدوليين بشأن رد منسق على هذا الهجوم غير المقبول".

اللافت ان هؤلاء الذين انبروا لإتهام ايران دون دليل ويدعون للرد الفوري ، لا نراهم يُصابون بالخرس فحسب عندما تنشر "اسرائيل" الموت والدمار في سوريا والعراق ولبنان وفي البحار والمحيطات، عبر القصف والاغتيالات، بل يسارعون الى التنافس فيما بينهم، لتاييد ودعم جرائم "اسرائيل" ويبررونها ، وهناك من أخذ يفتخر ب"قوة وجسارة وشطارة" "اسرائيل"، وهي تعتدي وتقتل وتقصف وتغتال دون خوف او وجل.

رغم ان الهجوم لم يستهدف مصالح امريكا او الغرب، الا ان هذه الجهات تعاملت بطريقة اكثر هستيرية من تعاملها لو كان المُستهدف مصالحها، الامر الذي يؤكد ان الغرب يسعى بكل ما يمتلك من قوة، لضمان الابقاء على عربدة "اسرائيل" بالمنطقة دون اي معوقات، وان تبقى طائراتها تعتدي على الدول والشعوب دون منغصات او ردة فعل، بهدف فرض هذه الحالة ك"قدر" على الشعوب لا مهرب منه، إلا بالاستسلام لهذا القدر والرضوخ له دون مقاومة.

الاتهام الغربي لايران، بانها تقف وراء الهجوم على السفينة "الاسرائيلية" جاء ايضا من اجل الضغط على ايران للحصول على تنازلات في المفاوضات النووية، وهي تنازلات لم ولن يحصل عليها الغرب بعد اليوم، بعد فضيحة انسحاب امريكا من الاتفاق النووي، وكذلك فضيحة التواطؤ الاوروبي مع امريكا في هذا الشأن، واستهتار الغرب بالاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية، التي يذرف اليوم عليها دموع التماسيح.

فات الغرب ان الدول والشعوب لم تعد ترى في "اسرائيل" قدرا لابد ان تستسلم امامه، بل ترى فيها وجودا أوهن من بيت العنكبوت، وان اتهام الغرب وامريكا لايران، لا يقدم ولا يؤخر من قناعة هذه الدول والشعوب، من ان "اسرائيل" هي عدو، ليس لايران فقط، بل لجميع هذه الدول والشعوب، وان الصفعات التي تتلقاها "اسرائيل" هي بعض ردود هذه الدول والشعوب، على تاريخ طويل من الاجرام والعدوان والقتل والفساد والعنجهية والغطرسة "الاسرئيلية" المدعومة غربيا، وان اي عدوان امريكي غربي على مصالح هذه الشعوب، سيواجه برد اقسى بكثير مما يتصوره حماة "إسرائيل".