خطيبة خاشقجي.. بين رمضاء إبن سلمان و نار أمريكا 

خطيبة خاشقجي.. بين رمضاء إبن سلمان و نار أمريكا 
الإثنين ٠٢ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

قالت خديجة جنكيز خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل في قنصلية بلاده في اسطنبول، في بيان لصحيفة “إندبندنت” البريطانية: انه "إذا لم تكشف الحكومة الأمريكية عما تعرفه عن تفاصيل الجريمة فإنها ستظهر أن قيم امريكا وجميع الدول النبيلة فارغة وبلا قيمة".

العالم – كشكول

واضافت جنكيز:"يجب على حكومة امريكا الإفراج عن جميع المعلومات التي لديها حول مقتل جمال حتى تظهر الحقيقة. لا يوجد سبب لإخفاء هذه الحقائق.. يجب أن تقود امريكا الطريق لمحاسبة الجناة الرئيسيين وكبار مرتكبي القتل إذا لم تفعل ذلك فإنها تسمح بتكرار هذه المأساة مرة أخرى".

بيان جنكيز، هو اتهام واضح وصريح للسلطات الامريكية، بالتواطؤ مع القتلة، من خلال اخفاء الحقائق وعدم الشفافية، وهو اتهام جاء بعد اتهام اقوى تم توجيهه الى امريكا، ومن خلال صحيفة "انديندنت" ذاتها، من قبل أغنيس كالامارد، المقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء، بعد ان اكدت إن امريكا كانت على الأرجح على علم مسبق بالتهديد القاتل الذي كان يلاحق الصحفي السعودي، وهو ما يفسر برود الموقف الأمريكي من الجريمة.

وجاء في اتهام كالامارد ايضا: "إن كانت لديهم معلومات من أي نوع ومن أي مصدر بخصوص عملية القتل، وإن كانت لديهم معلومات تشير إلى مدى مسؤولية محمد بن سلمان، أو محطات التوقف في القاهرة، ولم يعلنوا عنها، فهم يجعلون أنفسهم متواطئين في إفلات السعودية من العقاب".

الخطأ الذي وقعت فيه السيدة خديجة جنكيز والمقررة الاممية كالامارد، هو انتظارهما العدالة من النظام السياسي الامريكي، فهما كمن ينتظر الماء من سراب، والعدالة من جلاد، فحلهما كحال المستجير من الرمضاء بالنار، فهذا الانتظار مرده الفهم الخاطىء للنظام السياسي الامريكي، والرؤية الساذجة والسطحية لطبيعة هذا النظام، الذي يضحي بحياة الملايين من البشر من اجل مصالحه المادية، فهو استخدم السلاح النووي ضد مدنيين آمنيين، واحتل دولا وشرد شعوبا وجوعها وقسم بلدانا ، دون ان يرتد له طرف، من اجل مصالحه غير المشروعة، تُرى، هل يمكن ان يضحي بمفاتيح الخزينة السعودية، التي وضعها بين يديه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، من اجل تحقيق العدالة لخاشقجي او من اجل آهات خطيبته؟!.

لا يجب ان يثق احد بالنظام السياسي الامريكي، فهذا النظام لا يكتفي بالتغطية على جريمة ابن سلمان المتمثلة بقتل خاشقجي والتمثيل بجثته، بل من المؤكد انه متواطىء معه ، فإبن سلمان لا يجرؤ على ارتكاب هذه الجريمة دون التنسيق مع المخابرات الامريكية، وهذه النقطة قد لمحت اليها المحققة كالامارد بقولها :"ان لديها الان دليلا ماديا، يزيد من احتمال امتلاك الولايات المتحدة لمعلومات استخباراتية عن التهديدات التي كانت محيقة بجمال"!.