قصة المستغلون، في ذكرى انفجار مرفأ بيروت

قصة المستغلون، في ذكرى انفجار مرفأ بيروت
الخميس ٠٥ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٩:٢٩ بتوقيت غرينتش

شهد لبنان في ذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت مظاهرات كبرى امام مجلس النواب اللبناني شارك فيها العديد من المحتجين، وعلى رأسهم مايسمى بالمجتمع المدني وسبقت هذه المظاهرات حملة اعلامية مركزة بأن يوم 4 آب يفترض ان يكون يوما مختلفاً من حيث الضغط على الحكومة وعلى السلطة وعلى كل الطبقة السياسية.

العالم - ما رأيكم

ويرى خبراء ومراقبوان بأن حرب الناقلات في الخليج الفارسي وتحريك المسلحين في درعا مجدداً والعدوان على جنوب لبنان والصواريخ المشبوهة و فتنة مدينة خلدة وصولاً الى 4 آب وما حصل في بيروت هو جزء من مسلسل المؤامرة في المنطقة وتوجت هذه المؤامرة بتصريح وزير الخارجية السعودي الشاذ في إطار التسويات التي تجري في المنطقة بان يدعو القوى السياسية اللبنانية الى مواجهة حزب الله ويعتبره اساس المشاكل في حين نحن على بعد يومين من فتنة كمين خلدة التي تعرض لها حزب الله وتعامله معها بالحكمة وتبين انه الاكثر محافظ على السلم الاهلي.

ويعتبر خبراء في العلاقات الدولية تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان تصريح شاذ وجزء من مؤامرة كبرى تحاك في المنطقة بدعوته القوى السياسية في لبنان لمواجة حزب الله.

ويوضح خبراء في العلاقات الدولية ان بيان حزب الله الداعي للكشف عن الحقيقة بشأن انفجار مرفأ بيروت بعيداً عن الاستغلال وتصفية الحسابات والصراعات الداخلية يصب في اتجاه خدمة هذا التحقيق و خدمة المصلحة العامة وخدمة اهالي الضحايا لأن الغموض الذي يحيط بهذا التحقيق لا يخدم احد.

وحول توجه فريق من حزب الله الى ايران للتفاوض على تأمين النفط والدواء يقول خبراء في العلاقات الدولية ان موقف السيد نصرالله كان واضحاً جداً حين قال عندما تتقاعس الدولة عن القيام بواجباتها لن ندع الشعب اللبناني يحتاج اي سلعة خاصة المازوت والدواء لان ترتبط فيها كل دورة الحياة مؤكدين انه سيكون لحزب الله موقف حاسم في هذا المجال خاصة اذا ما اعلن اعتذاره نجيب ميقاتي عن تشكيل الحكومة في لبنان.

من جهة أخرى يرى باحثون سياسيون انه بعد مضي سنة على فاجعة انفجار مرفأ بيروت، الحكومة اللبنانية لم تحرك ساكناً نحو كشف السبب الحقيقي والعقل المدبر له سوى خلافات حول من هو المسؤول واتهامات لا اساس لها.

ويقول باحثون سياسيون انه بعد مضي سنة على فاجعة بيروت بدلاً عن كشف حقيقة العقل المدبر وراء إنفجار مرفأ بيروت نرى من خلال الصحافة الفرنسية والغربية اتجاه لإلصاق التهمة بحزب الله وبمحور المقاومة بتحليلات قائمة على الاكاذيب.

ويخشی باحثون سياسيون من ان يأخذ سيناريو التحقيق في انفجار مرفأ بيروت مجرى التحقيق في قضية اغتيال رفيق الحريري، مشيرين الى ان المحققون في قضية انفجار المرفأ ينظرون في كل الاتجاهات الا في الاتجاه الذي يجب ان ينظروا اليه وهو لماذا جائت هذه السفينة الى لبنان ولماذا سمح لها بالدخول الى لبنان مع معرفة طبيعتها التفجرية الكبيرة بسبب ما تحمله من مواد، ولماذا لايفتش اكثر حول من دفع ثمن هذه الشحنة خاصة انها جائت من بلدان محسوبة على المعسكر الاميركي ومن هي الدولة الخليجية التي قامت بتمويلها، مع انه من السهل جدا معرفة هذه المعلومات، بدل ذلك رأيناهم يصوبون اصابع الاتهام نحو الاشخاص الخطأ.

وبشأن المؤتمر الدولي الذي دعی اليه رئيس الوزراء الفرنسي ايمانوئل ماكرون يقول باحثون سياسيون ان الغرب يريد حكومة تابعة لها في لبنان ومعادية لمحور المقاومة وبشكل خاص معادية لسوريا، بعد فشل مخططهم في سوريا يريدون تدمير حكومة وشعب لبنان، من خلال افتعال هوة بين الشعب والحكومة.

ويرى محللون سياسيون بان مظاهرات بيروت الاخيرة كانت ملفتة للنظر لأن الظالم والمظلوم والسلطة والمعارضين لها شاركوا فيها.

ويقول محللون سياسيون ان مظاهرات بيروت الاخيرة كانت خلطة بين الظالم والمظلوم والسلطة والمعارضين لها، السلطة اللبنانية شاركت عبر الاضراب وتسكير المرافق العامة وبالاضافة الى ان جميع البلديات كانت مغلقة والشعب والاحزاب السياسية.

ويوضح محللون سياسيون انه في المظاهرات كانت اتجاهات متباينة والخلاف الذي حصل بالجميزية بين الحزب الشيوعي واللسلطات اللبنانية هو دليل علی ان الذين شاركوا بالتظاهرات ليسوا من رأي واحد او ادارة واحدة.

ويشير محللون سياسيون الى ان السلطة في لبنان موزعة والشارع اللبناني ايضا فيه عدة اتجاهات البعض يدعي السيادة حتى يصفي حساباته والبعض يحاول استغلال هذا الحدث من اجل توظيفه سياسيا وحزبياً والبعض قاموا بعمل عفوي وهم اهالي الشهداء.

وحول ما حصل على الحدود اللبنانية يقول محللون سياسيون انه بطبيعة التركيبة اللبنانية، هناك تداخل مابين الازمة الداخلية والازمة الاقليمية وهناك مجموعة احداث تحصل على المستوى الاقليمي منها ما حصل من خلال اطلاق صواريخ مجهولة الهوية والرد الاسرائيلي الذي كان محدوداً، ومؤكداً ان هذا دليل بأن محور المقاومة اصبح قوة رادعة وليس من السهل ان يقدم الاحتلال الاسرائيلي على مغامرة لمواجهة حزب الله او ايران كما كان يدعي سابقاً، ايضا هي رسالة بان المنطقة تشهد نوع من الصباب بين اعمال عسكرية محتملة وبين تسوية يتم التفاوض حولها والاستعداد من اجل تقبل نتائجها.

ويبين محللون سياسيون ان المحور الاساسي لحركة الصراع في لبنان هو حزب الله وبيئة حزب الله مطلوب ان تتطوق لالغاء دوره في المنطقة، لذا نلاحظ ان القوات في لبنان أو الكتائب وغيرها من القوات تستغل اي حدث من اجل توظيفه ضد حزب الله، لان لديهم مشروعاً اساسياً ويستغلون الازمة الاقتصادية والمالية في لبنان وتفجير مرفأ بيروت وغيرها من المسائل من اجل تمرير مشاريع مشبوهة منها التقسيم والحياد.

ويلفت محللون سياسيون بأن مايسمى بالمجتمع المدني ليس كلهم على منوال واحد هناك قوى مرتبطة وممولة من الغرب ولكن هناك جمعيات واندية وهيآت موجودة في الجنوب وهي متحالفة مع حزب الله والاحزاب ايضا ليس كلها على منوال واحد هناك احزاب متحالفة مع الخارج وهناك احزاب لها موقف وطني، موضحين ان هناك مخططات دولية حول لبنان ولضرب المقاومة ومحاصرتها، لذا النقطة الاساسية تكمن هنا ماذا يفعل اللبنانيون وحزب الله لمواجهة هذه المخططات؟

مارأيكم:

  • كيف حلت ذكرى مرور سنة على انفجار مرفأ بيروت والتحقيق الجاري بشأنه؟
  • ماذا عن انقسامات الشارع حوله والاتهامات الموجه للسلطة وكل الطبقة السياسية؟
  • هل زادت القضية من حجم الصراع الداخلي لتداخل المسؤوليات وعدم تحديدها؟
  • ما أهمية بيان حزب الله بإلمناسبة الداعي للكشف عن الحقيقة بعيداً عن الاستغلال وتصفية الحسابات والصراعات الداخلية؟
  • كيف تقرأ وقائع المؤتمر الدولي الذي دعى اليه ماكرون لمساعدة الشعب اللبناني داعياً لأولوية تشكيل الحكومة؟